اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يخصني شخصياً بعيدا عن الحرفيه// سارة طالب السهيل

تقييم المستخدم:  / 2
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتبة

يخصني شخصياً بعيدا عن الحرفيه

سارة طالب السهيل

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

في مثل هذه الأيام ولدت المدعوة سنووايت snow white (بيضاء الثلج) حيث كانت والدتها جالسة بجانب النافذه تراقب تهافت الثلوج الناعمه على الأرض وفي يدها إبرة تخيط بها شالا من الفرو مدموجا مع الحرير الأبيض، كانت الملكه سعيدة بمنظر الثلوج المتساقطه و تصور لها انها لو ناجت الله لأستجاب لدعائها فنظرت للسماء حيث تهطل الثلوج وقالت: ياالله ارزقني بطفلة جميله ببياض هذا الثلج ،وكونها مشغولة بالنظر للسماء غرزت الإبرة في إصبعها بدلا من القماش ونزل الدم من إصبعها و مازج القماش الابيض فقالت يا الله واجعل خدودها حمراء لتكون بجمال هذان اللونان معا واكملت وهي تنظر للسماء، و عينان صافيتان بصفاء السماء رغم هطول الثلوج. وبما ان الملكة كانت حامل رزقها الله فعلا بمولودة جميله بنفس الصفات التي طلبتها من الله فأسمتها بياض الثلج أو سنووايت، هذه هي القصه الشهيرة التي يكاد يعرفها كل أطفال الدنيا .ما أجمل الثلوج وما أجمل تلك القصص وما أجمل تلك الفتاة الطيبه البريئه التي عاشت ظلما كبيرا في حياتها قبل ان تعيش سعيدة مع الأقزام السبعه و عاشت حربا شرسه من الساحرة الشريرة أثناء عيشها معهمهكذا هي الحياة، لو كانت أمها دعت لإبنتها بالحظ السعيد لكان أفضل لها استذكرت تلك القصه في هذا الطقس المشابه حيث تهطل الثلوج دون توقف هنا في عمان و تذكرت أيام الطفوله و كيف اني لم اتغير و لا اعرف ان كان هذا الامر سلبا ام ايجابا ان ابقى كما انا بعد كل هذه الايام التي مضت الا انني راضية عن نفسي اتذكر بيتنا في الدوار الرابع حيث كانت العائله ملتمه نقيم معا وننتظر الثلوج بفارغ الصبر طمعا بالعطله و اللعب في الثلج اتذكر انه في احدى السنوات كنت طفله صغيرة و في شتاء واحد جائنا الزائر الابيض عشر مرات و كان الثلج أمتارا وكان التجوال ممنوعا الا أنا وصديقتي يارا و تانيا وبعض الاصدقاء من دولة عربيه شقيقه كانوا اصدقاء لأهلي و اولادهم اصدقائنا كنا نتجول مع سائق كوننا اطفال وكان يضطر ان يلف إطارات السيارة بالجنازير منعا للتزحلق ووقتها بقت صديقاتي عندي عشرة ايام بحجة الثلج و عدم تمكنهم من العوده لبيوتهم ،كم كانت جميله تلك الايام وقد كانت احدى اخواتي تطهي لنا الطعام و سبحان الله هي لحد الان مشهورة بأكلاتها اللذيذه و اتقانها لفن المطبخ و الحلويات وكنا نمزح ونلعب و نمثل مسرحيات و مقاطع كوميديه واحيانا اكشن هههه فكان والدي يعتقد ان الصراخ حقيقي كونه يمر مرورا من جانبنا و لا يدري اننا نمثل فكان يوبخني و يقول لي اكرمي ضيوفك ليس فقط بالضيافه و الطعام و المنام و انما ايضا بحسن السلوك و اللطف و الملقى و الترحاب و لا تؤذي احد فأقول له يا بابا احنا بنلعب هذا مو حقيقي.كانت الحياة ابسط و اجمل وكانت الناس اوسع صدورا و اصدق شعورا و انبل و كانت الناس تعيش معا اهلا و جيرانا و اصحابا وهذا ليس من زمن بعيد مجرد سنوات فماذا حل بالبشر فهل أعباء الحياة و همومها غيرت الناسكنا ننتظر الكرسمس ليأتي لنا سانتاكلوز بالهدايا التي لم تكن تعنينا بقدر وصول سانتا اللطيف ننتظره من عام لعام و ننتظر صوت الجرس لنقول مر من هنا

