اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• بدلنه الفيس بلاطيه

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 محمد علي محيي الدين

بدلنه الفيس  بلاطيه

 

بعد سقوط النظام البائد توقع الكثيرون انحسار الدكتاتورية ونهاية القمع والاضطهاد وبداية جديدة لعراق جديد  تسوده العدالة وينعم أبنائه بخيراته الوفيرة التي تحولت الى وبال عليه بفعل طمع الطامعين وجشع الجشعين وتآمر العملاء والمأجورين ولكن (يا فرحة ألما تمت) فما أن سقط غول بغداد وتفرق زبانيته في الجحور خائفين منبوذين حتى طفت على السطح جيف كثيرة ارتدت ثياب العهد الجديد،و(صخم وجهك وكول حداد) فقد تكاثر السياسيون وتوالد المعممون وكثر المحللون الجنسيون والسياسيون،و(صارت الهرجة أبيت العرجة) فقد توافد على العراق سياسيون من مختلف الدول والقارات من مافيات الفساد الإداري السابق أو من ذيول البعث البغيض ممن اختلفوا معه على المغانم والسلطة أو رجال دين عاشوا في ترف وراحة بال في أحضان أسيادهم ثم جاءوا ليأخذوا قسمهم من الكعكة العراقية (المسمسة) فظهر على السطح فلان وعلان وهم لم يكن  لهم وجود شعبي في الميزان ولكن ذهول السقوط وقنوط أصحاب لوط جعل الناس يندفعون خلف هذا أو ذاك متوقعين منه الخير العميم فكثرت المآدب ووزع البعض الدولارات فيما انشغلوا بنهب الممتلكات العراقية و(من مالهم جودوا عليهم) فهم يسرقون العراق ويوزعون الأموال على الأتباع والرفاق ،وضاع الكثيرون ممن لهم ماضيهم النضالي الزاخر بالمآثر والأمجاد بين هذا الخليط لترفع السنابل الفارغة رؤوسها بكبرياء ،و ظل الفرسان الحقيقيون ينتظرون الموت الذي يليق بالفرسان بعد أن "تساوت القرعة وأم الشعر" في العراق الجديد وأصبح لأصحاب المرقعات مكانهم في الفوضى التي عمت العراق الجديد.

 

 لقد كنا نتوسم أو نتوقع أن تسير العجلة الى أمام وأن يكون القادمون الجدد يحملون مشاريع التغيير ولكن للأسف الشديد ظهر لنا أن القادم أكثرا سوءا من الغابر وأنه لا يختلف عنه إلا باللباس وطريقة الكلام،فقد ذهب حسن وجاء حسون ،ويبدو أن حسونا أستطاب له المقام وتناسى الحلال والحرام فأخذ يؤسس لبناء دولته الجديدة على أسس بالية عتيقة ،وأستعار من النظام البائد أساليبه في التحكم والاستحواذ ،فكان أن شرع القوانين بما يخدم بقائه ونمائه وأسس لما يديم حكمه بانتهاجه ذات الأساليب الملتوية في التمسك بالسلطة ،ليكون سيد العراق بلا منازع.

 

 لقد أبتلى العراق عبر تاريخه الطويل بأنواع متعددة من الدكتاتوريات،وكانت أمرها دكتاتورية البعث التي ذقنا منها الأمرين واليوم يبدو أن البعض يحاول أنتاج دكتاتورية جديدة من خلال تقليد الدكتاتورية البائدة بتصرفاتها في الاستحواذ والهيمنة وإلغاء الآخر فالمسئولين الكبار قلدوا الرئيس السابق في توزيع الأموال والأسلحة والسيارات على شيوخ العشائر والوجهاء ومن يتوسمون فيهم القدرة على أقناع الآخرين وعمدوا الى أخس أنواع الرشوة وأكثرها خسة بتوزيع السلع والأموال وشراء الأصوات في المعركة الانتخابية الدائرة،ولا أدري هل يصدق هؤلاء أن الشيوخ والوجهاء قادرين على توجيه عشائرهم أو أقربائهم لانتخاب هذا أو ذاك ،إلا يعلم هؤلاء أن أكثر مشايخ هذه الأيام هم من (الجلب) أي التقليد وبالأجنبية(راس كوب) وأنهم غير قادرين على السيطرة على زوجاتهم أو أبنائهم وأن رب العائلة العراقية بما له من مكانة لا يستطيع أجبار أبنه على انتخاب زيد أو عبيد وأن أموالهم تذهب أدراج الرياح.

 

 نعم قد يستغل الأمر كدعاية انتخابية ولكنه في الواقع يزري بشخصية ذلك المسئول وينزلها الى الحضيض،ولا يحضا بالاحترام اللازم من الآخرين ممن يجدون فيه هذا التهالك،نعم أن هؤلاء قادرون على اللعب بمشاعر الناس ولكن الدرب الذي يوصلهم الى السلطة هو التزوير فقط وليس شراء الناخبين ولكنهم يستخدمون ذلك لتمرير تزويرهم من خلال الإدعاء بالدعم الذي حصلوا عليه من شيخ ضراط وشيخ عفاط لأن هؤلاء أنفسهم لا ينتخبوهم بل يضحكون عليهم ويأخذون أموالهم كما حدث لأحد المسئولين في الكفل عندما خاطبه أحدهم  بأنه لن ينتخبه رغم ما أعطاه من نقود لأنه لا يتوسم فيه الأمانة لأن من يشتري أصوات الآخرين ليس محل ثقة الناس أجمعين.

 

·        الفيس  :الطربوش واللاطية :الحدرية أو طاقية الرأس

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.