اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

الجدار العازل لأقليم كوردستان.. حق قانوني و ضرورة أمنية// عبدالله جعفر كوفلي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

الموقع الفرعي للكاتب

الجدار العازل لأقليم كوردستان.. حق قانوني و ضرورة أمنية

عبدالله جعفر كوفلي

ماجستير قانون دولي

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

الأمن ضرورة وحاجة إنسانية منذ القدم وحاول الانسان توفيره بشتى الوسائل والطرق وسخر جل تفكيره في إختراع وإبداع أساليب جديدة لتأمين حياته ضد الأخطار التي كانت تهدد حياته سواء من بني جنسه او الحيوانات او الطبيعة .

إن إحدى الوسائل التي لجأ اليه الانسان في سبيل حماية حياته وممتلكاته هي بناء الجدران العازلة بينه وبين المناطق الخطرة والساخنة وان اختلفت هذه الجدران في شكلها وهيكلتها ومن حيث كونها مؤقتة او دائمة وإرتفاعها ومواد إنشاءها . وحتماً جنى للإنسان فوائد كبيرة حيث ان تسلل الاشخاص عبر هذه الجدران يكون صعباً وشبه مستحيل إعتماداً على طوله وارتفاعه ونقاط المراقبة وإستخدام التكنولوجيا وكاميرات المتابعة, وان بناء هذه الاسوار فكرة قديمة وخير دليل على ذلك سد يأجوج ومأجوج الذي بناه ذو القرنين لصد شرهم عن أهل البلاد وكذلك (سور الصين) الذي أصبح إحدى المعالم الاثرية ومكّن الصينيون بها من صد الهجمات ناهيك عن الاحتفاظ بأرضهم وتراثهم .

ونتيجة تعدد مصادر التهديد والخطر على حياة البشر وخاصة في القرن الماضي وحتى الآن وتنوعت حيث يستخدم فيها التقدم العلمي والتكنولوجي وشعور الدول والمجتمعات بأن هذه التهديدات سيلحق بهم الاثار السيئة من الدمار والتخريب فأزدادت لجوءها الى بناء الجدران العازلة سواء على المستوى الداخلي أي داخل الدولة الواحدة او الدولي بين الدول خوفاً من تسلل المخربين او تهريب الاسلحة والاعتدة او لوقف الهجرة غير الشرعية .

فبعد الحرب العالمية الثانية تم بناء جدار برلين لفصل الالمانيتين وبقي عارضاً امنياً وسياسياً الى ان تم إنهيار الاتحاد السوفيتي السابق عام (1990) فسقط الجدار ويحتفل الألمان سنوياً بالذكرى . ولم يكن جدار برلين هو الجدار الوحيد في العالم حيث مع اشتداد الصراع الطائفي بين البروتستانت والكاثوليك في ايرلندا عام (1993) لجأ القوات البريطانية الى بناء جدار (بلفاست) من الاسلاك الشائكه وأكياس الرمل بين حييّن من احياء (مدينة بلفاست) , وفي خضم الصراع الدامي في قبرص عام (1963) بين القبارصة الاترك والقبارصة اليونانيين تم الاتفاق على إنشاء جدار عرف بالخط الازرق للفصل بين المجموعة اليونانية و التركية .

وفي أعقاب إنتهاء الحرب الكورية بين عامي (1950 و1953) تم إقامة جدار فاصل بينهما بطول (240) كلم و عرض يصل الى اربعة كيلومترات .

والجدار العازل بين اسرائيل وفلسطين تم بناءه عام (2002) لمنع دخول سكان الضفة الغربية الفلسطينين الى اسرائيل ويبلغ طوله (703) كم وبإرتفاع يتراوح بين 4.5 م الى 9 م

ونتيجة إشتداد الصراعات الأقليمية في منطقة الشرق الأوسط وخاصة بعد ظهور الجماعات الارهابية التي لاتعرف الحدود الدولية والتي اصبحت تهدد الأمن والسلم العالميين لجأت العديد من الدول الى بناء هذه الجدران حماية لأمنها الداخلي من الأخطار وتأتي هذه الخطوة بعد أن تعرضت هذه الدول الى عمليات ارهابية راح ضحيتها العديد من الابرياء والعزل ناهيك عن نتائجها السلبية على المستوى الدولي, ومن هذه الدول تركيا التي ترغب في تشيد المزيد من الجدران على امتداد حدودها مع سوريا لتعزيز أمنها كأجراء أمني وقائي (احترازي) لأكثر من (900 كلم) .

وأخيراً قررت  حكومة تونس بعد تفجيرات سوسة بناء جدار بينها وبين ليبيا بطول (168) كلم ليكون جاهزاً في نهاية العام الحالي وتأتي خطوتها بعد أن كشفت التحقيقات بأن منفذ هجمات سوسة قد تسلل عبر حدودها مع ليبيا ومن هذا يتبين بأن الجدران العازلة إجراء أمني وقائي يلعب دوراً مهماً في حماية الأمن الداخلي لأي بلد على الرغم من التكاليف الباهظة .

وإننا في أقليم كوردستان العراق وفي خضم هذه الصراعات والتطورات وسيطرت داعش على مناطق واسعة من العراق ومعركتنا الحاسمة مع هذه الجماعة الارهابية التي لاتعرف للأنسانية قيمة وبهاءاً ، نحن بأمس الحاجة الى بناء جدار عازل  على حدودنا مع هذه الجماعة الارهابية ليمتدد من خانقين الى شنكال، خاصة بعد ان ثم تحرير (95%) من اراضينا ببسالة وشجاعة قواتنا العسكرية والامنية التي لا تعرف الكلل والملل، لنكون في مأمن من خطورتهم وان هذه الخطوة سيخلف وراءه العديد من الانتقادات من الجهات العراقية ولكنها خطوة في الاتجاه الصحيح لتأمين أمن الأقليم الذي تنكر الحكومة العراقية عن مساعدة الأقليم في حماية أمنها و بموجب النظام الفدرالي والدستور العراقي لعام 2005 القوانين الصادرة فإن الأقليم يملك الحق القانوني والدستوري لحماية أمنه وصد الهجمات بمختلف الوسائل ومنها إقامة الجدار العازل .

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.