اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

الوقت الضائع في العراق// علي فهد ياسين

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

الموقع الفرعي للكاتب

الوقت الضائع في العراق

علي فهد ياسين

 

في تراثنا العربي الكثير من الأقوال المتوائمة مع مبادئ الديمقراطية، ومنها ماتعلمناه في المدارس وأعتدنا على الاستشهاد به في أحاديثنا مثل (الوقت كالسيف ان لم تقطعه قطعك!) ، هذا القول المفهوم للعامة وللقيادات على حدِ سواء لازالت آليات تطبيقه راقده في الدهاليز، بالرغم من تداوله اليومي، وأدعاء المسؤولين الحكوميين والحزبيين تبنيه وتضمينه في خطبهم وتصريحاتهم الاعلامية وبرامج احزابهم .

هؤلاء (القادة) المدعين تمسكهم بتراث الأمة، يتلقى العراقيون أخبارهم اليومية في وسائل الأعلام، وهي بمجملها لاتتوافق مع أهمية الوقت ونوعية الأداء في مؤسسات الدولة التي يتربعون على مناصبها، خاصة والعراق يتعرض الى أشرس تهديد ارهابي لكيانه ومستقبل شعبه، ولازالت ضرائب هذا الارهاب النوعي تُدفع دماءاً زكية وثروات هائلة، بدلاً من توظيفها لأعادة البناء الذي يمكن أن يساهم في جوانب منه بتعويض ضحايا الدكتاتورية خلال العقود الاربعة الماضية، قبل أن تضاف اليها سنوات الصراع السياسي بين أحزاب السلطة منذ 2003 .

بينما تشتد المعارك في جبهات المواجهة مع الارهاب المدعوم من الاطراف التقليدية المعادية للاستقرار في العراق، تنقل وسائل الاعلام العراقية والعربية لقاءات متكررة لقادته، يدعون فيها الى وحدة الصف وضرورات العمل المشترك وتكثيف الاستعدادات لدحر الارهاب ووو، وكأنهم وصلوا المنطقة الخضراء قبل أيام!.

المفارقة أن قوى الارهاب التي تستبيح دماء العراقيين وتعبث بمواقع تأريخهم وتسيطر على مدنهم وتنتهك كل القيم الانسانية، هي التي تستخدم هذا القول بمعانيه ودلالاته، مثلما كانت الدكتاتورية تعتمده منهجاً اساساً في جرائمها على جميع المستويات، وكأنها الحريصةعلى التراث العربي وتطبيقاته !.

لقد بات شائعاً، أن مايفيد الشعب ويدخل في ابواب استحقاقاته الدستورية، يخضع لصراعات الاحزاب ومصالحها في توقيتات عرضه على البرلمان للتصويت عليه واقراره، ومايخص النخب الحاكمة يجري اعداده وتمريره واصداره بالتوافق سريعاً لجني ثماره، وتحول سيف الوقت خشبياً للشعب وفولاذياً بتاراً لقياداته !، وكأن القول العربي المأثور يشتمل على وصفة رمزية لاتُفك رموزها الا في قصور السلاطين !.

علي فهد ياسين

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.