اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

فشل الاحزاب الاسلامية في السلطة// جمعة عبدالله

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

فشل الاحزاب الاسلامية في السلطة

جمعة عبدالله

 

اكتسحت الاحزاب الاسلامية الشارع السياسي, واستحوذت بنفوذها السياسي على الاغلبية الساحقة من الناس, في شعبية ومنزلة ومكانة كبيرة, واعتبرت من  القوى السياسية المناسبة, لتطبيق الانعتاق من الظلم والطغيان والفساد, وخير من يمثل في تطبيق تحقيق الحرية والعيش الكريم والاستقرار والامان للبلاد. وقد جذبت ببرامجها السياسية وشعاراتها البراقة, خير معبر عن ارادة الشعوب, وانها سلطت الضوء بشكل صائب على المشاكل والازمات المتفجرة على الوقع الملموس, ووضعت يدها على الداء والدواء, وحازت اعجاب وتقدير الاغلبية الساحقة من الاوساط الشعب, واعتبرت بانها اكثر صلة وقرباً من الشعب, وخير من يعمل على القضاء على الظلم والطغيان والفساد, ويطبق العدالة الاجتماعية في البلاد, بهذا الشكل المنحاز الى الاحزاب الاسلامية, انجرفت الجموع الغفيرة الى صناديق الاقتراع تحمل راية الاختيار الواحد, وهو انتخاب الاحزاب الاسلامية لاغيرها, وايصالها ان تحتل البرلمان والحكومة, واناطتها  مسؤولية قيادة البلاد, من اجل تطبيق الاسلام السياسي في الحكم. وكما لانغفل الثقافة الدينية والتأثير الديني الواسع والكبير في صفوف الناس, لذلك وجدت الاحزاب الاسلامية المناخ المناسب لها, لايصالها الى دفة السلطة والحكم, واستغلت التأثير الضعيف للقوى العلمانية والديموقراطية والليبرالية, في الشارع وفي عقول الناس . لذلك اكتسحت الاحزاب الاسلامية في (العراق ومصر وليبيا وتونس) نتائج الانتخابات بالفوز الساحق والكبير, لانها اعتبرت البديل المناسب, والتغيير المطلوب, الذي طالبت به الشعوب ونزلت الى الشوارع والميادين, حتى تنتصر ارادتهم واختيارهم, ووضع الاحزاب الاسلامية, في دفة الحكم على انقاض الحكام الطغاة والظالمين والفاسدين, ان هذا الزخم الكبير الذي اتاح, في انفراد الاحزاب الاسلامية في ادارة الحكم وقيادة البلاد, عقب ظهور نتائج الانتخابات, وفتح صفحة جديدة من الحكم الاسلامي الذي تطبقه هذه الاحزاب في (العراق ومصر وليبيا وتونس) دون حاجة الى مساعدة من  الاخرين, او اشراك الاخرين في مسؤولية ادارة الدولة, هذه المكابرة المتعالية والغرور والعنجهية والخلل في فهم المبادئ والمفاهيم الديموقراطية افقدها توازنها وبوصلتها السياسية. فبدلاً من تطبيق برامجها السياسية , وشعاراتها التي خطفت عقول الكثير من الاوساط الشعبية والفقيرة والتي بها اكتسحت الشارع السياسي بنفوذ طاغي دون منافس. انجرفت هذه الاحزاب الاسلامية الى بريق السلطة والمال والنفوذ, وفقدت بصرها وبصيرتها, وانساقت بكل عنفوان الى الفساد المالي والسياسي والاداري, لاشباع وتحقيق اطماعها وانانيتها الذاتية, على حساب مصالح الشعب والوطن, فغرقت البلاد بالمشاكل والازمات المضاعفة, وسادت الفوضى العارمة في الحكم وتطبيق القوانين والدستور. وصارت البلدان التي تحكمها تغوص في الرمال العميقة, وتناست كلياً احتياجات شعوبها, ومصالح المحرومين والمظلومين, في ايجاد طريق الحق والعدل لهم, وتحولت هذه الاحزاب الاسلامية الى منصة مطيعة الى تفريخ افاعي الفساد السياسي والمالي والاداري, وشددت من قبضتها الطاغية في خنق حرية الرأي والتعبير, واختارت اسلوب متخبط في معالجة قضايا الشعب الحساسة, لذلك انتبهت الجموع الغفيرة من اوساط الشعب وادركت بانها وقعت ضحية نفاق وخداع من هذه الاحزاب, وزاد الطين بلة, بان هذه الاحزاب الاسلامية اختارت طريق الانعزال والانفصال وقطع الصلة, عن الشعب وعن الجماهير الغفيرة, التي انتخبتها ووضعتها في البرلمان والحكومة, وفي قيادة دفة البلاد. فقد حشرت هذه الاحزاب نفسها في ابراج عاجية وعالية بعيدة كل البعد عن الواقع الفعلي والملموس اذ صارت تعيش في وادٍ والشعب يعيش في وادٍ اخر, لان كل همها وطموحها المناصب والكراسي ومراكز النفوذ. ولكن حين قالت الشعوب كلمتها ووضعت قرارها في صناديق الاقتراع بابعاد هذه الاحزاب المنافقة كعقاب لها في اسلوب ديموقراطي عبر الانتخابات وقعت هذه الاحزاب في مطبات خطيرة, فبدلاً من ان تعترف بالنتيجة وتحترم حكم الشعب واختياره , وبدلاً من ان تصلح نفسها  وتقيم تجربتها  الساسية الفاشلة في الحكم , وبدلاًمن الرضوخ الى اردة الشعب بالتغيير , وبدلاً من ان تحترم الاساليب الديموقراطية في مسألة تداول السلمي للسلطة في مناخ يساعد البلاد على الاستقرار والامان والتطور. راحت تقف بالضد من ارادة الشعب وعدم الاعتراف باختياره الديموقراطي , وانما رفض الاعتراف بالنتائج الانتخابية وقرارات الشعب , ووقفت حجرة عثرة في البلاد , بالوقوف مع اعداء الوطن والشعب , ووضع العراقيل في سبيل تسيد مناخ الفوضى والتخبط , وتمادت اكثر خطورة , في ممارسة الارهاب العنيف والوحشي والدموي . ومن هذه التجارب السياسية القاسية والمؤلمة , اثبتت بالبرهان القاطع , بان الاحزاب الاسلامية , لم تعد صالحة للحكم , وغير مؤهلة لقيادة البلاد وادارة مصير شعب , ولم تعترف وتقر وتفهم  الاساليب الديموقراطية , وانما تساهم في  قيادة البلاد نحو طريق مظلم ووعر

 

جمعة عبدالله

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.