كـتـاب ألموقع

• عـراقي في العـراق بجـنسيته الأسترالية وعـيد الميلاد 2009

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

مايكل سيبي

مقالات اخرى للكاتب

·        عـراقي في العـراق بجـنسيته الأسترالية وعـيد الميلاد 2009

 

قادتـني الأيام وإستعانة بمؤهَـلاتي ، إلى فـرصة عـمل عـلى أرض العـراق وليس تـحـت إدارة عـراقـية ، كانـتْ ممتعة حـقاً ومفـيدة في أكـثر من صعـيد ، حـيث حـطـّـتْ الطائرة بي في ما يقارب الـعـشرة مطارات كـبـيرة في العالم وإكـتسبتُ خـبرة ورأيتُ أناساً ومَشاهـدَ ما كـنـتُ أتوقعها لنـفسي أنْ أراها يوماً ، فـشكراً للمهـنـدس مبرمج الحـياة . ومن بـين ذكـرياتي ، أيام عـيد الميلاد عام 2009 ، فـقـد بـدأنا بتـزيـين قاعة الإحـتـفال التابعة إلى الدائرة التي كـنـتُ أعـمل فـيها  منـذ ظهر الخـميس 24 /12 / 2009 ، وفي المساء بـدأ الإحـتـفال بكـلمة المدير الترحـيـبـية ثم سأل : مَن هـو مِن مواليد يوم 25 /12 ؟ فـصاح الكـثيرون من منـتسبي عـملنا وقالوا : مايكل ،  فـدعاني لأقـف أمام الحـفل ثم أنشدوا ( Happy Birth Day to Michael ( وقـدّموا لي هـدية رمزية هي محـفـظة ((wallet بسيطة وعـليها قـطعة معـدنية ( ستيل ) محـفـور عـليها ( M C ) ، وقـلادة ( necklace) منظرها بسيط ولكـنها تراثية ، وطقم ( تراﭽـي مع بروﭺ Brooch ) زينة للصدر وقال هـذه للـ مَـدام ، ثم كان لنا عـشاء فاخـر ، وإلتـقـطـنا صوراً تـذكارية ، وفي نهاية المطاف غادرْنا إلى مسكـنـنا . 

 

وفي يوم  25 / 12 /  ذهـبتُ إلى صالة المطعـم العام المُـزَيَّـن بشكل عـجـيب ، فـهـو أكـبر من قاعة ويستيلاّ وأوسع من قاعة ﭙاراديسو المشهورتـين عـنـد جاليتـنا في سدني ، فـفي تلك الصالة وعـنـد كـل زاوية رأيتُ رمزاً للإحـتـفال بذكـرى ولادة المسيح : مغارة بـيت لحـم مُـدهـشة ، ملائكة ترفـرف ، شجـرة العـيد فـخـمة ، نجـمة ساطعة ، الكـتاب المقـدّس مفـتوح عـنـد آية الميلاد في العـهـد الجـديد ، شموعاً منيرة مخـتـلفة الألوان والأحـجام ، عـربات غـزلان متلألئة ، وأشكالاً مخـتلفة من الماء الملوّن مجـمّـداً في الفـريـزر ومنصوباً عـلى منضدة أو صينية بهـيئة قـلب رمز المحـبة ، وحـمَامات ترمز إلى الروح القـدس و دلـَّـة قـهـوة عـربـية ، و خـزّان ماء ..... ، وتماثيل للحـيوانات . وداخـل الصالة أيضاً كانـت هـناك شابات رشيقات جـميلات بفـساتين فـضفاضة طويلة بيضاء وعـلى أكـتافـهـنّ أجـنحة رمز للملائكة ، وكـذلك شباب بملابس قـديمة وعـلى رؤوس بعـضهم تيجان مثل التي نشاهـدها في نماذج ( مغارة بيت لحم )  يـتمشـَّـونَ بين الناس بالإضافة إلى بابانوئيل مع رجال رعاة وبيدهم عـكازاتهم الطويلة وفـتيات أخـريات بملابس ملونة ، إنَّ هـولاء لم يكونوا جالسين وإنما يتمشـّـون ذهاباً وإياباً مبتسمين متجـوّلين بين الحاضرين إلى الصالة لإضفاء بهـجة وإنشراح عـنـدهم وعـلى إمتـداد النهار ، إنه حـقاً عـيد ميلاد جـليل الأمم . 

 

أما عـن المأكولات فـهي صعـبة الوصف حـيث مخـتلف أنواع اللحـوم والأغـذية والمعـجّـنات والفـواكه والحـلويات والكـرزات والمشروبات الغازية والعـصير مع المجـمّـدات ( آيس كـْريم ) ، تجـعـل الناظر يشبع من المنـظر قـبل أن يتـناول منها شيئاً ، ولهـذا لم أشـتهِ منها إلاّ قـطعة كيك مع عـصير وجـلستُ ساكـتاً مستـمتـعاً بهـذا الإستـعـراض الديني الحـيَـوي داخـل المطعم ، فجاء إثـنان من أولئـك الجـوّالين بـين الحـضور ( شاب وشابة ) وجَـلسا عـنـدي وقالت الفـتاة : لماذا تبـدو ساكـتاً ؟ قـلتُ لها : لأنـني وحـيدٌ ! فـردّت : كـلا ! إنك لستَ وحـيداً ، اليوم هـو عـيد الميلاد وكـلنا معـك ! فـشكـرتها ثم سألتـني مِن أيِّ بلد أنا ، فأجـبتــُها : عـراقي بجـنسية أسترالية عـلى أرض الـ عـراق .... العـظيم ! وأخـيراً غادرتُ المكان . 

 

تـرى ! ألا يمكـنـنا نحـن أن نـخـلق فـرصاً ممتعة كالتي يخـلقها غـيرنا من البشر لأنـفـسهم ولأجانب ليسوا من جـنسياتهم ؟ ثم إنْ وُجـدَتْ ، هل يمكـنـنا أن نستـمـتـع بالحـياة مثـلهم ؟ وسـؤالنا : هـل تــُـشجّع جـمعـياتـنا مَن يقـترح مثل هـذه المشاريع ، لا لمتعة ذاتية ولا لغـرباء أجانب !! بل لأطفال جاليتـنا الألقـوشية في سدني وبراعم المسيحـيّـين عامة (( وعـلى حسابه الخاص دون أن تـتـكـلـّـف الجـمعـية سنـتاً واحـداً )) ؟ أم أنهم يضعـون عـصيّـهم في الدواليـب الديناميكـية للمبادرين المُـحـبّـين لجاليتهم ، فـيمنعـونها عـن الدوران ؟ وسنـكـتب عـن الموضوع لاحـقاً مقالاً شـيّـقاً .