كـتـاب ألموقع

الإكليريكي الفتي مارتن بَنِّي مضطهَدٌ ويسأل: أين أذهب؟// مايكل سيبي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

الإكليريكي الفتي مارتن بَنِّي مضطهَدٌ ويسأل: أين أذهب؟

مايكل سيبي

سـدني

 

بتأريخ 27 حـزيـران 2014 وتحـت عـنوان : إذا كـنـتُ في بلادي أُضطَهَـد ، فإلى أين أذهـب بعـد يا عـراق ؟ !!! أين !!! أين !!! .... كـتبه الإكـليريكي الفـتي مارتن بَـنِّي مقالاً عـن خـواطر مبعـثرة تخـتـلج في صـدره بصورة مستـتـرة

  http://saint-adday.com/permalink/6231.html

ويسـرني أن أجـيـب عـلى سؤاله وأضعه في الصورة :

تخـيلتُ الإكـليريكي مارتن كأنه عـلى زورق بنهـر بابل معجـب بمياهه وجـريانها ، وﮔـلـﮔامش رفـيقه ينـتـظر في جـنوبها ، يـبحـث عـن زهـرته وخـلـودها .... لكـنه أخـطأ ! حـيث إنّ الوردة لا تـبعـث الحـياة بل تحـتاجها ولكـن إكـسيرها ــ إنْ وُجـد ــ عـنـدئـذ يـبعـثها ! ... وخاب ظنه حـين خانـته حالته الحـزينة وشعـورها .

ويرجع الخـيال به إلى السبعة الأولى من أيام الخـليقة والأرض خاوية سطوحها ... ولكـن يا مارتن ما الـذي جاء بالمَسلة عـنـدها ، والقـيثارة مشـدودة أوتارها في سومر موطنها ؟ وعـجـبي منك ، كـيف ستـبني السلام من أسـوارها وتسمح لـنـفـسك مجَـنـَّـداً في جـيوش غـريـبة !! قاسية حـروبها وهم يسلخـون الجـلـد من وجـوه أسراها ؟ وهـل تـصنع أقلاماً من نخـيل وسعـف تم حـرقها ؟ وهـل حـقاً ستـكـتب بمـداد مستـنـقعات قـد إنـتـنـتْ مياهها ؟ . 

أنت كـلـداني كـنت تعـبـد في الزقـورة ، أنت إبن أور بنيتَ كـنيسة إنـتـشرت في المعـمورة ، أصبحـتَ نوراً ساطعاً يضيء في بقاعـنا المشهـورة ، في البصرة والنجـف ونوهـدرا ونينـوى المقـهـورة .... أين المفـر من جـماعة لا تأبه بأسقـف بكاهـن بمرأة ولا بطفل يرضع من ثـدي أمه المنحـورة ، عاد وقـت الإضطهاد كأيام الإضطهاد ، تلك التي في التأريخ مـذكـورة ... أتـدري ما معـنى : قـطع الأطراف عـلى الخلاف أكـيـدة ولم تكـن محـظورة؟ ورؤوس بريئة عـلى الأرض كالـبـذور منـثـورة ؟

إنْ رُجِـمتَ عـلى مـذابح بـيوتـنا ، لستَ مُحـقاً أن تـلوم الرب خالقـنا ! يا أخي نـنـفـض الـتراب العالق في أرجـلـنا ، نبارك العـدو الغازي ونخـرج من ديارنا ، كي لا يكـون أهـل الـذمة إسمنا .

 

لتسكـن أرضاً مُلكاً لباريـك وعـنـدها ستـبـدأ أفـراحـك ، سـوف ترى فـيها قـلوباً لا ترفـضك بل تأويك ، وصليب يحـمل الـنيـر عـنـك ، ورغـيف سيُـشبع جـوعَـك ، والحَـمام يرفـرف عـلى كـتـفـك ، لن يقـف حـتى يصل أريحا سيكـون معـك ، وإنْ أردتَ الخـمر كما طلبتَ ليُـسـكـرك ، سـتراه ــ ولا يهـمك ــ عـنـد الكـثيرين أعـلى رتبة منـك وأرجـو أن لا يصدمك .

