اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

فرنسا (07-01-2015) ماذا و ما بعد (ج2)// عبد الرضا حمد جاسم

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

فرنسا (07-01-2015) ماذا و ما بعد (ج2)

عبد الرضا حمد جاسم

 

نشرنا الجزء الاول الرابط

http://www.tellskuf.com/index.php/mq/44610-07-01-2015-1.html

مقدمـــــــــــــــــــة:

1.لا يمكن أن أتصَّور بأي شكل من الأشكال أن يكون للسلطات الفرنسية أي دور فيما جرى...لقد صُدمت فرنسا بكاملها بما جرى ولا يمكن تحت اي شكل ان يكون هناك كاسب في فرنسا التي ستقلقها هذه الجريمة لسنوات طويلة ربما يتخللها اضطراب وتخريب ودماء.

2. لا يستطيع أحد (دولة ...شخص) ان ينتفع من تخطيطه لعملية بمثل هذه الحساسية و الخطورة على الاراضي الفرنسية.

3.أنا على قناعة تامة ان ليس لأي جهة ارهابية خارجية أي دخل مباشر فيها(تخطيط...توقيت...هروب) ودليلي ان الاخوين (كَّواشي) قاما بها معاً ...والذي خطط لها منهما او اقترحها لم يجازف ان يشرك معه شخص أخر غير أخيه.

4. ربما... ربما... ربما لو لم تُعلن السلطات الفرنسية اسماء الارهابيين (كّواشي) لما تحرك (كوليبالي) الذي كان متهوراً في نجدتهم والدليل هو تسببه بحادث اصطدام مروري... أنكشف على أثره فقتل وهرب ثم قرر وبتخبط ربما اراد لفت الانظار اليه عند ارتكابه جريمة المتجر الباريسي في اليوم التالي لجريمته الاولى... في ظنه ربما التخفيف عن ال الكَّواشي وهذا دليل غباء ... لأنه في دولة كبيرة تمتلك قوات كافية وليس في الصومال او العراق.

5. لوكان هناك من ساعد أل (الكَّواشي) لوفر لهم مخبئ ومأوى ينسحبون اليه بعد العملية... ونحن نعرف ان وقت التنفيذ كان في ذروة الزحام المروري في باريس وضواحيها.

نعــــــــــــــــــود للموضـــــــــــــــوع:

4. فرنسا في حالة صدمة لم تجد أحد من قادتها حكيماً يديرها في لحظة الصدمة... الرئيس ورئيس الوزراء ووزير الداخلية بان عليهم الانشداه والشرود في مؤتمراتهم الصحفية التي خرجوا فيها ليبينوا للشعب انهم موحَّدين ...لكن من يعيد افلام الصحافة يجدهم متباعدين شاردين كل واحد منهم يفكر في مكان وينظر الى مكان مختلف وهو شارد... ولا يُظْهِرْ اي انتباه او اهتمام بما يقوله الآخر...

5. ظهرت تصريحات تقول نحن في حرب... وتدعوا للوحدة الوطنية وكأن ما حصل مفاجئ وبعيد عن توقعات الدوائر الامنية...

فرنسا في حرب...حرب ضد من؟...الجواب ضد الارهاب ...

السؤال : ما هو الارهاب ومن هو الارهابي ومن هم الارهابيون ومن يدعمه ويدعمهم ويجندهم ويساندهم ويحميهم؟

فرنسا في حرب ضد الارهاب... نعم ...لكن هل تستطيع فرنسا وقادتها من التمييز بين الارهاب وغير الارهاب وهم يدعون الى عدم الخلط بين ال"جهاديين" والاسلام؟

هل تستطيع فرنسا ان تحدد الفاصل بين الاثنين وتتصرف بحكمة ودقة؟

الدعوة للوحدة الوطنية واجب في كل الظروف وبالذات في الاوقات الصعبة... لكن ماذا يُراد من الوحدة الوطنية هنا؟... ماذا تريد بعض الاحزاب او الحكومة الفرنسية من ذلك؟... او ماذا تريد ان تمرر من قوانين وقرارات ستصطدم بكل الاحوال بشريحة مهمة من الشعب لتتمزق الوحدة الوطنية؟

...هل هناك قرارات اقتصادية تمس شريحة واسعة من الناس يُراد تمريرها؟...

