اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

مبادرة العبادي!// صبحى ساله يى

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

مبادرة العبادي!

صبحى ساله يى

 

عندما تم تكليف السيد حيدر العبادي بتشكيل الحكومة العراقية، كانت المشكلات الساكنة والكامنة بين العراقيين مستفحلة، والصراع الطائفي والمذهبي سائداً، والفساد ينخر جسد الدولة ومؤسساتها، والابواق المأجورة تشتم كل ما هو كوردي وكوردستاني، وكنا نسمع اصداء طبول الحرب وهي تدوي في الفضاء العراقي، وكان داعش يسيطر على مساحات واسعة من الاراضي والعديد من المدن، أما الدول الصديقة للعراق فقد إشترطت تشكيل حكومة تمثل العراقيين جميعا لتقدم الدعم والاسناد لها ضد داعش.

 فى تلك الايام استقرت صيغة التغلب على التحديات في ذهن القادة الكورد، وعقدوا العزم على المشاركة في الحكومة الجديدة، ووجهوا بمشاركتهم تلك، العديد من الرسائل الى من يهمهم الامر، اولاها هي: أن الكورد لا يمكن ان يكونوا يوماً ما، جزءاً من المشكلات، وسيبقون كسابق عهدهم جزءاً من الحل فقط، ومقطوعي الصلة بالتحيزات المذهبية والطائفية. والثانية كانت: التأكيد على تحمل المسؤوليات الوطنية والتاريخية من خلال المشاركة في ادارة العراق وشؤونه، لأن إدارته من قبل جهة واحدة مهما كان حجمها مستحيلة، والثالثة، كانت لإثبات الرغبة الصادقة والنيات السليمة في الاسهام في بناء بلد ديمقراطي يحترم فيه الدستور، والرسالة الاخرى كانت من أجل أن لا يلقى باللائمة والمسؤولية على الكورد وحدهم في حالة تقسيم العراق الى ثلاث دول صغيرة او اكثر..

منذ ذلك اليوم وحتى الان شهدنا بعض التجليات الواضحة لتلك المشاركة، كالاتفاق النفطي بين اربيل وبغداد وتثبيت حصة الاقليم في الموازنة الفدرالية، ونشهد كذلك  شواهد وقرائن تدل على عدم وجود الرغبة الحقيقية والإرادة القوية لتجاوز الخلافات التي أوقعت بأهل العراق عامة، والكورد بشكل خاص، الكثير من المظالم ودفعتهم في الوقت ذاته إلى التعلق بفكرة الاحتماء بالدستور لاختيار صيغة اخرى للعلاقة مع بغداد، دون استبعاد مبدأ حق تقرير المصير والاعلان عن دولة كوردية تجنبنا لويلات تلك المظالم.

 الجميع على قناعة بأن الرئيس مسعود بارزاني هو الزعيم الذي يمكن التباحث معه بشأن القضايا المتعلقة بالكورد في العراق وبما يخص العلاقة بين بغداد وإربيل، بل والقضية الكوردية بشكل عام بجميع مكوناتها السياسية والجغرافية في ظل تشابك القضايا المحلية بالإقليمية والنزاعات المتعددة في المنطقة، وهو الذي بإمكانه أن يلعب دورا فعالا ومتميزاً في نزع فتيل الازمات التي تدور في البلاد، والجميع متيقن من أن المواطنين والمسؤولين في الاقليم، الذي حقق طفرة نوعية في الاقتصاد والسياسة والعمران، ويقدم الخدمات ويوفر الاستقرار الامني ويحقق النجاحات الكبيرة التي تثير الدهشة، ميالون نحو الاتفاق بشأن عموم  القضايا التي تهم الجميع وتنعش الآمال عند العراقيين الذين ينتظرون أن تحل مشكلاتهم الموجودة والقائمة والتي يدفعون ثمنها وهم يلهثون وراء الامان و لقمة العيش من دون أن يجدوهما، ويريدون تخفيف الهجمات اللفظية ضد الاقليم ومواطنيه ورئيسه وحكومته ..

لو بادر السيد حيدر العبادي وقرر أن يصحح الأخطاء، ويدفع بإتجاه إبعاد البلاد عن الكارثة ويمضي في السبيل الذي يؤدي الى ردم هوة الانقسام، ونجح في إيجاد التسوية مع الكورد بشأن جميع المتعلقات والقضايا المتراكمة بين الاقليم والمركز، وفق دستور البلاد، سيكون مختلفاً عن جميع الذين سبقوه، فهل يبادر؟؟

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.