كـتـاب ألموقع

يالرايح للحزب خذني! -//- يوسف أبو الفوز

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

الكلام المباح (39)

يالرايح للحزب خذني!

يوسف أبو الفوز

الاحتفالات بذكرى تأسيس الحزب الشيوعي العراقي عند الكثيرين هي مناسبة ليس للفرح فقط ، بل ولاستذكار بطولات مناضلين وتضحيات شهداء من اجل قضية نبيلة في مسيرة طويلة . وكلما تحل علينا الذكرى، اصبح لدينا تقليد ، اضافة لحضور الاحتفالات الرسمية ، أقامة احتفال عائلي نحاول ان يكون تلقائيا وبسيطا. هذه المرة ، صار الرأي ان نحتفل في بيت ، صديقي الصدوق ، أبو سكينه . كانت فرصة لأن تجتمع عوائلنا بوجود اطفالنا وكنا سابقا نتحايل لعدم اصطحابهم حرصا على صحة ومزاج أبو سكينة وابو جليل فهما لا يطيقان الضوضاء ولغط الاصوات. ابو سكينة يقول : " كل عمرنا قضيناه بدوخة الراس خلونا آخر عمرنا شوية نعيش بهدوء ". يوم الحفل جئنا مبكرين ، كانت زوجتي اعدت بعض المعجنات ، كليجة بالتمر، بقلاوة ، وقالب كيك خصيصا لأبي سكينة وابو جليل . ابو سكينه يسميه "الكيك الطبي" لانه قليل السكر والدهن . وظلت عينا ابو جليل ترنوان الى البقلاوة بانزعاج لان الطبيب منعه من الاكثار من الحلويات . بادرت سكينة وأمها وزينتا البيت ليبدو بهيجا ، وما ان اكتمل وصول الجميع ، حتى أخذ جليل زمام المبادرة ، أرتجل كلمة مؤثرة ، أبدى فخره بأن المجتمعين يحتفلون بذكرى حزب كلما تمر السنين تجعله التجارب اكثر شبابا . اشاد بتأريخ نضالات والده وابو سكينه كونهما كانا خير مثال له ولمن حوله، كمناضلين صلبين ، بتحملهما المصاعب ، حبهما للحياة وتواضعهما ، ثم راح يغني "يا حزب الابطال"، فشاركناه جميعا الغناء . قرأت مقاطعا من قصيدة للجواهري، غنت زوجتي وتبعناها جميعا "عمي يا بو الجاكوج". لاحظ أبو سكينة ان الاطفال سعداء باللقاء ويشاركون بالرقص والتصفيق ، لكنهم لا يجيدون كلمات كل الاغاني خاصة القديمة. فقال لي وهو يحرص ان لا يسمعني سواه : "بويه ، انت يا مثقفنا ، نقول اطفالنا هم المستقبل ، اذا ما يعرفون اغانينا شلون راح تتواصل الاجيال ؟ ". وجاء الرد من حيث لا يدري، اذ راحت سوزان الصبية ابنة جليل تغني وشاركها الجميع ، واخذ الحماس ابو سكينة وابو جليل فعلا صوتيهما وترقرت الدموع في عينيهما ، وفي بالي ان صور رفاقهم الشهداء تطوف في بالهما فلطالما اخبرونا بان هذه اغنيتهما الاحب خلال وجودهما في السجن . كان صوت سوزان الفتي ساحرا والجميع من حولها يغني ويدبك :

يل رايح للحزب خذني ... وبنار المعركة ذبني

برقبتي دين اريد أوفي ... على أعوام المضت مني !

* عن طريق الشعب العدد 156 ليوم الاثنين 1 نيسان‏ 2013