هل يمرر قانون تضييق الحريات باسم الوحدة الوطنية مقتدين بما فعله بوش (باتريوت اكت) بعد 11سبتمبر 2001؟

اعتقد أن المساس بمعيشة المواطن او حرياته في هذا الظرف سيكون خطأ كبير... وبالذات ربط ذلك بالوحدة الوطنية... فرنسا ليس كما أمريكا... لا بقوتها العسكرية ولا بتاريخها ولا باقتصادها ولا بتَّشّكل مجتمعها ولا بموقعها ولا باستعمارها...

اول قرار تم تمريره بالأغلبية البرلمانية الساحقة كما قالوا هو تمديد مشاركة فرنسا في الحرب على الارهاب خارج اراضيها وارسال حاملة الطائرات شارل ديغول الى منطقة الارهاب اي الشرق الاوسط وهذا كما اعتقد خطأ كبير لما لهذا القرار من دوافع الانفعال ولما لهذه القطعة البحرية من سمعة سيئة في مشاركتها ضد ليبيا... وكذلك التشبه بعنتريات الامريكان حيث في كل حال تُرسل حاملة طائرات. وصعود الرئيس اولاند على متن حاملة الطائرات كان لا داعي له لأنه لا يمنح الامان للشعب كان عليه ان يزور مقرات الامن الداخلي (بوليس... جندرمة... مخابرات)... ليعيد ثقة المواطن بها

لو كان هناك اعتداء خارجي نقول نعم زيارة حاملة الطائرات تعطي اشارات مهمة للمعتدي ...لكنه ارهاب داخلي تَشَّكل وتمدد تحت انظار الاجهزة الامنية والسياسية الفرنسية.

بصعوده على متن حاملة الطائرات يؤكد ان فرنسا تبحث عن قواعد عسكرية في الخليج واعتقد انها ستفشل في تحمل تبعاتها لأنها حتماً ستكون لغرض حماية الارهاب السعودي القطري.

5. اسئلة كثيرة ستُطرح وعلامات استفهام كبيرة ستواجه الرئيس ورئيس الوزراء والاجهزة الامنية. منها :

ما هي اسباب التخبط في أدارة الازمة الحالية.... ؟

هل فعلاً هناك علاقة بين الارهابيين الكّواشي والارهابي كوليبالي الذي ارتكب جريمته بقتل الابرياء اليهود في المحل التجاري؟ وإن كانت.... كيف سُمح بحصول ما قام به كوليبالي في اليومين التاليين؟

كيف تم الاعلان عن زوجة كوليبالي الجزائرية حياة بومدين ثم تبين انها غادرت فرنسا قبل ذلك الوقت وانها كانت مع داعش في سوريا قبل مقتل زوجها ومقتل الاخوين كواشي؟ هذا يعني ان السلطات الفرنسية لا تعرف بخروجها من البلد... ولم تكلف السلطات الفرنسية نفسها تدقيق ومراقبة حركة المطارات فيها.

ستُثار اسئلة عن المراكز الاجتماعية التي عاش فيها الاخوين كواشي وحياة بومدين ودور تلك المراكز في تنشأت الثلاثة؟

كم من الاسلحة والمواد المتفجرة التي يمتلكها الارهابيين على الاراضي الفرنسية وكيف حصلوا عليها؟ وكيف سيتم البحث عنها بدون عيون امنية مخلصة لا تساهم او تساعد بالإرهاب من جهة وتحارب نفس الارهاب من جهة اخرى؟ وهل سيتعاون المسلمون مع السلطات الفرنسية بعد (كلنا شارلي وأنا شارلي)؟

كم عدد الخلايا النائمة من الارهابيين وأماكن تواجدهم؟

فشل النظام الاجتماعي الفرنسي الذي ولد في ظله الارهابيين وعاشوا وتعلموا؟

ماذا قدمت مراكز الدراسات المتضخمة "بالشهادات والخبراء والمحللين" كل تلك الفترة؟

6. السلطات الغربية تحركها امريكا البعيدة جداً... لا تعلم لا هي ولا مراكز دراساتها المنتفخة ( الباحثين والخبراء)... أن كل ارهابي يُقتل هناك في ساحات العراق او سوريا او غيرها او هنا في أوربا سيظهر من يثأر له الان او في المستقبل... وكل واحد منهم له اصدقاء و اخوة واقارب تطالب به باعتباره " مظلوم" في نظرهم ... مظلوم لأنه وِلِدَ على التُراب الفرنسي وتَعَّلم في المدارس الفرنسية وعاش من العمل على التراب الفرنسي او من مساعدات النظام الاجتماعي الفرنسي وسكن في المساكن التي تقدمها الدولة الفرنسية وتزوج على التراب الفرنسي... والسلطات الفرنسية تحد من سطوة الاهل على اولادهم وبناتهم.. هكذا يقولون ويبررون وتسمع هنا اقوال الاباء : (أفرانسه تريد الدراري وما تريد الاهل) (أفرانسه تريد اولادنا يفسدو). (سنشير الى مراكز البحوث في الجزء القادم)

