اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

العبادي .. منح ومنع// صبحي ساله يي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

العبادي .. منح ومنع

صبحي ساله يي

 

     ما الذي دفع بالسید حیدر العبادي الی رمي كرة النار السياسية نحو ساحة البرلمان؟  مستواه الذهني ومهارته السیاسیة ودهائه وإمكاناته الشخصیة، أم نصائح فریق المستشارین، أم أمر الواقع الذي كان لابد منه؟. أو أراد تأجیل التوتر ونزع فتیل الأزمات السیاسیة‌ الحادة خوفاً من إكتساح المنطقة‌ الخضراء، أم هناك أسباب ودوافع ومبررات عرضية حتمت إعادة التقويم، أو استشعر بالخطر الحقيقي تحت الضغط والتهديد وأراد الخلاص من مركب شارف على الغرق ؟.

تقويم موقف العبادي وتأطيره بالرؤية السياسية العامة يقتضي التراجع عن كل الاراء السابقة‌ المتفائلة التی كانت تشیر الی الاختلاف بینه وبین المالكي من حیث بيئة نشوئهما وثقافتهما وولائهما ومسؤولياتهما، لأنهما وجهان لعملة واحدة، يمارسان الغرور والجعجعة والعبث والتعصب والتذبذب والتخبط والتنصل في سائر المواضيع، بل حتى في المواضیع التي يزعمان فيها الوضوح والثبات والمنهجية، ولكن الفرق الوحید بینهما هو ان المالكي كان صريحاً وعنيداً في التسويف والالتفاف، بينما العبادي غامض لایستطيع تخليص اقدامه من وحل العقد، أو أن ینفض عنه غبار السیاسات الغابرة، أوفی اڵقل أن یفك قيود المالكي عن معصمه، لذلك یسير نحو المستقبل معاقاً و يواجهه مكبلاً ودون قناعة ومتأكداً مثل الآخرين من ان الإصلاح أصبح ضرورياً بعد الفساد، وأن هيمنة الذين لایستطیعون تجاوز الماضي وعقده ویفسدون فی العراق أویسهمون في وقائعه وأحداثه أكبرمن قوة المتظاهرين‌ والداعین الی التغییر، ویعلم إن الذین یختلفون معه حول أسباب ومبررات وجود الفساد والنتائج التي ترتبت عليه، أكثر بكثير من الذين يتفقون معه،  ويعلم أنه يستحيل علی المعارضين له ولحزبه القبول بالحد الأدنى للإصلاح الذي يشترطونه لمجرد الشروع بعملیات شبه إصلاحیة، وهو علی یقین أن الحزب الذي ينتمي الیه (الدعوة) لیس على استعداد للتنازل، خصوصاً وقد منحه السیطرة‌ علی مفاصل الدولة‌ فرصة الأخذ بزمام المبادرة مالیاً وإدارياً وبرلمانیاً، ورئيسه (نوري المالكي) غير راغب في الاستسلام لأمر الواقع والمعطيات الموضوعية والعقلانیة، أو حتی التفریط بجزء من مكاسبه، لذلك وانسجاماً مع الوقائع، سعی (العبادي) الی ذرالرماد فی العیون والتفاعل مع المواقف المختلفة والتوجه نحو تهدئة عاصفة الغضب ومنع تدهور الأوضاع لمدة مؤقتة، وإفراغ الإصلاح من محتواه من خلال إختزاله بتغيير وزاري، من جهة، ومنح غيره فرصة الخروج من مأزق محاصرة المنطقة الخضراء، من جهة أخرى، وألهاء الشعب بفرضيات وخطط تسويفية تمویهیة مليئة بالتناقضات، طبعاً، دون الإكتراث للعواقب السلبية. 

لو كان العبادي جادا في الاصلاح عليه أن يبدأ أولا بنفسه، فإما أن يستقيل من حزب الدعوة، أو يستقيل من رئاسة الوزراء، وإن إختار الاول وإبتعد عن التفكير الحزبي الضيق والمصالح الفئوية، فإن ذلك سيتيح له التفاوض مع الآخرين وربما سيكون بإمكانه إقناعهم بأن مشروعه إصلاحي ويخدم الجميع، وإن إختار الثاني سيثبت إنه ليس تكنوقراط، ولكنه مواطن يسهم في تعبيد الطريق نحو الإصلاح ووضع الأمور في نصابها الصحيح، ولكن بما أن خطوته الاخيرة أما البرلمان العراقي، تدل على أنه يواصل مسيرة الإقصاء والتهميش والتفرد في الحكم، وإنها لاتمس جوهر المشكلات ولا توقف عجلة الفساد ولا تطهر المؤسسات، لذلك فإنها فتحت الباب على مصراعيه أمام الكورد للتشكيك في كل النيات والتخوف من كل الدعوات والتوجس من كل ترتيب، ومراقبة المشهد بحذر والإستفسار حول مغزى وجوده في بغداد، وخاصة بعد أن تم التجاوز على أسس الشراكة والتوافق أكثر من مرة ومن قبل أكثر من مسؤول، وتوقع حدوث تداعيات ومضاعفات ومفاجئات بعيدة عن مبادىء الشرعية والعدالة والدستور ...

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.