اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• رد شعبي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

محمد عبد الرحمن

رد شعبي

 

يوم أمس كانت ذكرى 25 شباط، وقد أحياها شباب ساحة التحرير والتيار الديمقراطي ومجاميع من المثقفين ونشطاء سياسيون ومن منظمات المجتمع المدني وغيرهم، انتشروا ورودا في الساحة فترجل جواد سليم وصافحهم وانشد معهم "موطني". لم يكن ذلك استذكارا اعتياديا، بل جدد الشعارات والمطالب ذاتها، ووقف الحضور هاتفين مرددين، وبحيوية الشباب، "بغداد بينه شامخة"، وكان واجبا التمييز، حتى لا يختلط الحابل بالنابل، فكانت "باطل" ذات النكهة الخاصة، وهي امتياز مسجل لأصحابها.

على ان شيئا آخر كان في ساحة التحرير صباح امس الاول الجمعة، هو الحرص الأكيد على إنجاح التجمع والوصول به الى اهدافه. فكان الحس الوطني العالي والانضباط والالتزام، رغم الحشود الأمنية المهولة المحيطة بالمحتفلين، والتي كانت ترصد كل حركة. على ان الفعالية من الفها الى يائها كانت مجازة، وكانت كما سابقاتها، وفي 25 شباط من العام الماضي، سلمية، حضارية، لكنها واضحة في مطالبها، تحمل هموم الشعب والوطن .

ورغم الطابع الاحتفالي لتجمع ساحة التحرير، كان للعلم العراقي الكبير وقع السحر على الحشود، حيث انشد الجميع للناس والمحبة والسلام، وفي ذلك رسالة واضحة مفادها إن الارهابيين مدانون وجرائمهم مستنكرة، وانهم نفر له اجنداته الخاصة، التي لا يجمعها جامع مع ما تريده الغالبية الساحقة  من ابناء شعبنا.

الفعالية التي كانت على درجة عالية من التنظيم، وأجواء الحماس التي لفت الساحة، كانت الرد الشعبي الفعال على جرائم يوم الخميس الدامي. ففيما كانت الكتل المتنفذة تواصل عراكها،  ومجلس النواب يصوت على امتيازاته والسيارات المصفحة لأعضائه، كانت الناس في الساحة  بصدورها العارية، لكن الواثقة من نفسها وقدراتها، ترفض في الهواء الطلق مصادرة حق العراقيين في الحياة وهدر الدم العراقي.

استذكار 25 شباط كان بحق عرسا آخر لشبيبة وادي الرافدين، ومفخرة اخرى تضاف الى سجلهم الحافل بالعطاء، حيث جددوا فيه عزمهم وإصرارهم على الوقوف مع أبناء شعبهم، الآن وفي قادم الايام.

وشكل يوم امس الاول الجمعة تحديا للشبيبة، اجتازته بنجاح باهر، وعكس قدرتها على مواصلة العطاء، وتجديد ما بدأته في 25 شباط 2011، وقبله وبعده .

وبالقطع إن فعالية من هذا النوع، وبهذا القدر من التأثير، لا تروق لمن يخشى الحقيقة، ويخاف الحديث الشفاف والمسؤول، ويهرب الى أمام بدل ان يواجه الواقع.

وان ما تعيشه الناس من هموم ومشاكل جراء نهج ابتلينا به منذ 2003 وأوصلنا الى من نحن فيه من أوضاع نتنافس فيها مع الصومال، هو ما جعل لزوار الفجر و"الشبيحة" حضورهم.

ــــــــــ

محمد عبد الرحمن

جريدة "طريق الشعب"

الاحد 26/2/2012

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.