اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

رغبة الجلد الطائفي للآخر- صور الفلوجة وتعليقاتها// صائب خليل

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

رغبة الجلد الطائفي للآخر- صور الفلوجة وتعليقاتها

صائب خليل

29 أيار 2015

 

نشر في النت قبل أيام صورا ً للشهيد مصطفى الذي قامت داعش بتعليقه على جسر الفلوجة، وكانت إحدى تلك الصور عن موكب القبض عليه أو سوقه للإعدام ويظهر في الصورة عدد كبير من المتسوقين في الفلوجة بينهم ثلاثة كانوا يرفعون أيديهم استحساناً – كما يبدو، لتلك الجريمة وتأييداً لداعش. وكنت من بين من نشر تلك الصورة احتجاجاً واستهجاناً للجريمة ولموقف المؤيدين لها.

 

ثم نشرت صورة أخرى تمثل شخصاً محروقاً انتشرت أيضاً في النت على أنها للشهيد مصطفى، وأنهالت التعليقات المنددة بالجريمة واندفع الكثير منها إلى اتهامات كبيرة طائفية وشاملة لأهل الفلوجة كلهم بل أكثر من ذلك. وقد لاحظت على الفور أن صورة المحروق لا علاقة لها بالشهيد، وانها قد تكون من صور قتلى مجرمي بلاك ووتر في الفلوجة عام 2004، واخبرت الصديق الذي نشرها فأبدى تفهمه للأمر.

بعد أن رأيت التعليقات التي نشرت على صورة موكب الشهيد في السوق، راجعت الصورة بتمعن فوجدت أن عدد الهاتفين هو ثلاثة فقط!، فنشرت المشاركة التالية(1) (أنشرها مختصرة هنا):

 

"أثارت الصورة أدناه،...الكثير من الإستهجان الذي تستحقه تلك الجريمة البشعة بحق هذا البطل الذي يشرف تراب حذاءه كل من مس شعرة منه أو هتف بقتله.

  

https://goo.gl/quap5r

 

لكن دعونا ننظر إلى الصورة جيداً، وسنرى أن عدد من يرفعون أيديهم هم ثلاثة فقط! أما الباقين فلا تدري إن كانوا سعداء بهذا أم مستاؤون منه! بل يمكننا أن نجزم أنهم أو أغلبهم مستائين منه ولولا ذلك لرفعوا أيديهم، على الأقل خشية داعش كبقية اللوكية او من بلغت بهم الطائفية هذا المستوى من الجنون وفقدان الأخلاق.

وإن تذكرنا أيضاً أن هذه الصورة قد نشرت من خلال داعش وأعوانها بالضرورة، فيمكننا أن نستنتج أنهم لم يحصلوا على أية صورة تعبر عن تأييد أهالي الفلوجة لتلك الجريمة، أكثر من هذه الصورة أي أنهم لم يحصلوا على أية صورة فيها أكثر من ثلاثة يرفعون أيديهم استحساناً لتلك الفعلة الشنيعة..

سألت نفسي: لو اني تواجدت في السوق صدفة وقت مرور هذا الموكب، ماذا كنت أفعل؟ كنت سأنظر إلى هذا المشهد بحسرة كبيرة فقط..وأتألم..لماذا لا يكون ذلك الرجل ذو البلوز الزرقاء يفكر هكذا؟ وكذلك الرجل ذو الدشداشة الرمادية... تمعنت في الصورة محاولا أن استنتج موقف الشخوص الذين ظهروا فيها فوجدت العديدين ممن ينزلون أيديهم وكأنهم يقولون أن لا حول لهم ولا قوة بما يجري، وآخرين يضمونها إلى صدورهم كأنما احتجاجاً وامتناعاً عن التأييد..ومن الواضح أيضاً أن أحداً لم يترك مكانه ليصطف على جانبي الطريق إلا القليل جداً، خشية أن يحتسب ذلك تأييد للجريمة! (هناك اثنان من داعش على الماطورات امام السيارة وشخص ثالث يقود دراجة على الأغلب)

كذلك لاحظوا أن الصورة الأخرى التي تظهر بعض الناس، لا تشير إلى أي تأييد لما يجري، بل هي اقرب إلى العكس:

https://goo.gl/BF2hKk

 

إن نظرنا إلى الأمر من هذه الناحية فلا يسعنا أن نقول سوى:العار لمن وقف يصفق وحده دون غيره، وأن هذه النماذج المختلة، متمنين أنها لن تؤثر على تلاحم العراقيين الذين يرون في أبطال الحشد أملاً وقدوة ويجلون شهدائهم إيما إجلال!

