اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

العراق بين دولة قائمة او فاشلة// عبدالله جعفر كوفلي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

العراق بين دولة قائمة او فاشلة

عبدالله جعفر كوفلي

ماجستير قانون دولي

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

بين السيد (مسرور البارزانى) مستشار مجلس أمن أقليم كوردستان قبل ايام في لقاء صحفي أن الدولة العراقية هي (دولة فاشلة) مما أثار حفيظة العديد من الاطراف العراقية ووجهوا النقد والاستنكار من قبل المدافعين عن هذه الدولة التي لم تعد لها غير الاسم وفق كل المعايير الدولية, فمن المعلوم ان الاركان الاساسية لقيام أية دولة تكمن في وجود الأقليم (البري – الجوي – البحري) والشعب والحكومة (السيادة) وبفقدان أحدى هذه الاركان تفقد الدولة صفتها الدولية ..

والمتتبع لما يجري في العراق من أحداث وتغيرات ليست بالبعيدة وانما لفترة قليلة سابقة يصل الى قناعة بصحة ماصرح به السيد (مسرور البارزانى) بأن الدولة العراقية لم تعد دولة وفق المعايير الدولية وللأسباب التالية :

1.   ان العراق لا تمتلك السيادة على كامل أراضيها بل أن مساحات واسعة منها لم تبقى تحت سيطرتها وانما بسطت الدولة الارهابية (داعش) نفوذها ولاتستطيع الدولة العراقية ان تحرك ساكناً في تلك المناطق وان (داعش) تقوم باستغلال مواردها البشرية والاقتصادية وفق اجندتها, واسست دولتها على أراضيها ورغم كل المحاولات الحثيثة لم تقدر على استرجاع ما سيطر عليه (داعش) اذاً فإن العراق فقدت ركنيى (الشعب – الاقليم) وأصبحت خارج سيطرتها وهذا الاقليم ببرها وجوها ومياهها, وهذا يعني عدم كمال سيادتها .

2.   ان الحدود الدولية التي رسمت بين العراق وسوريا وفق الاتفاقيات الدولية المبرمة بهذا الشأن لم تعد لها وجود فإن الجماعات الارهابية باتت تتحكم في مسافات طويلة من الحدود وبنت دولتها على الاراضي السورية والعراقية دون أي أعتبار لهذه الحدود اذن فالدولة التي لاتملك زمام السيطرة على حدودها كيف يكون دولة بالمقياس العالمي .

3.   من أركان الدولة وجود شعب على الرغم من الاختلاف في العدد والقومية والدين فالمهم هو عيش الشعب على الأقليم في ظل حكومة على قدم المساواة ودون تمييز, فإن الشعب العراقي بات منقسماً على العديد من الاديان والطوائف والقوميات وتعمل كل منها وفق توجهاتها وتحاول كل واحد اقصاء الاخر بشتى الوسائل, وان المكون السني أصبح في حيرة من أمره بين العيش في ظل داعش أو الخوف من الانتقام الطائفي او النزوح الى مناطق أخرى والعيش تحت أمرّ الظروف واصعبها وترك الوطن رغم ارادته والشعب الكوردستاني في غالبيته لايعتبر نفسه جزءاً من العراق إلا مارحم ربى .

4.   ان الحكومة العراقية لم تعد قادرة على تقديم اقل الخدمات الى الشعب في الجانب الأمني والماء والكهرباء والبلديات بل أصبح المواطن العراقي يتخوف من نشرة الانواء الجوية خاصة عندما يتعلق الامر بهطول الامطار لأن نتائجها باتت معروفة من الفيضانات وغمر البيوت بالمياه وقطع التيار الكهربائي والوفاة بالصدمة الكهربائية وتعطيل الدوام الرسمي ... الخ .

5.   ان الحكومة العراقية لاتملك القرار المستقل في ادارة شؤنها لوجود مراكز قوى عديدة بين ايرانية و أمريكية و أخرى روسية .

6.   ان الدولة العراقية لم تستطيع توفير الأمن لمواطنيها ضد كل التهديدات الداخلية والخارجية بين القتل والاختطاف والتفجيرات والسرقات والسطو المسلح وان اعداد النازحين واللاجئين العراقيين في العالم خير دليل على عدم قدرة العراق في تأمين حياة المواطنين وحماية ممتلكاتهم .

كل هذا والعديد من الملاحظات الاخرى التي اكتفينا بذكرها تعد جواباً شافياً وكافياً على أن العراق لم تعد دولة بالمعايير الدولية, وان بقاء اسمها كدولة تأتي في سياق المصالح الدولية في الوقت الحالي, وان ماصرح به السيد (مسرور البارزانى) جاء مستنداً الى العديد من الحقائق الواقعية وفق الاسس وان تصريحات المدافعين عن دولة العراق تأتي في سياق مصالحهم الضيقة او أنه شر لابد منه . 

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.