اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

الأول من آيار عيد العمال أم يوم العمال والعاطلين عن العمل؟// علي فهد ياسين

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

الأول من آيار عيد العمال أم يوم العمال والعاطلين عن العمل؟

علي فهد ياسين

 

اذا كانت أحداث (شيكاغو) الامريكية هي الشرارة الأولى التي أضاءت الطريق لاحتفالات العمال بعيدهم السنوي الذي تحول الى احتفال عالمي، فأن الحكومات الأمريكية المتعاقبة وحكومات البلدان السائرة في ركابها، ومنذ الاعتراف بهذه المناسبة في ثمانينات القرن التاسع عشر، لازالت هي العدو الأول للطبقة العاملة العالمية، وكأنها تعمل على تحقيق الثأر من العمال، على خلفية أنتصار القادة العماليون في معركتهم ضد ارباب العمل في تثبيت الساعات الثمان ليوم العمل، بدلاً من يوم العمل المفتوح الذي كان معمولاً به، والذي كان يقرره أصحاب الشركات وفقاً لمصالحهم، بجانب العوامل الاخرى المستفزة للمصالح الامريكية، التي تحقق أماني الشعوب في بناء بلدانها على اسس الاستقلال واستثمار الثروات والحفاظ على تراثها الوطني وثقافاتها النوعية، بعيداً عن الهيمنة الاستعمارية بكل اشكالها، علماً أن أمريكا لاتحتفل بالاول من آيار عيداً للعمال خلافاً مع كل البشرية !!.

أن واقع العراق الآن يمثل صورة واضحة لفلسفة الثأر الامريكية والغربية، سواءاً في زمن الدكتاتورية التي جندوها لخوض الحروب العبثية التي دمرت البلاد أو لمابعدها، حين تحول العراق الى ساحة للصراع الطائفي مدفوع الاثمان من دماء ابنائه وثرواته ومازال، وقد استنفذت المليارات من الدولارات وقوداً لاذكاء النعرات وتعميق الخنادق، بدلاً من ترميم النفوس واعادة بناء الوطن وتضميد جراح الشعب المبتلى بقياداته واحزابها الطائفية .

بعد كل هذا الخراب الذي فاق التوقعات ومازال يرتفع بمؤشراته الى نسب وارقام غير مسبوقة، لم يعد مستساغاً للعراقيين الاحتفال بالاعياد، بغض النظر عن اسمائها وعناوينها ومغزاها، وعيد العمال واحداً منها ، لأننا (نحتفل) بالمآتم لان معانيها تتفق مع واقع احوالنا الغارقة في الهم والمفتوحة على المجهول، ففي كل بيت نائحة ومصيبة، وفي كل نفس لوعة وأسى، والقادمات ليس لها تكوين مفهوم لنستدل على أبوابها .

على ذلك يكون من الانسب في العراق أن يسمى الاول من آيار يوماً للعمال وللعاطلين عن العمل، بدلاً من عنوانه المعروف (عيد العمال) ، بعد أن فقد عمال العراق نتيجة القوانين والقرارات الجائرة التي سنتها وعملت بها الدكتاتورية الساقطة، الكثيرمن مكتسباتهم التي تحققت بعد ثورة تموز الخالدة، وقد عملت السلطات المتعاقبة بعد ذلك على تكريس العداء لكل مايمت بصلة لحقوقهم، وليس ادل على ذلك من بقاء العمل بالقرار (150) لسنة 1987 ، وقانون التنظيم النقابي رقم (52) لسنة 1987، اللذان يستهدفان العمل النقابي في مؤسسات القطاع العام ويوفران المناخ الموبوء للانتخابات الصورية والتدخل السافر لاحزاب السلطة لتحقيق مآربها في السيطرة على المنظمات المهنية بشكل عام، والتنظيمات العمالية على وجه الخصوص، بدلاً من توفير الضمانات المفضية الى تشكيل قيادات مهنية ووطنية صادقة وأمينة على حقوق العمال، لتكون ساندة للقرار الوطني المستقل .

وتأسيساً على ذلك، لابد أن يكون للعاطلين عن العمل مكاناً وأفعال في هذا اليوم العظيم، فقد اقر الدستور العراقي الحق في العمل، وهو واجب على السلطات توفيره للقادرين عليه، لكن السلطات انشغلت بمناهج ادارة تحقق لها ولاحزابها المكاسب على حساب عموم الشعب وقواه الفاعلة، وزيادة على ذلك كانت قراراتها واساليب تنفيذها مساهمة الى حد كبير في زيادة ارقام العاطلين عن العمل، سواء من حملة الشهادات الجامعية الاولية او من خريجي المعاهد والاعداديات المهنية، او من غير الخريجين، بعد زيادة عدد الجامعات تحقيقاً للمكاسب الانتخابية، ناهيك عن قريناتها الاهلية التي تحولت الى منافذ للكسب الاقتصادي، دون حساب للمؤهلات والاعداد، حتى بات عدد الخريجين من حملة الشهادات في كل هذه القنوات، يتجاوز الربع مليون سنوياً، فيما يعلن الوزراء وحكومتهم شحة التعيينات لعدم وجود تخصيصات مالية لها، أي أن الحكومات كانت ولازالت هي المسؤولة عن الزيادة في اعداد العاطلين عن العمل، وهؤلاء يعتبرون كوادر جاهزة للعمل لاتتوفر لها فرص لممارسته .

أذن هي دعوة لكل عراقي فاقد للعمل، أن يعتبر يوم الأول من آيار هو يومه الوطني، الذي يواجه فيه السلطات القائمة ويسائلها عن واقعه المتردي، وعن اخفاقاتها في بناء البلاد طوال سنوات مابعد الدكتاتورية، جنباً الى جنب مع العمال، لأن بالعمل وحده تبنى الاوطان وليس بالامنيات والشعارات وخطب القادة ووعودهم في الاحتفالات، وهذه الانشطة التي ليس لها علاقة بالبناء معروفة للعراقيين، بعد خمسين عاماً من التجارب التي كانت نتائجها وبالاً على الشعب ومازالت .

المجد لشهداء الطبقة العاملة وشهداء الشعب .

المجد لنضال العمال وعموم الشعب من أجل حياة أفضل .

 

علي فهد ياسين

 

  

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.