اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

البشارة الأمريكية .. نهاية الحرب على داعش لازالت بعيدة جداً ..!!// علي فهد ياسين

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

البشارة الأمريكية .. نهاية الحرب على داعش لازالت بعيدة جداً ..!!

علي فهد ياسين

 

أطلق وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر تصريحاً يرقى الى مستوى (البشارة)، في ختام اجتماع لوزراء دفاع عشر دول غربية تمثل النخبة في التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا ضد داعش في مدينة (شتوتكارت) الألمانية يوم الأربعاء الماضي، وهي (استراليا وبريطانيا وكندا والدنمارك وفرنسا والمانيا وايطاليا ونيوزلندا والنروج واسبانيا)، معتبراً أن نهاية الحرب على التنظيم لازالت (بعيدة جداً) !.

هذا التصريح (الخطير) من قبل وزير الدفاع الأمريكي، الذي تقود بلاده تحالفاً دولياً تنتظم فيه أكثر من ستين دولة ومنذ أكثر من عام ونصف، يمثل دعماً اعلامياً لداعش وفق مفاهيم الحرب في كل العصور، مثلما يؤكد في قراءته التفصيلية السياسة الأمريكية المستفيدة من بقاء داعش لفترة أطول لحين تنفيذ كامل الأجندات الأمريكية المرسومة للمنطقة منذ تكوين التنظيم، ومروراً بمراحل توفير الممرات الآمنه لمقاتليه للوصول الى سوريا عبر تركيا، ثم تجهيزه وتدريب عناصره ورسم خرائط حركته وتمدده، وليس انتهاءاً بدخوله للعراق وسيطرته على مايقرب من ثلث الأراضي العراقية، بل واستمرار دعمه لوجستياً لتهديد كيان الدولتين السورية والعراقية .

الأمريكيون وحلفائهم في المنطقة والعالم كانوا (اهتدوا) الى أفضل اسلوب لزرع الفتنة الطائفية وادامتها في المنطقة باعتماد تنظيم متطرف يحقق لهم المراد في اشعال الحروب الداخلية المدمرة للنسيج الوطني والبنى التحتية والتقسيم العرقي والمذهبي، بادوات محلية تستلم الأوامر وتنفذها مقابل الدعم المادي وتوفير ادوات الحرب، فكان تنظيم داعش هو النسخة الحديثة لتنظيم القاعدة الذي اعتمده الامريكيون في القرن الماضي، لكن ادوات وامكانات القرن الجديد اضافت وحشية وبربرية غير مسبوقة اعتمدها داعش ضد القيم الانسانية على مدى التأريخ.

الوقائع على الأرض تفضح ادعاءات امريكا وتحالفها الدولي ضد داعش، وليس أدل على ذلك من بقاء الطرق سالكة بين سوريا والعراق لقوافل تهريب النفط وانتقال الارتال العسكرية للتنظيم بحرية بين البلدين وتحت انظار الامريكيين، ناهيك عن حرية عناصره بالحركة بين المدن السورية والعراقية، وشنهم الهجمات المستمرة على القوات الحكومية في كلا البلدين، وفق توقيتات يختارونها ليلاً ونهاراً دون خشية من طيران التحالف الذي يدعي يومياً شنه العشرات من الهجمات دون نتائج ملموسة منذ عام 2014، وكأن قتاله ضد اشباح !.

لكن السؤال الأهم للامريكيين هو من أين للتنظيم كل هذا السلاح والعتاد والآليات والمعدات اللوجستية بعد كل هذه الغارات الجوية التي يدعي التحالف انها كانت تدمر مواقعه وتقتل افراده ؟؟!، ومن أين له توفير كل ذلك خلال الاعوام القادمة اذا كان وزير الدفاع الامريكي يقول بان القضاء عليه لازال بعيد جداً ؟؟!.

المؤكد اذن أن الوزير الأمريكي يعلم تماماً بأن قرار الابقاء على التنظيم أطول فترة ممكنه هو قرار سياسي تعمل بموجبه وزارته وحلفاء أمريكا، وهو القرار الأمثل لادامة تجارة السلاح والتحكم باسعار النفط وفرض السياسات الامريكية على دول المنطقة، مثلما هو أنسب القرارات التي تخدم الأمن الاسرائيلي طالما أن الخسائر المترتبة عليه تتحملها الشعوب العربية .

علي فهد ياسين

 

      

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.