كـتـاب ألموقع

• ايها المسلمون اتحدوا واجعلوا عيدكم واحدا ً

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

عبد الرضا المادح

 

 للذهاب الى صفحة الكاتب

ايها المسلمون اتحدوا واجعلوا عيدكم واحدا ً

 

2010.08.30

ابتلى المسلمون ومنذ قرون بآفة الطائفية ، والتي يشتد سعيرها حينا ً ويخفت حينا ً، وزهقت بسببها آلاف الارواح وسالت دماء غزيرة على مذبحها الذي لايرتوي .

يتفق رجال الدين والمسلمون عموما ً على الايمان بالله وكتابه ورسوله ، ولكنهم يختلفون في الكثير من التفاصيل كل حسب تفسيره للقرآن وهو " حمـّال اوجه " وكذلك الحديث ، فاصبح لكل طائفة بل ولكل فرع فيها ، أذانه وصلاته وصيامه ، وكذلك في الكثير من التفاصيل الاخرى ( حسب الاجتهاد !؟ ) التي تمس تنظيم حياة المسلمين ، واصبح عمليا ً من الصعب القول أن هناك اسلام واحد !؟

والادهى من كل ذلك ، يختلفون على رؤية هلال واحد لاغيره في السماء يدور حول الارض منذ نشوء الخليقة .

فهذا رآه وذلك " يكمل العدّة " وكحاصل تحصيل يمزقون وحدة المسلمين حتى في افراحهم ، وبالتاكيد أن احد اسباب ذلك هو اصرار رجال الدين على ترسيخ طائفيتهم وفرض سلطتهم على اتباعهم ومايتبع ذلك من جاه وخـُمس ومنافع دنيوية ؟

كما يستغل اليوم قادة الاسلام السياسي هذا الانشقاق في صف المسلمين ويعمقوه لتحقيق منافعهم الشخصية والحزبية ، بل ويدفعون الى الاحتراب الدموي والذبح على الهوية وفي نفس الوقت يتشدقون بنفاق فاضح ، فيطلقون العبارات الرنانة عن الوحدة الوطنية ونبذ الطائفية ؟ وبتناقض صارخ يتبجحون بأنهم يمثلون         " مكوّن طائفي " ، وبالتاكيد سوف لن يسعدوا حين يشاهدوا الالفة بين ابناء الشعب الواحد .

في طفولتنا كنـا نشعر بغصة في قلوبنا ، عندما كنـا نشاهد اطفال من طائفة اخرى وقد علت البسمة وجوههم وهم يرفلون بحلـّة العيد ، بينما حرمنا نحن لسبب نجهله سوى سماعنا لعبارة " السيد اعلن أن العيد بعد الغد وليس غدا ً " ؟ وهكذا نخسر يوما ًمن سعادتنا المؤجلة !

كل عام يتطلع الناس الطيبون الى رجال الدين لكي يثبتوا حرصهم الصادق على الاسلام والمسلمين ، وذلك من خلال اتخاذ خطوة هامة ، بتشكيل هيئة عليا لعلماء المسلمين من جميع الطوائف والفروع ، مهمتها نشر المحبة بين المسلمين ، وكذلك تحديد رؤية الهلال مع اشراك مختصين بالفلك ، لاعلان عيد واحد فتعم الفرحة قلوب المسلمين ولتجاوز ما افرزته خباثات الساسة الاسلامويين .

أن الغاء الطائفية لايتم بعصا ساحر ، وسيبقى اثرها المدمر لسنين طويلة ، ولكن بالنوايا الحسنة والعمل الجاد  في نشر ثقافة الانفتاح والمحبة ، يمكن التخفيف من آثارها بالتدريج لحين زوال سمومها .