كنا نفرح بأبسط الامور كنا نسمع أغاني ونبقى نرددها وكأنه واجب علينا أن نحفظ شريط ايهاب توفيق و عمرو دياب كله غيباً.كنت في مدرستي راهبات الورديه ارتدي مريولا رماديا و قميصا ازرق و جارزة كحليه احمل حقيبتي المدرسيه على ضهري و المطر يهطل على رأسي و لا أعبء أن يبلل المطر شعري وملابسي فكنت اعتبره ماء طهوراً حيث كنا نتبارز من منا يستطيع الجلوس أطول بالمطر وكانت معلمة اللغه العربيه مس ليلى  تقول لنا يا بنات فلندبك لنحارب البرد القارس  لم يكن وقتها عيبا دبكة الأطفالكنا نأكل الكعك بالسمسم و الفلافل الحارة التي تبيعها لنا الراهبه وتمنعنا من شرب البيبسي غير عابئة بالارباح بل بصحتنا اذكر يوما كنا نتدرب تحت المطر فريق كرة السله و قلت لصديقتي جيهان انا جائعه و خطر على بالي(المسخن) وبعد التدريب رحنا لبيتها لنجد المسخن جاهز على الطاوله بإنتظارنا صدفة رهيبه كنا نفرح بالصدف التافهه و نُحَدّث عنها أشهركنت أشتاق للصيف لأننا لا نستطيع أن نلعب بيت بيوت على البرندى (الشرفه) و نجمع الألعاب على أنهم ضيوف و نطبخ الطعام من أوراق الشجر أنا وصديقتي عبيركنا ندق أجراس البيوت لنلعب أننا تائهين و لم يكن الأهالي ممتعظين بل مرحبين و لن انسى السيدة الطيبه التي بكت من أجلنا و دعتنا لندخل بيتها فاظطرينا ان نعترف لها أننا نلعبلن انسى صديقتي ميسون معجبة راغب علامه و التي يملأ دفاترها صوره و كلمات اغنياته و تترك حقيبتها تحت الامطار عادي لكن تحمي دفتر راغب علامه خوفا عليه من البللما أجملها أيام الشتاء و رائحة الكستناء تملاء البيت و الكاسترد الساخن و رز بالحليب و الدوناتس بطعم القرفهو القطط البردانه نخبأها في البيت من البردو لا انسى المستودع الذي كنت أخاف منه يشبه القبر المظلم تحت البيت كنت دائما أعتقد ان به افعى ههههه و لا انزله الا مع المساعدة المنزليهكنت أقرأ القرآن للفجر وجدتي تقول لي نامي يا سارة أمك لو تعرف انك ما زلت مستيقظه ستزعل مني فأقول لها لن أصحو متعبة غدا لأن الله يعرف بأنني كنت أقرأ القرآن فتقول لي عندك حق استمري ،هكذا كانت الأمهات و الجدات يحثن أطفالهن على الإيمان بالله و اليقين باللهكنت أكتب الشعر و لا أحب أن يراه أحد إلا صديقات أمي الشريفه هيا حسين و السيدة سمر المصري و صديقتي ليلى المعايطه ،كنت اعتبرهم سر الى أن نضجت قليلا واصبح لدي الجرأة بعرض كتاباتي على الملاءكم جميله تلك الأيام البريئه وكم جميل هو الثلج الابيض الذي استدعى ذكرياتي

  سارة طالب السهيل إنسانه وكاتبه

 

 

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.