التعليقات التي وصلتني وبعض الرسائل تشير إلى أن هذه الصورة موضع جدل شديد على النت، من مؤيد سعيد بها وبتحليلها ومن محتج يصل حد قلة الأدب في دفاعه عن المعنى الطائفي المحرض لها.. لذا أدعوكم أخواني ممن يتفقون معي في هذا إلى نشر هذا المنشور في صفحاتكم لنعادل ولو جزء من ما حققه إعلام داعش بنشر الصورة، دعماً لمن يظلمهم الإتهام من أهالي الفلوجة من جانب، ودعماً لأبطال الحشد في معركتهم القدسة الشرسة من الجانب الآخر، وإن شاء الله، النصر قريب هذه المرة!

 

التعليقات جاء بعضها مؤيداً، لكن البعض الآخر كان رافضاً وبقسوة، فكتب أحد القراء: "لابد من تغيير تلك البنية البشرية بعد تحريرها من خلال نقلهم إلى شقلاوه .. أو إيداعهم حي في العمارة أو الناصرية أو كركوك ليتعلموا الكياسة والأدب الجم" ..

وكتبت قارئة، ربما محقةً عن تأثير مشاهد إعدامات داعش على الناس: "خلوني اكون صريحة اكثر الناس اللي تحت حكم داعش مستحيل يرجعون ناس عاديين ابدا ابدا"

ورفض احدهم أن يكون عدد من يرفع الأيدي ثلاثة فقط، راجيا أن لا أدافع عن "بؤرة الغدر والخيانة"

ومن التعليقات على نفس المنشور في مكان آخر، كتب أحدهم: "شنو هالتكلف في ايجاد المبررات لاهل الفلوجة؟ ولهذه المدينة التي ماخرج منها الا الشر منذ ٢٠٠٣؟ "

وآخر: "دعم هذه المدينة بغالبية اهلها للارهاب ليس جديدا ولا محصورا بهذه اللقطة حتى نأتي لنناقش ،، كم واحد ظهر في الصورة ،، ومن امتعض ومن لا ،، هذه المدينة احتضنت قبل داعش،، من قبل الزرقاوي ،، ومنها انطلق تنظيم القاعدة في ٢٠٠٤ وهذه المدينة تحولت الكثير من بيوتها الى معامل وورش لصنع العبوات والمفخخات التي تقتل بالعراقيين هذه المدينة التي تضم مساجد التحريض والتكفير

وسأل آخر: "والتامر على الثوره ١٩٥٨ وبعد اقل من شهرين ؟؟؟والإذاعة والسلاح كما تامروا على نوري السعيد وغيره

للاسف المبررون والذين يلتمسون اﻻعذار موجودون في كل مكان و زمان من يوم السقيفه الى يومنا هذا.. .. كفاكم ضحك على عقول الناس البسطاء"

 

وقد رد عدد قليل على تلك التعليقات، ومنها:

"ما قاله الناشر عين الصواب وهو تحليل موضوعي وليس ايجاد المبررات

اما بالنسبة لك فلم نراك تتحدث عن القتل في 2006 على الهويه وكم البشر الابرياء ماتو وتركو عوائل

ولم نراك تتكلم عن الجازر الطائفيه العديده والكثيره وميحتاج اذكرلك اسماء المجازر لان انت وغيرك يعرفها حق المعرفه

ولم نراك تتكلم على الحكومه التي تعمل على مشروع انا وانت نعلمه جيدا ، وانسحاب الجيش وترك الارض وترك السلاح وتسليمه

لم نراك تتكلم عندما والد الجندي قال ان ولده اتصل به وقال له ان الجيش انسحب وتركوه هو وكم شخص من جماعته.

لم نراك تتكلم عندما والد الجندي قال كنا نتصل بالقيادات العسكريه لانقاذهم ولم يعطونا اذان صاغيه وتركوهم يلقون حدفهم"

 

وكما نرى فأن تلك الصورة قد حققت أغراضها بامتياز وتسببت في زيادة التوتر والشقاق.

 

أما صورة المحروق المعلق فقد أثارت تعليقات أشد، وحتى بعد أن نبهنا ونبه آخرين إلى أن لا علاقة لها بجريمة قتل الشهيد! فتساءل أحدهم "الجندي العراقي الشهيد طافوا به شوارع الفلوجة ومن ثم علقوا بالحبل شنقآ على الجسر فما الفرق بين الحادثتين !!!!"

