اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

سكن الفقراء.. كشف حساب بين ثورة تموز والدكتاتورية// علي فهد ياسين

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

الموقع الفرعي للكاتب

سكن الفقراء.. كشف حساب بين ثورة تموز والدكتاتورية

علي فهد ياسين

 

أربعة أعوام من عمر ثورة تموز المجيدة تقابلها أربعة عقود من زمن الدكتاتورية، نضعهما في الميزان لنفحص النتائج الخاصة بتوفير سكن لائق للفقراء، تاركين باقي الانجازات العظيمة التي قامت بها الثورة قبل اغتيالها من قبل عصابات الاجرام البعثية المدعومة من الادارة الامريكية ونظام عبد الناصر وفلول الاقطاع والقوى الرجعية المساندة لها .

لقد أنشأت الثورة في كل محافظة مشروعاً سكنياً أسمته (حي الاسكان)، وزعته على صغار الموظفين والكسبة من اصحاب العوائل الكبيرة مجاناً، وكانت مناسبة التوزيع أعراساً شعبية لازالت أحداثها عالقة باذهان من عاشوها، دون أن يفرض الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم اطلاق أسمه على هذه المشاريع التي انجزت باوامر منه، لا في المحافظات ولا في أكبر مشاريع الاسكان في الشرق الاوسط في زمنه، مشروع مدينة الثورة في بغداد الذي نقل به اكبر تجمع للفقراء في تاريخ العراق، من السكن في الصرائف خلف السدة الى بيوت لائقة بالبشر، في زمن كانت ميزانية العراق أقل بكثيرمن مخصصات المسؤولين في المنطقة الخضراء الآن !.

العقود الاربعة التي اعقبت انقلاب شباط الاسود لحين سقوط الدكتاتورية البغيضة، لاتمثل نسب بناء المجمعات السكنية خلالها انجازاً يمكن احتسابه بالمقارنة مع الامكانات المادية الهائلة التي توفرت للعراق بعد تأميم النفط، ولابالقياس الى نسبة تنامي سكان البلاد من سبعة ملايين نسمة في عهد الثورة الى مايقرب من ثلاثين مليوناً في عام 2003 ، اضافة الى ان هذه المشاريع التي اقيمت وفق اسلوب العمارات السكنية، كانت بجودة متواضعة لاتتناسب مع اجواء العراق وطبيعة ورغبة العراقيين في السكن المستقل، واذا اضيف الى ذلك عدم وجود ادارة متابعة وخدمات كفوءة لصيانتها، فأن النتائج التي باتت عليها بعد سنوات من استخدامها، حولتها الى هياكل وخرائب غير صالحة للسكن بعد سنوات قليلة، فيما لازالت احياء الاسكان التي بنيت في زمن ثورة تموز، افضل بكثير من عمارات الدكتاتورية التي كانت تستقطع اثمانها من شاغليها، وتوزعها وفق ضوابط ومحددات ساهمت بفقدان الكثير من المستحقين الفعليين لها فرص الحصول عليها .

ومع بدء مسلسل الحروب في عام 1980 توقفت مشاريع البناء، فيما كانت نسب النمو السكاني في العراق هي الاكبر في المنطقة، حتى وصل الحال الى مانحن عليه الآن من ازمة خانقة في هذا القطاع الحيوي والمؤثر في حياة العراقيين، وبدلاً من ان تعمل حكومات مابعد الدكتاتورية بشكل استثنائي لتوفيره، لازالت خططها متعثرة ولاتعتمد ستراتيجية واضحة وعلمية في سد نقصه الهائل والمتصاعد عاماً اثر عام، ولازالت مشاريعه القائمة تتعرض الى الكثير من المعوقات والمحددات، نتيجة البيروقراطية والفساد الاداري وسوء التوزيع والمناكفات السياسية بين اطراف السلطة واذرعها، شركات المقاولات واساليبها في العمل من الباطن، ناهيك عن سوء التنفيذ والمحسوبية في توزيعها بعد الانجاز .

على ذلك تكون ثورة تموز هي التي انجزت للفقراء سكناً لائقاً ووزعته مجاناً ويحسب لها واقعاً ومنارةً مشرفة في ذاكرة العراقيين عموماً، والفقراء الذين استفادوا منه على وجه الخصوص، فيما يضاف التقصير فيه الى قائمة طويلة من الجرائم والممارسات غير الانسانية، التي قامت بها الدكتاتورية بحق العراقيين طوال اربعة عقود ممتدة من جريمتها النكراء باغتيال الثورة الى سقوطها المخزي على ايدي المحتلين، وهي مقارنة يفترض ان ينتبه لها المسؤولون، ويختاروا طريق ثورة تموز في توفير السكن اللائق للفقراء، كي لايحسبوا على الطرف الآخر الذي لم يرتقي الى مستوى المسؤولية حتى تأريخ سقوطه !.

تحية لثورة تموز المجيدة ولقائدها الشهيد عبد الكريم قاسم ولشهداء الشعب الابرار .

الخزي والعار لعصابات البعث ولكل من ساندهم في اغتيال الثورة .

علي فهد ياسين

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.