اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

هل ينتظر الامريكان من السوداني تصفية المقاومة والانقلاب على شركائه بعد زيارته؟// صائب خليل

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

صائب خليل

 

عرض صفحة الكاتب 

هل ينتظر الامريكان من السوداني تصفية المقاومة

والانقلاب على شركائه بعد زيارته؟

صائب خليل

26 آذار 24

 

مقال الصحفي والمحلل الأمريكي المعروف مايكل نايتس في "معهد واشنطن" مثير للاهتمام وخطير، فهو يبتعد عن الإطالات المراوغة والتعابير الدبلوماسية الفارغة ويدخل مباشرة فيما يرى أن على الإدارة الامريكية ان تعامل بها ضيفها القادم. ورغم ان نايتس ليس موظفا في البيت الأبيض وكلامه ليس موقفا رسميا، فهو قريب جدا من التعبير عن نظرة الامريكان الى السوداني، بل ان كونه رجل غير رسمي يزيد من إمكانية معرفة النظرة الحقيقية للأمريكان الى السوداني وامثاله وما الذي ينتظرونه منه من ولاء وخدمات، مقابل منحه "شرف" زيارة البيت الأبيض، خاصة ان نايتس قد قابل السوداني عدة مرات كما يقول.

نايتس لا يهمه أن يتظاهر بأن يعكس خطابه علاقة "متوازنة" بين رئيسي دولتين، إنما يعامله كأجير حريص على ولايته، ويحزر ان السوداني يعتبر الزيارة "طموح" يتمنى تحقيقه، لأن جلوسه امام الرئيس الأمريكي (الذي اسماه برلمانيون أوروبيون بجزار غزة) ضروري للحفاظ على احترامه حتى داخل العراق، وان حصوله على رئاسة الحكومة من جديد، يتوقف إلى حد بعيد على حصوله على "شرف" تلك الزيارة!

والحقيقة انا لا استبعد من فريق الطبالين من البرزنجي والزيدي وقناة العهد والكثير الكثير، أن يقيسوا شرف رئيس الحكومة العراقية بمدى قبول اميركا لانبطاحه، ولا شك أنهم يشحذون اقلامهم لملاحم المديح القادم.

 

ورغم استماتة السوداني ليبدو صديقا وفيا لأميركا، ورغم اهانته للمقاومة العراقية بتسميتها بـ "الإرهاب" إرضاءا لواشنطن، فأن طموح نايتس وأميركا من خلفه اكبر بكثير، فيصفه بأنه "عاجز عن التحرر من قبضة الجماعات الإرهابية والميليشيات" وانها من اوصلته الى الحكم. ورغم أن الإطار التنسيقي دعم توجه السوداني المنبطح لواشنطن، لكن ذلك لا يكفي، فهو يقول بأن الإطار "تقوده عصابة من الجماعات الإرهابية المدعومة من إيران"!

 

ثم يقوم نايتس بتعداد قائمة المطالب التي يتوجب على السوداني ان يقوم بها لينال "الشرف" من واشنطن، وهي قائمة مهينة أشد ما تكون الإهانة ووقحة بشكل غير معهود، حتى بمقاييس عملاء اميركا الأخرين في المنطقة! فيرى ان تعامل السوداني مازال "خنوعا" للجماعات الإرهابية والميليشيات وان عليه أن "يخاطر"، وأنه ان أراد أن يصبح "زعيما حقيقيا" فعليه أن "ينقلب على من ساعدوه" وأن افضل وقت لذلك هو "الآن"!

 

ثم تذهب المطالب الى تفاصيل محددة، فتشترط لينال السوداني شرف "استقبال الأبطال مثل زيلينسكي"، فعليه أن يطرد عناصر "كتائب حزب الله" من "الحشد الشعبي" ويحل الويتهم وأن ينفي زعيمهم من العراق، مع أي أعضاء آخرين تحددهم الولايات المتحدة، وعندها يمكن عدم اغتيالهم طالما أنهم لم يعودوا إلى العراق!! كذلك فأن "عصائب أهل الحق" و"كتائب سيد الشهداء" و"حركة حزب الله النجباء" يجب استئصالها كلها! ولم تسلم منظمة "بدر" أيضا من اقتراحه بوضعها تحت العقوبات!

ويشرح نايتس سبب مطالبه البالغة بأن خوف السوداني من فقدان وظيفته لا يكفي لكي يُستقبل في البيت الأبيض، بمعنى ان من يحدد بقاءه في وظيفته، هي أميركا!

 

ما القصد من هذا المقال في وسيلة اعلام مؤثرة في صناعة القرار الأمريكي؟

ليس من المحتمل ان يحقق السوداني ما يطلبه نايتس، مهما بلغ هوس السوداني بالاحتفاظ بالكرسي واستعداده للانبطاح من أجله، وحتى أميركا لن تطالبه بمثل تلك الحركات الانتحارية بضربة واحدة وقبل الزيارة. لكن الاحتمال الأكبر هو تقصد تعويد السوداني على الاهانات المباشرة، وتحضيره نفسيا لفرض شروط عالية جدا للمرحلة المقبلة بعد الزيارة، فيكون السوداني اكثر استعدادا لقبول ربعها مثلا، وهو ليس قليل ابدا. وهذا يوفر للسوداني أيضا إحساس بأنه "رفض" معظم الشروط، ويقدم أيضا الفرصة لطباليه للإشادة بذلك.

 

إن المطالب الامريكية من السوداني في زيارته لن تبتعد كثيرا عما كتبه نايتس، وربما يسلم خطة زمنية أكثر صبرا في التنفيذ مما يطمح اليه نايتس من فورية التنفيذ، كما جاء في المقالة، لكن المقالة تبقى شديدة الإهانة ومثيرة للاشمئزاز، وفوق ذلك فهي تكشف طموحات أمريكية شديدة الخطورة، ولكنها متوقعة منها، خاصة بالنسبة لشركاء السوداني الذين اوصلوه الى كرسي الحكم، وربما لم يتوقعوا ان تصل علاقته بأميركا الى هذا الحد المخجل والخطير حتى عليهم.

 

يمكن قراءة المقالة بكاملها في الرابط التالي:

https://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/ma-aldhy-ly-alwlayat-almthdt

-almtalbt-bh-fy-hwar-m-ryys-alwzra-alraqy-alswdany

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.