اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

كرفانات! // محمد عبد الرحمن

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

اقرأ ايضا للكاتب

كرفانات!

 محمد عبد الرحمن

 

من المؤكد ان مفردها ليس الطائر الجميل المغرد الكروان ، وهي ايضا لا علاقة لها برواية «دعاء الكروان» للراحل الكبير طه حسين (ولا من ثم بالعملين الفنيين اللذين يحملان الاسم نفسه «دعاء الكروان»: اغنية ثنائي احمد فؤاد نجم الشيخ امام، والفلم التاريخي بطولة فاتن حمامة الذي يعود انتاجه الى سنة 1959) ، ولا حتى باغنية « كروان حيران « لصاحب الصوت الشجي محمد عبد الوهاب.

لكن من المؤكد انها الاغنية والموال والنشيد التي يؤديها النازحون العراقيون هذه الايام ، على انغام موسيقى تراجيدية تحكي قصة اكثر من مليوني عراقي اضطروا الى ترك مدنهم وقراهم وبيوتهم تعبث بها « جرذان داعش « ومن والاها وناصرها.

انها الان نشيد الخلود لهؤلاء المواطنين الذين لا ذنب لهم في ما حصل ويحصل ، فهم ضحايا تداعيات نكسة حزيران بنسختها العراقية ، والتي ما زالت فصولها تتواصل حاملة المزيد من الكوارث والمآسي. والامل ، كل الامل في ان يكون ما حصل لاخوة وضحة البونمر، آخر ما هو مطلوب من دور للعراقيين في الفيلم المعروض الان في ساحات الوطن . وان يكون ذلك بداية النهاية لهذا الفصل المؤلم والقاسي .

لم يكن يرد في ذهن هؤلاء المضطهدين بفعل عوامل عدة ، والاساس جرائم داعش وموبقاته ، ان الكرفانات ستشكل اكسير الحياة لهم ، وستغدو جل ما يريدونه ويتطلعون اليه في ظرفهم الطاريء . فمن ذاق مرارة العيش في الخيام واكتوى بحرارة الصيف ، ويكتوي الآن بالبرد وما تجود به الغيوم من امطار غزيزة ، لا يمكن لتفكيره ان يبتعد عن المأوى الآمن والكرفانات. لقد غدا الكرفان حلما.

لكن كيف الوصول الى الكرفان والمأوى الآمن ، فيما الاتهامات بالفساد ما زالت تترى ، والفعل ورد الفعل في ذروتهما ارتباطا بعمل اللجنة العليا لشؤون النازحين ؟ وكيف الوصول اليه ، خصوصا في مناطق اغرقتها الامطار او تقطعت السبل فيها بمئات الاف النازحين ، فيما لم تصل منحة المليون دينار الى الكل، وسط ذهول عام ازاء وصول الفساد والسحت الحرام الى قوت هؤلاء الذين ينتظرون الفرج بلا حول ولا قوة؟

هذا في وقت تعلن فيه الامم المتحدة على لسان منسقة الشؤون الانسانية في بيان ان « هناك حاجة ماسة لمزيد من الموارد « وان ذلك يتطلب توفير « 173,1 مليون دولار لتلبية الاحتياجات الفورية ل 1,26 مليون شخص في جميع انحاء العراق ، هم في حاجة الى المساعدة في فصل الشتاء « .

فهل ستوفر دولتنا وحكومتنا هذا المبلغ ؟ اليست له الاولوية على كل شيء آخر؟

وكي لا نبتعد كثيرا عن قصة الكرفانات وللتذكير ، ايضا، فان الامم المتحدة تقول بان 516 ألف عراقي هم في حاجة على الفور الى دعم في المأوى ، هذا الشتاء ، بما فيها الخيام المناسبة للطقس ( لا يرد هنا ذكر للكرفانات! ) ، وكذلك الملابس الدافئة والمواد الغذائية والتدفئة ووقود الطهي والخدمات الصحية . على انه يقدر بنحو 1,1 مليون طفل يحتاجون الى رعاية اضافية خلال الشتاء .

والواجب ان ننقل تحذير الامم المتحدة من ان المساعدات الغذائية ستتوقف عن 1,8 مليون عراقي في كانون الثاني 2015 ، ان لم تصل الجرعات المالية المنقذه لحياة هؤلاء الذين يعانون الامرين ويعيشيون ظروفا ماساوية .

 

نأمل ان تكون الرسالة قد وصلت وبقوة الى من يعنيهم الامر !

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.