اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

بين الحقيقة والشائعة- شليلة وضايع راسها// جمعة عبدالله

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

بين الحقيقة والشائعة- شليلة وضايع راسها

جمعة عبدالله

 

في عراق العجائب والغرائب, تعودنا على التناقض والفوضى وخلط الامور, بين الحقيقة والزيف, والصدق والكذب, في عراق المحاصصة الطائفية والخناق على المناصب, وفي الغبار العاصف بالشحن في اثارة  الفتن المغرضة بكل صنوفها, حتى لتشعل الحرائق والخراب, ومنها الحرب النفسية الاعلامية, في ترويج  الاشائعات بالدس والتحريض والتزييف, من اجل اضعاف المعنويات بروح الانهزام والضعف, في الحرب الضارية الدائرة ضد عصابات داعش في كل المحاور القتالية. لقد غاب عن الحكومة ووزارة الدفاع, الناطق العسكري المشبع بالخبرة والكفاءة, في الثقافة العالية في علم الاعلام العسكري والمهني والنفسي والوطني, من اجل ادارة الحرب الاعلامية النفسية وتفهم مخاطرها الكبيرة , فقد غاب المؤتمر الصحفي اليومي باسم الناطق باسم العمليات الحربية, في شرح مفاصل البيانات العسكرية, المعتمدة على فلسفة الحرب الاعلامية الطاحنة, حتى يزيل الغموض والتعتيم والشكوك, حتى يقطع الطريق عن الاقاويل المغرضة بالتحريض المضلل والمزيف والمنحرف, وعرض الحقائق دون تزييف ومبالغة اوتغليفها بالكذب او بالنصر المزييف, الذي لا يثبت على براهين الواقع ولا يصمد على الارض الحقيقة, بل يتحول الى صالح عصابات داعش, ويحرث الاشائعات من كل حدب وصوب, وبالتالي سيخلق اثر سلبي وخطير في جبهات الحرب لدى القوات العراقية. ان وزارة الدفاع ينقصها ناطق عسكري, له خبرة مهنية في الاعلام والبراعة في تزييف وتفنيد  الاعلام المزيف والمغرض والمعادي , ناطق رسمي يعرف كيف يتعامل مع الواقع ومعطياته وحقائقه, وليس ناطق عسكري اعلامي يستنسخ طريقة وتجربة الصحاف, في تحريف نقل الاخبار والمعلومات, بطريقة المبالغات المضحكة والهزيلة, بعيدة عن الحقائق على الارض, ويتحدث عن الانتصارات العظيمة من صنع الخيال, وهو محاصر داخل فندق فلسطين, لذلك فان الناطق العسكري لوزارة الدفاع العميد (سعد معن) يثير السخرية والمسخرة, ويقع في مطبات واخطاء وثغرات, تفتح شهية الاعلام المعادي والمغرض, ويكون السبب في بث واثارة ونشر مختلف الاشائعات, التي تصب لصالح عصابات داعش, هذا الخلل الكبير يفتح المجال للحرب الاعلامية النفسية, وهي لاتقل اهمية عن الحرب العسكرية الطاحنة, فعندما يتحدث بنشوة النصر الكبير في تحرير منطقة بشكل كامل من عصابات داعش, وتكبيدهم خسائر فادحة بالسلاح والرجال, ووقع العشرات في الاسر, بحيث يتصور السامع, بان تنظيم داعش لا تقوم له قائمة, وقطعت بهم السبل بالهزيمة النكرى في منطقة الثرثار, ولكن بعد يوم او يومين نسمع العكس تماماً, ونسمع عن ارتكاب مجازر مروعة ضد الجنود والضباط واعدامات جماعية, ونسمع بانهم محاصرين ويصرخون بطلب النجدة والاستغاثة لمدة اكثر من اسبوع دون مجيب وسامع , رغم نفاذ الذخيرة والغذاء , وتصبح المنطقة تحت قبضة داعش. ومثال ناظم الثرثار بكل تفاصيلها مثال صارخ عن سذاجة الناطق العسكري الاعلامي في وزارة الدفاع , بان نسمع من الاخبار والمعلومات ومن شهود العيان , الفارون من المجزرة , بان هناك عمليات تصفية واعدامات ومجزرة كبيرة طالت العشرات من الجنود والضباط , اضافة الى اعداد مماثلة من الجرحى والمفقودين, بينما وزارة الدفاع على لسان وزيرها, يكذب كل التفاصيل ويعتبرها اشاعات مغرضة من الاعلام المغرض والمعادي , وهي تصب في صالح تنظيم داعش. لذلك الرأي العام العراقي واهل الجنود والضباط , يقعون في حيرة وقلق شديد على مصير ابناءهم. لمن يصدقون , ولمن يكذبون , ولمن يسمعون؟ والاخبار تنهال بفزاعتها المرعبة من كل جانب وصوب. هذا الخلل الكبير تتحمل مسؤوليته بشكل كامل, الحكومة ووزارة الدفاع, لانها تتجاهل اهمية الاعلام العسكري المضاد, والمؤتمر الصحفي اليومي, الذي يعرف الخلل والعلة, ويدير المؤتمر الصحفي اليومي في كل علمية مهنية  ببراعة, من التحليل وتفنيد وتوضيح الحقائق, ويبدد الاشائعات والاكاذيب, وليس ناطق عسكري اعلامي, يزيد الطين بله, ناطق عسكري في عقلية الصحاف وثقافته. يجب احترام الجهد الاعلامي العسكري, واعطاءه الاهمية الكبيرة , لهذا التخصص ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب, حتى يعرف الرأي العراقي والشارع الحقائق, وليس سماعها من طرف اخر, بعد ان يصبها يكبسها في صالح اهدفه وغاياته السياسية

 

جمعة عبدالله

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.