اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

من يتهاون بذرة تراب, يتهاون بالوطن كله// عباس طريم

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

من يتهاون بذرة تراب , يتهاون بالوطن كله

عباس طريم

اريزونا

 

تمر الامة العربية بمرحلة حرجة، تتناسب وظروف العجز والتشرذم وعدم الاستقرار التي مرت بها، وجعلتها "كعصف ماكول" فهي في حروب مستمرة ودامية، ومؤامرات تحاك بليل. ونوايا غير صادقة لا تتفق والوحدة التي تسعى اليها في العلن. واليوم تسعى الولايات المتحدة الامريكية الى تقسيم العراق الى ثلاثة مناطق، سنية وشيعية وكردية . تسعى الى تزويدها بالاسلحة من دون الرجوع الى المركز [الدولة] ليظل التناحر الى مالانهاية وتتقطع اوصال الدولة العراقية التي ظلت صامدة كل تلك السنين، وكذالك الى تقسيم سوريا واليمن، وربما دول اخرى غير معلنه، او تنتظر دورها .

ومن الغريب ان جميع الدول تسعى الى التقدم والامساك بحبل التطور والرقي، الا العرب . انشغلوا بخلافاتهم الداخلية والحروب الجانبية، التي انستهم انهم امة واحدة استطاعة ان تروض الدنيا، وتضع بصمتها في ابعد نقطة من العالم، امة كانت تمثل مهد الحضارة، وملتقى العلم والادب . وانها اثرت البشرية بعلومها التي لا تزال تدرس في ارقى الكليات والجامعات الاوربية .

ان الانشغال بهموم الوطن، من المفترض ان يكون من اول اهتماماتنا، وان نسعى الى كل ما من شانه ان يوحد امتنا ويجعلها اكثر مناعة وقوة، وان نتسابق الى توحيد الكلمة وان نضع يدا بيد، وان نوجه سلاحنا .. الى العدو الذي يتربص بنا ويحاول ان يشتت شملنا وينفرد بنا، ليسهل عليه تقطيع اوصالنا وسلب خيراتنا . وعلينا اذا ما اردنا ان نكون ندا قويا لكل من يروم الحاق الاذى بشعوبنا، ان لا نعتمد على الدول في تجهيزنا بالاسلحة التي تصنعها، فتبيعنا ما عفى عليه الزمن، وتترك لنفسها السلاح الفتاك الذي تسيطر به على الدول الضعيفة، التي لا تعرف كيفية تجهز جيوشها، وتنشغل بامور هي ابعد ما يكون الى الاستعداد للمفاجات . ان القوة اليوم هي التي يحسب لها الحساب في مقاييس التقييم، وان من يبقى مستوردا ليس له الخيار في النوعية، فهناك من يضع اشتراطات لبيع الاسلحة ويقيد الطرف الاخر . ولا شك ان المصنع للاسلحة، هو الذي سيبقى المسيطر على طول الخط، ويفرض مبيعاته بالشكل الذي يضمن له عدم استخدامها، الا في ظروف يحددها للمشتري الذي عليه ان يتقيد بها وان لا يخرج من خانة الالتزامات التي يوقع عليها .

وللاسف، ان امتنا امة مستهلكة لكل شيء، وخاصة الاسلحة المتطورة التي من خلالها تقيم قوة الدول ويحسب لها الف حساب، وتكون خارج منظومة الدول المستهدفة، نتيجة المحاذير التي يتوخى تجنبها كل من يضع في حساباته الاقتراب من ترابها، وتهديد امنها الوطني والتخطيط للاطاحة بها، او محاولة تقطيع اوصالها الى قطع صغيرة، ليسهل عليه وعلى غيره .. التهامها وخلق مسببات تجعل مستقبلها محفوف بالمخاطر، وبالحروب المتوقعة في اية لحظة وتبقى ساحة حرب مفتوحة على جميع الاحتمالات لا تعرف اجيالها الراحة، تدمر وتسلب ثرواتها، ويقتل رجالها ويشتت شمهلها في بقاع الارض .

هكذا تريد الدول القوية، ان ترى الدول الضعيفة .. كي تقود زمامها وترمي بها في اتون الحروب التي لا تنتهي، ولا تستطيع ان تخرج منها دون الاستعانة بصاحب القوة والبطش، ليحسب له الفوز بانقاذها.

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.