وكذلك يكون "مظلوم" في نظرهم عندما يُقتل هناك لأنه في نظرهم ايضاً مغرر به او أن الغرب أساء تربيته أو أن الغرب من صنع الحكام الذين حاربهم ويمكن الاستدلال على ذلك من تصريحات اقاربهم وكيف انهم لا يذمونهم انما يتأسفون على فقدانهم وانهم ذهبوا ضحية جهلهم اي ضحية عدم كفاءة النظام التعليمي والاجتماعي للدولة ... ومن يقتل هنا ايضاً برئ فربما دفعته الدولة او غُرر به (كما يقولون) ... او انه تعرض لغسيل الدماغ داخل الجوامع او المراكز او داخل السجون الفرنسية التي تدعمها وتديرها الدولة.... وهم في الكثير مما يطرحون على حق لا تبريراً مني لقصور فهمهم ولا مساندةً لهم لكنهم يملكون ما يبررون به اقوالهم تلك.

أتحدى السلطات الفرنسية ان تقوم باستقصاء او استفتاء لكل المسلمين (أو شريحة الشباب منهم) في فرنسا ومعهم "اصدقائهم من الاجانب" وأن تُعلن نتائجه... استفتاء من سؤال واحد فقط والاجابة عليه فقط ب (نعم) او(لا) والسؤال هو: هل تعتبر الاخوين الكّواشي مجرمين؟ نعم أم لا... لتصطدم السلطات بالاجابة

لا تستغربوا لو سمعتم في الاعلام عن تشكيل كتائب ال "كّواشي" سواء في اليمن او في داعش او النصرة او ليبيا... ولا تستغربوا لو سمعتم ان هذه الكتائب ستكون من ضمن المعارضة السورية المعتدلة التي ستقوم أمريكا بتدريبهم والتي تتنافس على استضافتها كل من تركيا وقطر والسعودية ( حلفاء فرنسا وامريكا في حربها على الارهاب) ... وربما ستدفع هذه الدول رشى كبيرة لترشيحها لاستضافة هذه العصابات.

في زيارته الاخيرة للعراق والتقاءه بالسيد البارزاني في اقليم كردستان تسرب خبر او تصريح: ان اولاند تسلم قائمة بأسماء الف ارهابي اوربي او فرنسي... أنا هنا اطالبه بالكشف عن اسماء الفرنسيين منهم... او يجيب على السؤال التالي: هل تم ايقاف المعونة الاجتماعية عن الفرنسيين الذين وردت اسمائهم في القائمة؟ او بصيغة اخرى... هل تم قطع المعونات الاجتماعية عمن تبين وتأكد لدى السلطات انه يقاتل في سوريا او العراق او ليبيا او اليمن؟ وهل تم قطع المعونة الاجتماعية عن المتهمة حياة بومدين ومتى؟ أنا لا اعرف لكن الاجابة ستؤدي الى شيء آخر.

7. تصريح "البطل" اردوغان الاخير الذي قال فيه : (يعترضون علينا اننا نسمح بعبور الارهابيين الى سوريا ... عليهم ان يدققوا في جوازات سفرهم)

ماذا يعني هذا التصريح؟ هذا يعني اعترافه بأن الاوربيين هم من يرسلون الارهابيين وتركيا تحترم قرارات وجوازات ومواطني أوربا فتسمح لهم بحرية العبور والتنقل... وكأني به يقول لو تم منع اي من حملت تلك الجوازات لكانت الحكومات الغربية اول المعترضين على اعتبار أن ذلك إهانة لمواطنيها وعدم احترام للوثائق الرسمية الاوربية... وربما ستقوم الدول الاوربية بالتعامل بالمثل!!!

