اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

نهضة العرب من الداخل// محمد عارف

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

نهضة العرب من الداخل

محمد عارف

مستشار في العلوم والتكنولوجيا

 

«الحياة تبدأ على الجانب الآخر لليأس»، قال الفيلسوف الفرنسي سارتر، وهذا منبع التفاؤل المستميت في بحث الأكاديمي العراقي سمير ريحاني، «النهضة العربية تبدأ من الداخل»، الذي يرفع راية الأمل في جحيم طائفية وحرائق ربيع عربي، أفزعت مشعليها وضحاياها. أرسل البحث الصادر بالإنجليزية في 27 ألف كلمه، مع الاعتذار الأكاديمي المتواضع عن طول البحث، الذي عمل «فيه بضعة شهور، ولعل مصادره تنفعك في عملك».

ولا يأس يبعث على التفاؤل في بحث ريحاني أشد من «مبدأ أوباما»، الذي أعلن تخليه عن المنطقة، التي كلفت واشنطن أرقاماً قياسية في الخسارة المادية والمعنوية. وإذا كان من شك في ذلك يبدده تصريح مايكل هايدن، المدير العام السابق لـ«وكالة الأمن القومي» الأميركي بأن «العراق وسوريا لم يعد لهما وجود، ولا عودة لهما. ولبنان يترنح، وليبيا راحت منذ أمد طويل». واليأس المطبق أمل «ريحاني» لشعوب المنطقة: «أنتم وحالكم الآن، وهذا ما ينبغي أن يكون، وكجميع سكان الأرض تقع عليكم مسؤولية أوضاع بلدانكم».

ويذكر «ريحاني» أن ما يجري في المنطقة لا تقوده أميركا وبريطانيا، بل قيادات «البزنس»، والإعلام، وجماعات الضغط المصرفية، وصناعة الأسلحة، وإسرائيل. والشهادات الوفيرة التي يقدمها تتيح فرصة معرفة ما وراء التفاصيل غير المهمة والمشوشة، والنفاذ إلى قلب ما يجري في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. و«ما يجري في المنطقة يشبه مستشفى مجانين تَسّلم فيها المجانين مقاليد الأمور. قوى سيكولوجية، وأثنية، ودينية، وقوى حقودة، تُقدّمُ غالباً لتفسير لماذا المنطقة في اضطراب مُحيِّر دائماً، وما ترينا إياه هذه المجموعة من الانخلاعات أن مختلف اللاعبين المحليين والأجانب لا يملكون سوى القليل من الإدراك لما يفعلون، ولماذا يفعلونه. إنهم بيادق شطرنج، ولا يُنكرُ أنهم يحصلون على منافع مالية وأشياء أخرى. والفساد ملازم دائم للصراع والاضطراب. وقليل من المصالح القوية تهتم بالبيزنس وبعض المصالح موجهة لرقع الشطرنج مباشرة. إنها تلاحق مصالحها بغض النظر عما يلحقه ذلك من أذى بالآخرين، بمن في ذلك مواطنو الولايات المتحدة وأوروبا».

ويستعين «ريحاني» بعلوم تعقيد الفيزياء والكيمياء والبيولوجيا والهندسة الإلكترونية، التي يشرحها في كتابه «التعقيد والإدارة العامة»، ويقدم فيه «مقاربة جديدة للسياسات والإدارة والمجتمع في القرن الـ21»، حيث «ما إن يتخلى الشخص عن عجرفة النظام ويأس اللانظام ويُسّلم بالحدود المتواضعة للمعرفة، والاحتمال غير المؤكد الذي يتضمنه التعقيد، حتى تنبثق سياسة جديدة: سياسة اللايقين، لكن المجاهرة، بالأخطاء والتعلم، بالفشل والتكيّف». واستكشاف هذه السياسة الجديدة، هي هاجس أبحاثه، المنشورة في موقعه على الإنترنت، وأكثر ما يدهش فيها «ريحاني» نفسه، فهو عراقي مسيحي، غادر بغداد التي ولد فيها وعمره 18 عاماً، لدراسة الهندسة المدنية في بريطانيا، وعاد للعمل في المنطقة، ثم استقرَّ لاحقاً في بريطانيا، حيث يعمل منذ عقود في تخطيط وتطوير شبكات النقل، والسياحة، والتسويق، والصحة، وخلال ذلك كله كان يسعى «لفهم العوامل والأفكار التي تشكل الأحداث الاجتماعية والسياسية والاقتصادية»، وكان محظوظاً بصنع الأحداث ودراستها في آن، ونال بها الدكتوراه في دراسات التنمية.

وناهض «ريحاني» بشدة احتلال العراق، فيما كانت دبابات الغزاة تحمل زعماء أحزاب إسلامية إلى سدة الحكم في «المنطقة الخضراء»، وهو من عراقيين وعرب مسيحيين أكثر وطنية وعروبة من المسلمين، وإذا كان ذلك لأن الوطنية والانتماء القومي رباطهم الوحيد بالعراق والمنطقة وأهلها، فماذا يريد أيُّ بلد من أبنائه غير الوطنية والانتماء؟ وماذا يحميهم، ويصونهم، ويمنحهم الأمل بالبقاء، هل هو الطائفة، أم المذهب، أم العشيرة، أم الأصل والفصل؟

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.