كـتـاب ألموقع
الحزب الديمقراطي الكوردستاني... أسباب الديمومة والاستمرار// عبدالله جعفر كوفلي
- المجموعة: عبدالله جعفر كوفلي
- تم إنشاءه بتاريخ الأربعاء, 16 آب/أغسطس 2023 21:17
- كتب بواسطة: عبدالله جعفر كوفلي
- الزيارات: 1069
عبدالله جعفر كوفلي
الحزب الديمقراطي الكوردستاني... أسباب الديمومة والاستمرار
عبدالله جعفر كوفلي
باحث أكاديمي
16\8\2023
في البداية نبارك الحزب الديمقراطي الكوردستاني(البارتي) في ذكرى تأسيسه السابع والسبعين قيادةً وتنظيمات وجماهير ونتمنى لهم دوام الموفقية والنجاح ومن نصر إلى نصر.
رُب سائلٍ يسأل، ومن حقه أن يسأل ما هو سر ديمومة هذا الحزب وتجاوزه لكل المعوقات وتحقيقه للمنجزات العديدة والمختلفة وعلى كافة الأصعدة؟ في وقت نرى تأسيس الاحزاب السياسية بات مشهدًا يوميًا بحيث لا يتجاوز أعمار عدد منهم أشهرًا وسنوات ويحملون اسماءا وعناوين جذابة وسرعان ما تختفي من الأنظار بالحل أو الاندماج مع غيره.
نقول ومن باب إيماننا وانطلاقاَ من شعورنا بالمسؤولية تجاه هذا الحزب العريق المتجدد والمتحدي لكل الصعاب ومن واجب الوفاء لدماء الشهداء الذين ضحوا بأنبل ما يملكونه ونضال جميع الكوادر وبيشمةركته ودعم جماهيره الوفي المستعد للوقوف إلى جانبه والعمل تحت رايته بكل إخلاص وتفان، وباختصار شديد نرى من الضروري الجواب على السؤال المطروح من أجل التوضيح بنية الاستفادة وزيادة المعرفة والوقوف على ما يملكه هذا الحزب من مقومات الاستمرار وهي:
• الديمقراطية، التي تعني في أبسط تعاريفها حكم الشعب، أي من الشعب إلى الشعب، منذ تأسيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني جعل من الديمقراطية هدفه الأسمى وأعلن في مؤتمره الأول أنه يناضل من أجل الديمقراطية للعراق وتأمين الحقوق القومية للشعب الكوردستاني، انطلاقاً من إيمانه بأن الشعب العراقي من أقصى شماله إلى أقصى جنوبه لا يمكن أن ينعم بالأمان والأستقرار والحياة السعيدة دون وجود نظام ديمقراطي تعددي قائم على احترام الرأي المخالف وحرية الاحزاب والإعلام والتداول السلمي للسلطة عبر صناديق الاقتراع في أنتخابات نزيهة وشفافة، وأن الواقع المرير لما عانَ منه الشعب العراقي من قتل وحروب ودمار وتهجير وتشريد أثبت وبجدارة أن الأنظمة الحاكمة في العراق منذ تأسيسه وعلى مراحله المختلفة الملكية والجمهورية لم تكن تؤمن بالديمقراطية نظاماً ومنهجا ولا حتى شعاراً لها، وان جعل الديمقراطية هدفًا لهذا الحزب جاء إثباتًا بأن الحزب يستمد قوته من جماهير كوردستان وانه ولد من رحمهم ويناضل من أجل حقوقهم المشروعة.
• القيادة الحكيمة، من دون أدنى شك أن القيادة تلعب دوراً كبيراَ في حياة الأفراد والشعوب وتترك بصماتها في جميع المواقف والأحداث وتكون دورها إيجابياً فيما إذا كانت حكيمة وتملك فكراَ نيراَ ومخلصاَ لمن يأتمرون عليهم وقادرة على قراءة الواقع بشكل سليم. اختيار المرحوم (ملا مصطفى البارزاني) قائداً للحزب لم تأت من فراغ، بل من إيمان جميع أعضاء المؤتمر التأسيسي وقناعتهم التامة بأن البارزاني الخالد يملك من مؤهلات للقيادة منها العزم والشجاعة والعفو وبُعد النظر والصبر والتضحية وعدم اليأس والإحباط والايمان بالله وقضائه وقدره والخبرة السياسية والعسكرية والتواضع، ما لا يملكه غيره، وأنه يكون قادراً على قيادة حزب أسس من أجل بناء إنسان كوردستاني قوي الإرادة والعزيمة ويقف بوجه كل المخططات التي تحاول النيل من هذا الإنسان ويتنزع منه روح المقاومة والفداء ويكون فريسة سهلة للعدو، وكان نٍعم الأختيار والقرار حيث قاد الحزب في أصعب الظروف والمراحل واستطاع قيادة أطول ثورة في تاريخ المعاصر للشعب الكوردستاني وهي ثورة أيلول العظمى وإجبار النظام العراقي للأستجابة لمطالب الشعب المتمثلة بالديمقراطية للعراق والحكم الذاتي للشعب الكوردستاني في أتفاقية 11 آذار عام 1970 التي تعتبر أول وثيقة قانونية تعترف بالحقوق القومية للشعب الكوردستاني، ومن بعد رحيل البارزاني في عام 1979 استطاع الرئيس مسعود البارزاني الأستمرار على نهج والده بحنكته وشجاعته فكان خير خلف لخير سلف ولا يزال يقف شامخاً راسخاً ومدافعاَ شرساً عن حقوق شعبه وفاعلاَ ومؤثراً في أحداث العراق والمنطقة برمتها يفرض بمكانته وجرأته وسرعة بديهيته على الاخرين من الاعداء قبل الاصدقاء هيبته واحترامه وقبول مبادراته ومعالجاته للأزمات، وتملك هذه الأسرة المناضلة من الكفاءات ما لا تحصى والسيد مسرور البارزاني رئيس حكومة الإقليم خير مثال وينتظر من سيادته المزيد والمزيد على خطى سلفه، لقد كان البارتي محظوظاً بقيادة العائلة البارزانية له وتستمد منها القوة والاستمرار.