8. ماتفسير تصريح رئيس الرابطة الفرنسية للائمة/ امام مسجد درانسي/ حسن شلغومي حين قال: ( يمكننا ان نتفهم الغضب ولا يمكننا ان نتقبل الانتقام)... هل المقصود بالغضب هو ما قبل جريمة شارلي ابدو أي غضب المسلمين على نشر الرسوم... او بعدها أي غضب الشارع على الجريمة واتهام الاسلام.؟ هل المقصود بالانتقام هو جريمة شارلي ابدو او الانتقام بعدها من محمد بإعادة نشر تلك الرسوم؟. أنا افهم ان المقصود هو ما قبل وقوع الجريمة وحصولها وليس ما بعدها... لكن هل هذا تصريح مقبول في مثل هذه الحالة... رفض القتل واجب على الجميع ونزع كل العبارات او الكلمات او الاشارات بقتل المخالف من كل الكتب والاصدارات والدوريات مقدسة كانت او غير مقدسة (مقروءة او مسموعة او مرئية)... لأن وجودها عند البعض يعني اتخاذها او اعتمادها من المقابل بحجة الدفاع عن النفس وهو هنا على حق تام حتى لو بادر هو لقتل من يكفره ويريد قتله... يجب تبليغ الجميع ان من يحكم في هذا القرن هو القانون... ومن يمنح الجنسية او الصحة او التعليم او العيش ليس الله او اسماءه الاخرى انما القانون عليه هو من يدير الحياة هنا ومن يعتمد نصوص خاصة به عليه ان يترك الامتيازات التي تقدمها له النصوص الاخرى... لكن على من يطبق القانون ان يكون مخلص له ودقيق في تطبيقه ولا يكيل بمكاييل عدة... انا شخصياً حصلت على الجنسية الفرنسية وفق القانون الفرنسي فواجب عليَّ أن أحترمه بدقة... لكن على من يشرف على تطبيق القانون ان يكون عادلاً في تطبيقة لأنه بخلاف ذلك يصبح متجاوز على القانون الفرنسي وهنا يكون لي الحق ووفق الضوابط ان اطالبه بتطبيق القانون بكل السبل المشروعة وفق القانون نفسه لأن تجاوز تلك السبل المشروعة تجعلني اخالف القانون ونكون سواء انا والمخالف الاخر.

افهم الانتقام يعني بالكلمة او بالرسم او بالتجاهل أو بالمقاطعة ما دام هناك قانون ومحاكم واعراف تسمح لك بذلك ( لا نريد ان نضع قوانين جديدة هنا فلا يمزج أحد موضوع انتزاع الحقوق وموضوع الثورة والثوار على مغتصب ارض او مال او حق... فهذه يعالجها قانون او دستور أما عندما لا يوجد مثل هذا القانون او الدستور (محلي او دولي).... فتعني اكراه تحت القوة يقابلها الرد بما يتيسر).

9. من يعيش في فرنسا يشعر انها قلقه اجتماعياً وللأزمة الاقتصادية العالمية اثر كبير ولا توجد في الافق حلول وتورط فرنسا مع امريكا في نزاعات خارج حدودها موضوع خطير في ظل هذا القلق الاجتماعي... والرئيس الفرنسي وحزبه ضعيف ولا يتمتع بثقة الشعب حتى بعد ما جرى حيث وصلت سمعته في استطلاعات الرأي الى مستويات متدنية قياسية قبل جريمة الايام الثلاثة... ارتفعت بعض الشي لكنها ما زالت في موقع قياسي من التدني. (استطلاعات الرأي الاخيرة حصل فيها 40% بعد ان كان قبل الجريمة 19% فقط)

فرنسا من الدول التي استعمرت دول كثيرة لفترات طويلة فكان مواطنيها على احتكاك بالأجانب نتج عن ذلك أن الكثير من مواطنيها من اصول مختلفة (ممزوجة) ... في فرنسا نسبة عالية جداً من ابناء مستعمراتها السابقة يحملون ما قامت به فرنسا من جرائم خلال فترة الاستعمار تلك ويثقفون بها اجيالهم الجديدة حيث لليوم وبغباء غير اعتيادي لم تنشر فرنسا ثقافة التسامح مع تلك الشعوب ولم تعترف بما حصل وتعتذر عنه ...يحملون عن فرنسا انها استعمرت وافقرت بلدانهم وقتلت الكثير من اهلهم وهي ليست صاحبة فضل في اقامتهم فيها او رعايتها لهم انما هذا حقهم... هذا يتم طرحة علنا في كل المناسبات والمستويات... ويعترف الكثير من الفرنسيين بذلك ويذمون فترة الاستعمار...

