اخر الاخبار:
بيان صادر من احزاب شعبنا - الجمعة, 10 أيار 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

"بلاتر".. هل تنقذه اللاعبات؟// محمد عارف

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

اقرأ ايضا للكاتب

"بلاتر".. هل تنقذه اللاعبات؟

محمد عارف

مستشار في العلوم والتكنولوجيا

 

عادت كرة القدم هذا الأسبوع لاحتلال مكانها ليس في صفحات الفضائح، بل في ملاعب «اللعبة الجميلة» كما يسميها أحد أشهر لاعبيها البرازيلي «بيليه». مباريات كأس العالم للنساء الجارية في كندا، تُقدِّرُ «بي بي سي» أن يبلغ عدد مشاهديها عبر التلفزيون يصل المليار. ويحقق هذا توقعات رئيس «اتحاد كرة القدم العالمي» المستقيل «بلاتر» في أن «مستقبل الرياضة تمسك به النساء» وربما مستقبل «بلاتر» أيضاً. فالنساء قوة صاعدة في كرة القدم، حيث يبلغ عدد اللاعبات المسجلات خمسة ملايين، حسب إحصاءات «الفيفا». والفضل في ذلك يعود إلى «بلاتر» الذي لعب دوراً أساسياً في إطلاق حركة نساء العالم في كرة القدم. ويحق لهذا السويسري، وهو على تخوم الثمانين إبداء ملاحظات "بريئة" وتعتبرها الصحيفة "جنسوية"، مثل قوله "اللاعبات يسوّقن أنفسهن بشكل أفضل إذا ارتدين سروايل لعب أقصر وأضيق"!

 

و«قليل من المديح لبلاتر، قليل جداً»، عنوان تقرير «نيويورك تايمز» استشهد بقول «بلاتر» أنه «الأب بالعماد» للاعبات الكرة. واستدركت الصحيفة «هذا صحيح للأسف. وسواء أحببتَه أم لا، وكثيرون لا يحبونه فهو راعي كرة القدم للنساء، ولولاه ما حققت هذه المكانة قط». ومعروف أن «بلاتر» حقق بالاستثمارات والمبادرات خلال 17 عاماً من رئاسته نمواً انفجارياً في المباريات النسائية، التي تضاعف عددها من 12 إلى 24، وأفلح في فرض أول امرأة بالانتخاب في لجنة «الفيفا».

 

ونظريات عدة تحاول تفسير سبب استقالة «بلاتر» تراوح ما بين تورطه في عمليات الفساد، و«الربيع السويسري» القادم، مثل «الربيع العربي». وأفكَه النظريات، وربما أصدقها، وردت في تغريدة تقول: «وأخيرا تلّقت الفيفا إخطاراً من قادة العالم الحر، كوكاكولا، وماكدونالد، وفيزا، وأديداس». وهذه هي الشركات الممولة الرئيسية لنشاطات «الفيفا».

 

والإعلام الأميركي متفائل بأن استقالة «بلاتر» تفتح الأبواب لتطهير «الفيفا» بل كرة القدم العالمية من الفساد. وهكذا يجعلون كرة القدم كالنساء، المتشائم يعتقد أنهن سيئات، والمتفائل يتمنى لو يكون ذلك صحيحاً. والسيئ الصحيح في عصرنا الراهن تفاقم الفساد، وسببه تفاقم الثروات بسرعة وكميات أكبر من تطوير هياكل وقوانين لضبطها. والتلويح باتهام «بلاتر» بتلقي رشاوي لعقد مباريات عام 2018 في موسكو، وعام 2022 في الدوحة، يجعل واشنطن ولندن كبعض الآسيويين في نكتة تقول إنهم «لاعبون فاشلون فكلما حصلوا على ضربة زاوية أقاموا فيها حانوتاً»!

 

وقد تنقذ اللاعبات «بلاتر» الذي تعلّمن منه أن لعبة كرة القدم كالحب، كل شيء فيها محدد، عدد الفريق، وقواعد اللعب، ومساحة الملعب، لكن لا حدّ لإبداعات، ومفاجآت تكتم الأنفاس. وفي نهائي كأس العالم للنساء في فرانكفورت عام 2011 كتمت اليابانيات أنفاس العالم. ففوزهن ضد الأميركيات في تلك المباراة التاريخية كشف تشابك كرة القدم بالمشاعر الوطنية في قلوب النساء. كان ذلك عام «تسونامي» زلزال «فوكوشيما»، الذي أهلك نحو 16 ألف ياباني، ودمّر صناعات الذرة، ومعنويات اليابانيين. وفي تمديد وقت المباراة تفجّرت «تسونامي» في أقدام اليابانيات، واهتزت الأرض في ضربة الجزاء الحاسمة، التي حققت بها «ساكي كوماغاي» ما يقول عنه المثل الياباني «الخروج من الموقف اليائس والالتفاف بالكامل في انفجار مفاجئ».

 

واللعبة الجميلة للجميلات، وبينهن مسلمة عمرها عشرون. «عزيزة أوشاالله»، بطلة منتخب نايجيريا، فازت بلقب أحسن لاعبة للعام الحالي في أول استفتاء من نوعه تنظمه «بي بي سي»، وفيه تغلبت «عزيزة» على أبرز نجوم الكرة العالمية، كالإسبانية فيرونيكا، والألمانية نادين، والاسكتلندية كيم، والبرازيلية مارتا. وفوز «عزيزة» بأصوات هواة كرة القدم حول العالم، أمر مُحيّر. فعزيزة لا تستخدم دينها ولا تنكره، فيما يستخدم مسلمون كثيرون دينهم أو ينكرونه، أو على الأقل يعتذرون به أو عنه، أو ما شابه ذلك. و«عزيزة» ذكرت دينها في موقف قد يضر بها في الغرب، وبريطانيا بالأخص، حيثُ سُئلت عما إذا كانت تحب الحيوانات المنزلية، فقالت إنها لا تطيق الكلاب، وأوضحت ضاحكة «هذا قد يعود إلى كوني مسلمة»!

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.