اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

مسار التنافس السياسي في الانحطاط الاخلاقي// جمعة عبدالله

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

مسار التنافس السياسي في الانحطاط الاخلاقي

جمعة عبدالله

 

مثلما جاء البعث الى الحكم, في بدع الشعارات البراقة والرنانة, تتحدث بأسم القومية العربية, وانهاض رسالة الامة العربية الخالدة, في احياء نهضتها لتسابق زمن الرقي والتطور, ولكنه كان فعلياَ معاول هدم وانحطاط في اخلاق الامة العربية, والسياسة القومية الشوفينية, في ممارسة القتل الدموي بالمجازر والانفال, وقدم أسوأ صورة وحشية لسياسة القومية الشوفينية وهي تستنسخ القومية النازية في بشاعتها الدموية. والآن تتكرر مهزلة التاريخ مرة اخرى, ولكن هذه المرة بأسم الدين والمذهب والاخلاق الاسلامية, حين جاءت الاحزاب الاسلامية عقب سقوط النظام البعثي وحملت شعارات وبدع براقة ورنانة, لكنها انحرفت الى الطريق الاعوج المعبد بالالغام وسقطت في التجربة والاختبار كما سقط سلفها البعثي في احضان العار بأن يرمى هو وشعاراته البراقة والرنانة الى مزبلة التاريخ. ان الاحزاب الاسلامية حولت شعاراتها الى تجارة مربحة تدر الذهب والدولار مما قادت العراق الى طريق محفوف بالمخاطر, وتركت الاوضاع العامة أسوأ من قبل, وعمقت الشرخ الفاصل بينها وبين الشعب بتحويل الدين والمذهب والاخلاق الاسلامية الى بضاعة فاسدة وعقيمة في التدهور في الانحطاط الاخلاقي بغياب الضمير والشرف من قاموسها اليومي فلم تعد لها علاقة وصلة بالوطن لا من قريب ولا من بعيد, سوى في  المناصب التي تدر ذهباً ودولاراً, ويربطها  بالحبل السري بالفساد واللصوصية والتخمة المالية, فباعت مصالح الوطنية بسعر زهيد الى الدول المجاورة واصبحت اجندات حقيرة وخائنة للوطن تنفذ وصايا البلدان المجاورة, ولم تقدم ابسط شروط مستلزمات الحياة اليومية الى الشعب بادنى مستوياتها, ولم تحمي العراق والعراقيين من آلة الارهاب الدموي, ولم يعد قيمة تذكر للواجب والمسؤولية سوى استغلالهما بالفساد والرشوة والمقايضة المالية حتى في عبور السيارات المفخفخة لتصل الى اهدافها المرسومة بكل يسر وحرية وخانت الشرف والامانة والمسؤولية حيث انزلقت الى التنافس الوحشي على الغنيمة والفساد وتقاسم السرقات والمال الحرام حتى اصاب كل مؤسسة صغيرة وكبيرة بلوثة الفساد والرشوة, ولم يعد وجود الاحزاب الاسلامية في السلطة إلا اورام سرطانية خبيثة  تنخر جسد العراق, وقدمت ابشع صورة قبيحة الى الدين والمذهب والاخلاق الاسلامية. حيث اصبح المنصب او الحقيبة الوزارية مرتع للفساد واللصوصية, وصار تنافس الحاد على حمل لقب (حرامي) بكل اعتزاز وشرف, وتكاثرت الفظائع بالسرقات والنهب بكل اشكاله المخادعة بالاحتيال والمكر الثعلبي. فقد توزعت ألقاب الحرامي على قادة وزعماء الكتل السياسية والبرلمانية المتنفذة وهم يقدمون البرهان الساطع على عقلية عصابات المافيا, حيث ذاعت شهرتهم الجديدة في الاعلام والشارع, وباتت معروفة للقاصي والداني تسمياتهم بلقب حرامي, وصارت بمثابة القابهم الحقيقية بالتمييز بين حرامي وحرامي اخر, فهناك حرامي الزوية. حرامي الجادرية. حرامي وزارة النقل, وكما باقي الوزارات الاخرى. حرامي بغداد. حرامي العراق. حرامي اموال النازحين. حرامي اموال المراسيم والزيارت الدينية, حرامي اموال عقود النفط. حرامي اموال الكهرباء. حرامي المشاريع الوهمية, حرامي الجيوش الفضائية. حرامي المناصب, حرامي الشاي المسرطن, حرامي الرز التالف. حرامي المشاريع الوهمية ............... الخ . هذه الصفات القبيحة والرذيلة لم يخجلوا ويستحوا منها, وانما اعتبروها شرف شطارة وذكاء لهم, بذلك نهبوا وسرقوا مئات المليارات الدولارية, وافرغوا خزينة الدولة, واثقلوها بالديون الداخلية والخارجية تبلغ قيمتها 96 مليار دولار, لسد عجز ميزانية الدولة. اما في المسار السياسي يواصل انحداراته السريعة  الى الهاوية حتى تنشيف اخر قطرة  من الديموقراطية وخاصة العد التنازلي يسير الى الاسفل بوتيرة خطيرة نحو ولاية الفقيه, وسد كل باب للاصلاح والبناء والتغيير وانما تعميق المسار السياسي نحو اقامة الدكتاتورية الدينية, التي لا تعترف بالحقوق والحريات للمواطنين...... والله يستر العراق من الجايات

جمعة عبدالله

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.