ما  لـنا من هـيروديا وما  لـكَ ، أتـرك الجحافـل الغـبـية تـغـزو دارك ، وإنـتـقـل إلى ديار هـنيئة تـقـبلك ، فأرضُ الله كـلها أملاكك .... الضيقات ستـغـيـب من أمامك ، والأفـراح ستـكـون في إستـقـبالك ، لا الأم ولا الأب يفـكـران في تـركك .

لستَ دخـيلاً لـتـسجـن في سجـون عاتمة ، أنت كـلـداني بابلي أصالتـك قائمة ، شاءت الأيام أن تـُـحـسَـب كافـراً مـذموماً ، ألم تحـن الساعة لـتـنـفـض عـنـك الغـمامة ؟ أم ترتـضي لنـفـسك عـيشة في بـيئة تـحـيطها القـمامة ؟

المفـر لا يكـون بإنـتـظار غـدرالسيوف الـدامية ، بأيادي مجـرمة تـطالب بالجـزية ، وإنما ربنا قـد قال لـنا بالعـلنية : إن إضطهـدوكم يوماً في داخـل أية قـرية ، إبحـثـوا عـن غـيرها في الـبـريّة .... تحـرّرون أيـديكـم من قـساوة الأصفاد المعـدنية .... وأمـشـوا إلى جـنائن بابلنا الجـديـدة حـيث فـيها الحـرية .

ما لكَ والجـبار إستل سيفه ، و داودكَ الـذي انت تبحـث عـنه ، وما أدراك بـﮔـلـياث وما طبعه ، منـذ مدة صار العـدوان إسمه ، أترك الجـبَّ للعـدو وأذنابه ...........

أترك هـيرودس الأحـمر في عـرشه وهـيروديا تـهـز الخـصر والأرداف له...... في بابل الجـديـدة يوحـنا لا يُـقـطع رأسه ، ولا إسطيفانـوس يُـرجم في حـفـرته ،

لا تـكـتـرث بموسى وأعـوانه بالمرة ، ولا تأتي عـلى ذِكـر أوثانه الشريرة ، إنْ كان قـد قـبَّـل أم لم يقـبِّـل ، فالعـورة مكـشـوفة منـذ يوم قـطع السـرّة .

يسوع الـذي أنت تعـبـده غـني عـن التعـريف وبـيانه ، فـقـبل أن يـذرف الـدموع للجائع يناديه وقـبل أن يوقـد شمعة لعـريان يناجـيه ، فالله يهـتم بشؤون خـلقه أفـضل من العـصافـير التي في بستانه ...

أخي أنت لا زلـتَ في عـمر الشباب ، إسأل قـبل أن تكـتب مقالاً في كـتاب ، ولست تحـتاج إلى محاباة الـذي إلهه ضار ووهّاب  .... ولا إلى التملق للرابع وعـنـده وثيقة مخـزية وإسمه خـطاب ، أتـكـتـفي أم تريـد مني أكـتب عـمّن سيفه ذي الفـقار .... يا حـبّاب ؟

أتـرك الآن الكلام عـن الفـئـران وليس الوقـت وقـت الجـرذان والثعـبان ، فـلم يعـد هـناك مِن والي وسـلطان ، اللصوص كـثيرون في داخـل الـبنيان قـبل أن يأتـوا من جانب الجـيران ، إسأل الـذين أنت وصفـتهم بالقـطعان لماذا يرتـضون  لـذاتهم أن يقـفـوا كالبعـران ، إذا صاح بهم حاديهم ــ بـاع ــ  كالبطران ، يردّون له الصدى من أفـواههم ــ مـاع ــ كالخـرفان ؟

 

يا حـبـذا لو فـهـمتَ كلامي هـذا الآن ؟ وإلاّ ستـفـهمه بعـد فـوات الأوان .