• القومية هدف وقضية، منذ اليوم الأول لتأسيس الحزب وهو يناضل من أجل الحقوق القومية للشعب الكوردستاني بل كان ولا يزال الوحيد الذي يملك المشروع القومي في الساحة السياسية الكوردستانية، لذا نرى أن الشعب الكوردستاني يرى فيه الأمل والنور والمستقبل ويلتفون من حوله بإيمان قوي، والقوى المعادية يرون في الحزب العدو اللدود ويحيكون المؤامرات ضدها ويحاولون أن يحيدونها من طريقها ولكنهم يحلمون احلام نرجسية وسراب من الخيال، ويقال إذا أرت أن تعرف من هو على الحق فأنظر إلى من توجه إليه السهام، وهذا دليل على سلامة تشخيص هذا الحزب لما يعاني منه الشعب من هضمٍ لحقوقه القومية بفي بوتقة القوميات المجاورة.
• جمع شمل كل أطياف الشعب الكوردستاني تحت خيمته، سبب آخر لديمومة هذا الحزب هو قدرته على جمع شمل كل مكونات الشعب تحت رايته، فكان الكوردي والمسيحي والعربي والتركماني يقفون في صف واحد وعلى طاولة واحدة ويشاركون على قدم المساواة مع بعضهم البعض في قيادة تنظيمات الحزب، وكذلك المسلم والكلدان والسريان والايزيدي والكاكايي وغيرهم يجتمعون في منظمة أو لجنة محلية يعملون كالنمل دون تمييز في الحقوق والواجبات يرسمون لوحة فنية جميلة بجمال ربيع كوردستان وراسخة برسوخ جبالها، وجعل التعايش السلمي بين جميع المكونات أساساً للحياة الآمنة والسعيدة حيث أجتمعت كل الالوان والأفكار والآراء لتخرج بما يصب في الصالح العام وحماية المصالح العليا.
• الإيمان بحقوق المرأءة الكوردستانية، أنطلاقاَ من قناعة الحزب بأن المراءة نصف المجتمع وهي الأم والاخت والزوجة للنصف الآخر وهي القادرة على بناء المجتمعات السليمة ودورها مكمل لدور الرجال، فقد أولى الحزب اهمية كبيرة للمراءة للقيام بدورها والمشاركة في القيادة وصنع القرارات والوقوف في رأس هرم عدد من التنظيمات الحزبية وخاصة بعد تأسيس اتحاد نساء كوردستان في المؤتمر الثالث للحزب في عام 1953 المنعقد في مدينة كركوك قلب كوردستان، لذا نرى بأنها تولت مناصب قيادية ضمن صفوف الحزب وأصبحت لها نسبة ثابتة في الترشيح للأنتخابات العامة أو الحزبية.
• تنظيم جميع الشرائح في منظمات واتحادات ونقابات جماهيرية ومهنية ذات هياكل إدارية في سبيل قيام كل منها بدورها المنشود في نشر الوعي القومي والثقافي ورص الصفوف وإعداد الكوادر والقيادات الكفوءة وتأهيلها للمستقبل، منها منظمات الطلبة والشبيبة واتحاد النساء والعلماء وغيرهم، لإيمان الحزب بأهمية هذه الشرائح في المجتمع وما يقع على عاتقهم من مسؤولية كبيرة في إدارة البلاد، وأنه من باب الضرورة ان يتم تنظيم هذه الفئات ضمن مؤسسات ومنظمات فاعلة ومتخصصة.
من المؤكد أن هناك الكثير من الأسباب الأخرى منها الواقعية في التعامل مع الاحداث والتجدد والحرية وغيرها، ولكن ما ذكرناها نعدها الأسباب الرئيسية للأستمرار والديمومة، نكرر تمنياتنا لهذا الحزب ولمسيرتها النضالية دوام النجاح تحقيق الأهداف حتى اعلان الدولة الكوردستانية.... أتمنى أن أكون وافياً في الجواب على مَن سأل!!!
المتواجون الان
415 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع