اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

مهازل في حكومة تكنوقراط// جمعة عبدالله

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

مهازل في حكومة تكنوقراط

جمعة عبدالله

 

دأبت العملية السياسية منذ قيامها على انقاض النظام المقبور, اتخاذ طريقاً اعوجاً ومنحرفاً عن جادة الصواب والمسؤولية, بل جاء مشبعاً بالارتجالية والعفوية والسذاجة السياسية الغبية, التي ليس لها رصيد من المبادئ والقيم والمفاهيم الديموقراطية, للحياة السياسية للحكومة والبرلمان المتعارف عليها والمطبقة فعلاً  في البلدان الديموقراطية, ويعود السبب في الدرجة الاولى, الى غياب الرؤية السياسية الناضجة, في الاصلاح والتغيير, بالعمل الديموقراطي, بل اعتمد على نظام سياسي هش ومترهل بالثغرات الكبيرة, مما اصابه الفساد المالي والاداري, الذي يعتمد على المحاصصة الطائفية, وتوزيع المناصب الحكومية الرفيعة, كأنها غنائم حرب, مما فتح الباب الى خلق حيتان الفساد الشرسة والضارية, ليس لديها ذمة وضمير, سوى اشباع جشعها بعمليات النهب والسرقة واللصوصية, مما خلقت اوضاع شاذة وخطيرة, دفعت العراق الى خطر الارهاب الدموي. والفساد المالي, فصار الصراع السياسي محصوراً في زاوية ضيقة, من التنافس والعراك على الكراسي ومراكز النفوذ, في استغلالها للمصالح الشخصية والحزبية الضيقة, بالضد من مصالح الوطنية للعراق , وبعيدة جداً عن خدمة الشعب ومعاونته في تخطي الازمات والمشاكل الحياتية الاساسية. بل خنقت حيتان الفساد كل بادرة للاصلاح والتغيير, مما افرغت العملية السياسية الهشة والكسيحة من محتواها, واصبحت لعبة للغنائم والفرهود وتوزيع الادوار بين حيتان الفساد من الاحزاب الطائفية, التي شذت عن دور الاصلاح والتغيير, بل اصبح بعبع يخيفها ويقلقها ويحرمها من  ان تسرق وتنهب بكل حرية ويسر وسهولة. مما ابتعدت كلياً عن الطريق الديموقراطي في العمل الحكومي والبرلماني. وحتى عن اولياته الاساسية المتداولة, ففي العراق يتم اختيار رئيس الوزراء والطاقم الوزري لتشكيل  الحكومة, بالصفقات المتبادلة بالمقايضة الطائفية, وليس على الاعراف السياسية المطبقة في البلدان الديموقراطية, بأن رئيس الوزراء المنتخب, يقدم برنامجه السياسي الاصلاحي, كدليل وبرنامج عمل لحكومته, الى البرلمان للمناقشة والتصويت, وفي انتهاء الدورة البرلمانية تكون المحصلة النهائية, على مدى اقترابه او ابتعاده عن برنامجه السياسي المطبق, حتى يطرح نفسه كشخصية قيادية ناجحة او فاشلة. وكذلك ينطبق الحال على كل الوزراء, بأن كل وزير يقدم برنامجه السياسي الاصلاحي لوزارته المرشح لها, ويقدمه الى البرلمان للمناقشة والتصويت. وفي المحصلة النهائية لعمل وزارته, يظهر الدخان الابيض او الاسود. اعتقد البعض تحت الضغط الجماهيري الهائل  والعارم, بالمطالبة بالاصلاح والتغيير الحقيقي وليس الترقيعي المزيف. بأن تتغيير الرؤية السياسية بالعقل والبصيرة, ولكن اخفقت الامال بقيام حكومة تكنوقراط حقيقية, تقدم برنامجها الاصلاحي الى البرلمان للمناقشة والتصويت, وكذلك دليل برنامج عمل لكل وزير, هذا الاخفاق والفشل, يعود بالدرجة الاولى الى النظام السياسي الفاشل والفاسد, ولا يمكن باي حالة من  الاحوال ان تتخلى عنه احزاب المحاصصة الطائفية عنه,  لو تهدم العراق حجراً على حجر, لانه يضرب مصالحها الفاسدة في الصميم, وتحاول ان تلعب على الشعب بشتى الشعارات البراقة والجذابة. ان النظام السياسي الفاسد, لايسمح بالتغيير والاصلاح, سوى كان رئيس الوزراء العبادي, او الف غير العبادي, ان الاصلاح الحقيقي غير قابل للتحقيق, لانه اعتمد على الصراع السياسي على الغنيمة والفرهود, وليس على  خدمة مصالح الشعب والوطن. لذا تبقى المهازل السياسية تدور في فلك التغيير السياسي الترقيعي والهامش سواء بحكومة تكنوقراط, او اية مسميات  اخرى لها , اذا لم يكن هناك تغيير جذري في النظام السياسي الفاشل

 

جمعة عبدالله

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.