 

http://www.theodoresworld.net/pics

/1109/BlackwaterImage9.jpg

 

وكتب آخر مؤكداً: "للأسف الشديد أنها للشهيد البطل اني تأكدت من هذه الصورة وباكثر من عشر مصادر"!

 

ورغم أني قدمت في أحد تعليقاتي شرح الأمر، ثم أضفت الرابط الذي يبين مصدر الصورة وأنها لبلاك ووتر، إلا أن الرغبة في جلد الآخر واستغلال أية فرصة للتعبير عن الغضب واستثارته كبيرة. وحين يحرم صاحبها منها بتبيان أن الصورة مبالغ بها أو أنها مزيفة، لا يهدئ غضبه بل يلجأ إلى البحث عن أسباب أخرى إن لم تعد الصورة مبرراً للجلد، فيدعي مثلاً أنه "لافرق"، او انه يعود إلى احداث سابقة يستنجد بها لتبرير الجلد، وقد يعود حتى إلى "السقيفة"، بل حتى الكذب الصريح، كما فعل من ادعى أنه تأكد من الصورة في عشرة مصادر! رغم أني ما أن وضعتها على كوكل حتى تبين مصدرها وأنها لقتلى بلاك ووتر!(2)

 

إننا لسنا سعداء بما يجري في الفلوجة، ونتمنى لو أن كل أبناءها كانوا شرفاء وطنيين يحتقرون داعش ويحاربونها، ونتمنى لو كان كل الناس أبطالاً حين يرون ظلماً فيعترضون، لكننا نظلمهم حين نطالبهم جميعاً بذلك.. ولنتذكر ان اغلبنا كنا ساكتين تحت حكم صدام، على الأقل معظم الوقت.

ولا يعني حين نريد للمواطن ونطالبه أن يرى الصورة بحجمها بلا تهويل أو تمديد للماضي، أن غضبنا على هؤلاء الأجلاف البشعين المؤيدين للجريمة أقل من غضب الآخرين، وليست هي مسألة دفاع عن السنة أو عن مناطق الغربية أبداً، والتي فيها خلافات ربما تكون أكبر من خلافات السنة والشيعة حتى اليوم... إنما يجب أن يستعاد العراق..

 

ونحن لا ندعو لما هو كذب وإخفاء حقائق، حتى من أجل أن يستعاد العراق، لكن من الظلم الشديد أن نقبل وندافع عن المبالغات الواضحة في تفسير صور أرسلتها داعش عمداً، أوحتى الصور المزورة التي تم نشرها بغرض واضح تماماً وأن نتبناها لمجرد أنها تتيح لنا لذة ممارسة جلد الآخر وإهانته، وبغض النظر عن نتيجة ذلك الجلد على مصير العراق. إن هذا التلذذ الواضح بالجلد، يوحي لمن يجلد، أن تلك الأكاذيب هي في صالحه فيتمنى ان تكون حقيقية ويتشبث بذلك بكل قوة، وكان أجدر به لو أدرك ما فيها من خطر أن يجهد للتقليل من شأنها بل يسعى حتى لخداع نفسه لكي لا يصدقها، لا ان يفعل العكس! إن حرص داعش على تلك التظاهرات وحرصها على نشر صورها ليس بلا سبب. وأن أول من جلب صورة المحترق ووضعها على أنها صورة الشهيد وأن أولاد الفلوجة فرحين بها، كان يعلم بالضرورة أنها لمجرمي بلاك ووتر.. إنه لم يقم بما قام به بلا سبب. ألا نتساءل عن هذا "السبب" وما الذي يجب أن يكون موقفنا منه؟

 

إننا نفهم كل التوترات المبررة والمبالغة والضغط الهائل الذي يسلط على العراقي اليوم فيندفع نحو ما يريحه حتى لو كان مزيفاً. لكن التهديد أكبر بكثير من كل مشاعرنا وتوتراتنا.. فإن لم يستعاد العراق فسيتمزق شعبه بكليته، كل طائفة منه بلا استثناء، إرباً. فعلينا أن ندرك هذا ونبذل جهداً على الأقل للإمتناع عن المساهمة في تحطيم هذا الوطن، بنشر المبالغات والأكاذيب وتبنيها.

 

 (1) ثلاثة من الفلوجة فقط هتفوا لجريمة داعش! بقلم: صائب خليل

https://goo.gl/r2nB7n

(2) murder and mutilation of four Blackwater USA security guards in Fallujah in 2004.

 

http://www.theodoresworld.net/archives

/2009/11/heroes_our_navy_seals_face_ass.html

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.