تسأل الافريقي يجيبك انهم سرقوا الكاكاو واليورانيوم والموز والحديد والماس وقتلوا وتآمروا وووو... بعضهم يقول هذا بلدنا وهؤلاء الفرنسيون يتنعمون بخيراتنا... وتسأل العربي من شمال افريقيا يعدد لك كل ذلك ويضيف له انهم كفره سُراق (حلاليف).... فرنسا لم تتمكن من معالجة هذه المشكلة الخطيرة التي تمزق البلد والتي ستظهر في اي حالة ضعف قد تمر بها الجمهورية...

هناك ما هو واضح وخطير وتعلم به السلطات ويستفزها كثيراً.. لكنها لا تُفكر بأسبابه وهو : أن الكثير ممن يمثلون فرنسا في المحافل والمناسبات الدولية سواء داخل فرنسا او خارجها من الجاليات (حاملي الجنسية الفرنسية والمولودين على الاراضي الفرنسية) لا يحترمون النشيد الوطني الفرنسي ولا يرددونه ويفضلون الانسحاب من الفعالية على ترديد النشيد الوطني... ربما هذه الحالة فريدة في العالم ...لآنهم يعتبرونه يحمل مفاهيم عنصرية واستعمارية... (في أحدى المباريات التي حضرها الرئيس جاك شيراك تعالى الصفير في المدرجات عند عزف النشيد الوطني مما دفعه لمغادرة المباراة اعتراضاً على ذلك)... صحيح انها تحصل في اماكن اخرى لكن ليس كما تحصل هنا.

الجاليات هنا يمكن تقسيمها الى عنيفة متهورة واخرى هادئة (نتكلم عن الاغلبية من الطرفين) ... الجاليات الهادئة (كما لمستُ) هنا هي الصينية لأنها منشغلة بالعمل والتجارة والجاليات (المشرقية) العراقية والسورية واللبنانية والايرانية لأنها في غالبيتها لم تتلوث بفيروس الوهابية وليست تابعة لحكوماتها بل ربما معارضة لها ...أما التركية ففيها الكثير من الهدوء لانشغال الكثير منهم بالعمل ولكنها بدأت بالاقتراب من الدين السياسي ومن الحكومة التركية أي أنها ستثير المشاكل مع أي خلاف سياسي بين أوربا وأنقرة وهذا محتمل وخطير جداً جداً وبالذات التوجهات العثمانية الامبراطورية التي يسير عليها أردوغان. والبعض من الجاليات تنتمي لأحزاب السلطة في اوطان ابائهم (أخوان مسلمين في تونس والمغرب وتركيا وغيرها وكذلك الاحزاب القومية الاخرى). (أعتقد ان الجالية التركية في المانية تختلف عنها هنا).

والجاليات الاخرى (أوربا الشرقية السابقة) المشغولين بقضايا اخرى قد تكون مُتعبه للسلطات في بعضها لكن لا سياسة ظاهرة فيها ... أو لا عنف سياسي في عنفها لحد اللحظة لكن الامور قد تتحرك باتجاه السياسة ايضاً عندما تستمر فرنسا بالمشاركة باللعبة الامريكية الخطيرة جداً للعبث باستقرار أوربا... كما اتوقع ان الاستخبارات (الشرقية) السابقة لم تَمُتْ بعد حتى بموت او تراجع منظومتها السياسية أو الادارية السابقة.

فرنسا تختلف عن المانيا والدول الاسكندنافية... هذه الدول لم تستعمر بلدان اخرى وهذا يخفف عنها ما خلّفه الاستعمار لكن الجميع يلتقي في تأثير النشاط الاسلامي غير الديني( العبادات) أي الاسلام السياسي وبالذات التكفيري

قد لا يعلم البعض ان كل جزائري مولود قبل الاستقلال (1962) في الجزائر هو فرنسي الجنسية حيث كانت فرنسا تعتبر الجزائر جزء من التراب الفرنسي عليه كل جزائري يمتلك اهله ( اباءه واجداده) جنسية فرنسية أو وثيقة فرنسية من زمن الاستعمار يحق له تقديم طلب للمحاكم الفرنسية لتزويده بالجنسية الفرنسية ( وقرار المحكة يقول ردها اليه وليس منحه الجنسية الفرنسية) أي انهم ليسوا بطالبي لجوء انما هم فرنسيون فقدوا جنسيتهم او الظروف حرمتهم منها وردها اليهم حق لهم وواجب على الدولة الفرنسية. [ بشرط ان يُقَدم ما يثبت حصول اهله على الجنسية الفرنسية لأن البعض من سكان الجزائر قبل الاستقلال رفضوا الجنسية الفرنسية لأسباب دينية او وطنية او عدم وصول الخدمات اليهم في مناطق نائية]... (أتذكر هنا زيارة جاك شيراك الاخيرة الى الجزائر وكيف استقبلته الجماهير هناك بمطالبتها بالحصول على الفيزا).

