صالح مهدي محمد
حين أراكَ صباحًا
صالح مهدي محمد
حين أراكَ صباحًا،
ينسحبُ الليلُ من وجهي كحلمٍ
فقدَ طريقَه،
تتراجعُ الغيماتُ إلى أعشاشِها،
ويردّدُ الضوءُ اسمَك على شرفةِ العصافير.
أراكَ،
فأشعرُ أنَّ الأشياءَ الصغيرةَ تستعيدُ معناها:
الفنجانُ يصبحُ أكثر دفئًا،
والماءُ ينسابُ كأنَّهُ يتذكّرُ أولَ نبعٍ.
حين أراكَ صباحًا،
أرتّبُ الوقتَ على مهلٍ،
كأنني أخيطُ لهُ قميصًا جديدًا،
أعلّقُ على أكتافهِ ضحكتَكَ،
وأتركُ لهُ رائحةَ نهارٍ لا يُشبهُ أحدًا.
تتبدّلُ المدينةُ في عيني،
تغفو الأرصفةُ من تعبِها،
وتستقيمُ الخطواتُ نحو وجهٍ يعرفُ قلبي،
وجهٍ يفتحُ للنورِ نافذةً أخرى.
حين أراكَ صباحًا،
لا أحتاجُ إلى الكلمات،
فكلُّ شيءٍ حولي يتحدّثُ عنكَ،
حتى الصمتُ...
يرتّبُ حروفَ اسمِكَ على مهلٍ،
كأنَّهُ يتعلّمُ الآنَ
كيفَ يجعلني أطمئنّ.