عبد الرضا المادح
همسات على نهر الفولغا- قصة قصيرة
عبد الرضا المادح
كان ضوء الشمس المتعب ينثال على جسدها العاري، فينحت خيالها ليمتد على رمل الشاطيء الابيض مثل انوثتها، ألقت بجسدها الممشوق على الرمل فتأوهت حبات الرمل من ثقل نهديها،
بين الحين والاخر تعلو قهقهات الشبان ثم تخفت همساً لترسم احلامهم الوردية، فيتردد صداها على امواج نهر الفولغا الممتد حتى مغيب البصر، موسيقى كلاسيكية هادئة تعبر النهر صادرة عن مركب سياحي يرسو على الضفة الاخرى، يخفق طائر النورس بجناحيه باحثاً عن عشيقة او سمكة.
كان ممدداً الى جانبها يحسب حبات الرمل العالقة على جسدها الاملس، فخارت قواه عندما وصل الى اسفل ظهرها.
سحبت يده الى النهر وركضا راقصين بين الاجساد المبعثرة على حافة الماء، صعدت نشوة الماء البارد حتى كادا جسداهما أن يتفتتا، طوّق صدرها بذراعيه بحثاً عن الدفء، فتأوهت وهمست في اذنه بكلمات رقيقة:
ـ موعدنا المساء.
عبد الرضا المادح
012.07.272