اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

وزارة الثقافة ومشروع النصف عام ..!!// علي فهد ياسين

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

وزارة الثقافة ومشروع النصف عام ..!!

علي فهد ياسين

 

وأخيراً , منحت وزارة الثقافة موافقتها لتكون محافظة ذي قار عاصمةً للثقافة العراقية للعام 2014 , بعد أن كان هذا العام مخصصاً لمحافظة الانبار , لكن الظروف الأمنية المعروفة حالت دون ذلك , وأذا كانت آليات وتوقيت منح هذه الموافقة ليست غريبة على الوزارة لأنها وزارة عراقية , فان قبولها من جهات الاختصاص في ذي قار هو الذي يدعو للاستغراب , بسبب التوقيت  الذي يأتي في نهاية النصف الأول من العام , دون تفسير لتجاوز عنوان الفعالية الذي يغطي عاماً كاملاً , ودون تبرير لأسباب عدم الأصدار المبكر لجداول خاصة تنظم تسلسل المحافظات وامكانية استبدال بعضها بالآخر في حال حدوث ظروف قاهرة لأي سبب كان , وتوفرمستلزمات نجاح ادارات المحافظات في تقديم فعاليات نوعية تعطي للمشروع مبررات استمراره وجني ثمار الجهد العام والمتخصص لصالح المشروع الثقافي العراقي الذي هو من صلب عمل الوزارة ووجودها .

أن مفهوم ( عاصمة ثقافية ) لبلدِ ما يتم أختيارها من بين المحافظات , يعني أن هناك برنامجاً معلناً وفق توقيتات متفق عليها , كي يصل الى نتائجه المرسومة بنسب متصاعدة ومعبرة عن روح الحماسة الحقيقية لأهمية المشروع ومبررات تبنيه والعمل المستمر على تطويره  , وهذا لم يحدث طوال السنوات الماضية  .

 أن من أعطى الموافقة في الخامس عشر من آيار الحالي , لأعتبار محافظة ذي قار عاصمةً للثقافة العراقية في هذا العام  , يجب ان يتحمل نتائج رفض التكليف ( ان حدث ذلك ) من قبل الجهات المعنية في محافظة ذي قار , فليس معقولاً ان تقبل اية محافظةِ الانتظار حتى منتصف العام لتبدء استعداداتها وبرامجها المناسبة لانجاح المشروع , اما اذا وافقت المحافظة على ذلك فهي تفرط بحقوقها وحقوق مثقفيها للتغطية على اخطاء الوزارة , وهذا غير مقبولاً تحت اية ظروف .

 الكل يعلم أن الستة أشهر الأولى من السنة تكون مناسبة لأقامة الانشطة الثقافية في جميع محافظات وسط وجنوب العراق , بسبب طبيعة المناخ القاسي في الاشهر التي تليها , اضافة الى الفعاليات والطقوس الخاصة بالمناسبات الدينية التي تقع اغلبها في النصف الثاني من السنة , واذا كان المدعو للفعاليات الثقافية مستضاف في فنادق مريحة , فان عموم الجمهور يعيش تحت رحمة وزارة الكهرباء وأذرعها الساندة اصحاب المولدات , خاصة وأن محافظة ذي قار هي الاقل ساعات تجهيز يومي دوناً عن جميع المحافظات الاخرى , هذا أذا كانت ظروف البلاد طبيعية , انما في ظرفها الراهن ونحن نعيش صراعاً دموياً ضد قوى الارهاب في مايقرب من ثلث مساحة البلاد وننتظر نتائج الانتخابات وتأثيراتها على الوضع الامني الهش أصلاً , فأن مشروع عاصمة الثقافة كان الأجدر ان يعتنى به على مستوى افضل ليكون سانداً للجهد العام المقاوم لمشروع الارهاب وتداعياته على كافة المستويات وليس أهم في هذا الجانب من التحضير له بتوقيتات مبكرة تضمن نجاح الفعاليات وتأثيراتها , ومن هنا جاء استغرابنا من قبول السلطات المحلية له , لأننا نعتقد بأن هذا العام الذي دفعت به وزارة الثقافة باتجاه ذي قار , هو عام ملغوم ومبتورالنصف ومأزوم ! , والناصرية أكبر من أن تكون حصتها في ثقافة العراق مختصرة بنصف عام دون المحافظات الاخرى .

في الوقت الذي نرد على وزارة الثقافة ( هبتها ) , نطالب الحكومة المحلية والمؤسسات الثقافية ومنظمات المجتمع المدني في الناصرية ومدنها , أعلان رفضها للمشروع , والمطالبة بتحديد عاماً آخر تكون فيه المحافظة عاصمةً للثقافة العراقية , أحتراماً لتأريخها السياسي والثقافي الكبير والمتجدد , وسعياً لنجاح وتطوير مشروع العواصم الثقافية التي تتسمى بها المحافظات بشكل حقيقي وفعال وبعيد عن الفوضى .

 

علي فهد ياسين

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.