اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

رشدي راشد.. اسم الورده// محمد عارف

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

رشدي راشد.. اسم الورده

محمد عارف

مستشار في العلوم والتكنولوجيا

 

فوز العالم المصري الفرنسي رشدي راشد باثنتين من أرفع الجوائز العربية، «الشيخ زايد للكتاب» و«العويس الثقافية»، وقفة على ساحل المحيط العظيم لتأريخ العلوم والفلسفة العربية الإسلامية. وهذه الوقفة «بإيجاز شديد كل ما نعرفه عن التراث العلمي العربي اليوم» حسب راشد، الذي ألّف بالفرنسية 60 كتاباً عن تاريخ علوم الرياضيات والفلسفة، نحو عشرة منها مترجمة للعربية، بينها «علم الهندسة والمناظر في القرن الرابع الهجري»، و«تاريخ الرياضيات العربية بين الجبر والحساب»، و«رياضيات الخوارزمي»، و«موسوعة تاريخ العلوم العربية» بثلاثة مجلدات، أشرف عليها راشد، وصدرت بعشر لغات.

وراشد مؤرخ يتحول تأريخه إلى أحداث. أدركت ذلك منذ أول مقال كتبته عنه عام 1989 وكان موضوعه «مؤتمر تاريخ العلوم والفلسفة العربية» الذي نظمه في باريس. بين اكتشافات المؤتمر قوانين هندسة العدسات وانكسار الضوء، التي كان يُعتقدُ أنها اكتشفت في أوروبا في القرن السابع عشر، وظهر أن العلماء العرب اكتشفوها في القرن العاشر الميلادي. ودعا المؤتمر، الذي حضره أبرز مؤرخي العلوم العرب والأجانب، إلى إعادة تقسيم تاريخ العلوم العالمية.

وفوز كتاب «الزوايا والمقادير» بجائزة «زايد»، التي تزيد على ربع مليون دولار مفاجئ، ف«راشد» نفسه، توقع أن تكون الجائزة لكتابه «من الخوارزمي إلى ديكارت»، وفيه استقصى أكثر من ألفي عام من تاريخ الرياضيات من الإغريق حتى العصر الراهن، وطَرَح السؤال الشاغل للفكر العربي والعالمي عن سبب توقف التطور العلمي والحضاري في العالم العربي، عند ابن الهيثم. وكتاب «الزوايا والمقادير» الحاصل على الجائزة معنيٌ بالرياضيات والفلسفة. والزاوية، حسب راشد «مقدار تطبق عليه كل معايير المقادير، التي هي كل العمليات الرياضية المطبقة على المقادير، وعالم الرياضيات الإغريقي إقليدس برهن أن أكبر زاوية هي الزاوية المنفرجة، وأصغر زاوية تقع بين المماس والمحيط. لكن نحن لا نعرف ما مقدار هذه الزاوية، والتي حاول الفلاسفة تفسيرها، وبينهم «ابن سينا»، وبقيت إحدى المشكلات التي تؤرق العلماء، حتى اليوم، و«كتبتُ عنها 800 صفحة» يقول «راشد».

و«اسم الوردة تاريخ الرياضيات والهندسة العربية» عنوان مقالتي عن راشد عام 1997، وفيها قارنتُ بين الاستقصاءات البوليسية في رواية «اسم الوردة» للأديب الإيطالي «أومبرتو إيكو»، واستقصاءات راشد للمخطوطات العربية المتناثرة حول العالم. ودرامية رواية «اسم الوردة» مسلية، ودرامية بحث «راشد» عثوره على نصوص «غائبة» أو «مستترة» أو «مبتورة» أو «مختزلة» غيّرت تاريخ العلوم. والعثور على العالِم البغدادي «ابن سهل» ومخطوطته «في الحرقات» قضى على مسلمات تربط قوانين البصريات بالعالِم الفرنسي ديكارت، الذي جاء بعد «ابن سهل» بسبعة قرون. والدرامية في إعادة «راشد» ترتيب أوراق المخطوطة المبعثرة، لاكتشاف بنية الكتاب، الذي انتزعت منه عشر ورقات، درس فيها «ابن سهل» مرآة القطع المكافئ، والقطع الناقص، و«انتَزَع هذه الأوراق قارئ شغوف بهاتين المرآتين»!

وتاريخ العلوم والفلسفة وردة الحضارة العربية والإسلامية، ومؤلفات «راشد» فيها منبع لا ينضب لإبداع روايات وأفلام شيّقة. سيرة ثلاثة علماء أخوة من أعيان العصر العباسي في بغداد يُدعون باسم أبيهم «بنو موسى»، مادة جاهزة لمسلسل تلفزيوني بمستوى عالمي. «محمد» عالم بالفلك والرياضيات، وأخوه «أحمد» في الميكانيك، والثالث «الحسن» عبقري في الهندسة، فهو «لم يقرأ سوى المقالات الستّ الأولى من (أصول) إقليدس لأنه توصَّلَ وحده إلى النتائج الواردة في المقالات السبع الباقية. ولامَهُ الخليفة المأمون شخصياً على عدم إنجازه لقراءة كتاب أساسي حتى وإن لم يكن بحاجة إلى ذلك». يذكر ذلك «راشد» في كتابه الموسوعي «الرياضيات التحليلية» الصادر في خمسة أجزاء و5 آلاف صفحة بالفرنسية، ولغات عالمية أخرى، بينها العربية.

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.