المجتمع الفرنسي قلق يشكل المسلمين واعوانهم ان صح القول ( ابناء المستعمرات الفرنسية) نسبة كبيرة نوعما قد تصل الى 10% وربما أكثر من مجموع السكان والاخطر انهم يشكلون نسبة عالية جداً من الشباب...وهم متوزعين على اغلب المدن الفرنسية وتربطهم قرابة او علاقات تبدأ بالدين ومن ثم البلد ومن ثم المدينة ومن ثم العائلة ويمكن ان نضيف " الحرمان"... ومن الاعتيادي ان تجد عشرة عوائل في مدينة صغيرة من نفس العائلة (مثل لتقريب الصورة اخوين جاءوا منذ الستينات تزوجوا ...خلَّف كل واحد منهم خمسة اولاد (بنات واولاد) أصبحوا14 بين اخ وابن عم تزوجوا خلفوا شكلوا اكثر من عشرة عوائل تحيط ببعضها يضاف لهم انسبائهم واصهارهم وهكذا تتشابك. تقابلهم الشيخوخة من اهل البلد والعوائل الصغيرة والابتعاد عن المشاكل واختلاف العادات الاجتماعية...

وكمثال: لو دخل خمسة شباب من هؤلاء في حي سكني لتمكنوا من غلق الحي حتى لو تم استدعاء الشرطة التي تأتي مسرعة لتجدهم شباب يلعبون لا تستطيع منعهم لكنهم سيعودون للحي في وقت اخر للحساب. [ هنا ارجو ان يُفهم أني اتكلم عن الموضوع بعمومية (أي نسبة كبيرة)... أي لا أشمل الكل ففيهم من المتميزين ما يدفع الجميع لتقديرهم واحترامهم والاعتزاز والفخر بهم]

لو استطاع اي مختل عقلياً وصاحب ضمير فاسد مشلول من ائمة الفتنه توجيههم للنزول للشارع كما في ما يسمى بالربيع العربي لسقطت مدن بشكل "سلمي جداً" والكثير يتذكرون أحداث ضواحي باريس قبل عدة اعوام والتي يمكن ان تستعر او تشتعل في أي لحظة ولأي سبب مهما كان صغير وتمتد بشكل سريع تستجيب لها أماكن بعيدة... ولولا تَعَّقُلْ السلطات وانسحابها الظاهر أمامهم لاحترقت المدن... أي لو تتم مقابلتهم بالرصاص كما حصل في البلدان العربية لكانت النتائج هي... هي ( الشعب يريد اسقاط النظام...) ...لأن من يُقتل في ضواحي باريس ينتفض اقاربه او اصدقاءه او ابناء بلده في مرسيليا البعيدة جداً... هذا الذي لم تُفكر به الحكومات والاحزاب والبرلمانيين وداعمي الارهاب من الكثير من "المثقفين والسياسيين" الفرنسيين....

ستصل تظاهرات سيدي بوزيد وميدان التحرير وبنغازي ودرعا وكييف الى أوربا الغربية طال الوقت ام قَصُر وبشكل "سلمي جداً جداً جداً" لتهدد البلدان الاوربية مع تفاقم الازمة الاقتصادية وستصل الى امريكا ايضاً .

الى اللقاء في الجزء التالي الذي فيه التالي:

 

(اعتقد سيحصل تغيير وزاري بعد فترة يخرج فيه وزير الداخلية كازانوف وآخرين منهم نجاة بالقاسم وزيرة التربية ولوغان فابيوس وزير الخارجية وكذلك المسؤولين في الاجهزة الامنية والاستخباراتية. اعتقد ان اولاند مع تصاعد الدعوة ل (الوحدة الوطنية) سوف لن يمنح مناصب وزارية لشخصيات من اليمين كما فعل ساركوزي عندما عين كوشنير اليساري بمنصب وزير الخارجية... مجرد اعتقاد.)

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.