اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

من جد لم يجد// كريم عبدالله هاشم

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

من جد لم يجد

كريم عبدالله هاشم

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

تربينا جميعنا على ان :

(( من جد وجد ))  و (( من سار على الدرب وصل ))  و (( من طلب العلا سهر الليالي )) .

تمت تحشية أذاننا وشحن عقولنا بهذا المنطق وبهذه (( الفلسفات )) .

ولم نكن متفهمين جدا ونحن صغارا لازلنا نتهجى الخطوط ونقرأ معالم الطرقات التي أمامنا لمايعنيه أسلافنا بوصاياهم هذه برغم حكاوي المساءات الطويلة التي سمعناها منهم بهذا الخصوص ، وقليل جدا منا من تفهم أبعادها ومعانيها ، وانقاد وراءها بحيث أصبحت له منارا يتمسك به وهو يقلب دفاتر القراءة أو الفروض المدرسية .

كان أسلافنا يعون جيدا أبعاد حثهم لنا بهذا الأتجاه لغرض أن يوفروا لنا نصيحة (( صادقة )) وتوجيه مجاني ، عسى أن نتجاوز نحن الأهمال الذي تعمدوه (( هم )) في أيامهم والذي أوصلهم بقدر أو بآخر الى حالة الندم ولوم الذات على مافاتهم وعلى ماضيعوه يوما من نصائح لم يتمعنوا بها جيدا أيام بداياتهم .

لقد كانت الغاية لديهم من وراء نصحنا هو أن : (( نجد . . ونصل الى العلا )) . والعلا لديهم هو : أن يكون لك شأن وأهمية ، ويكون لك قيمة اعتبارية في زمانك ، و(( من خلال ذلك )) يتوفر لك العيش الرغيد الكريم . .

انها غايات وحاجات انسانية بحته ، فيها من الغاية المعنوية والأجتماعية و (( القيمة )) مايطغى على الغاية المادية النفعية . فقد كان أبي وأبيك وأمي وأمك سيسرون كثيرا لو قيل لهم ان ابنهم طبيب يعالج الناس من أمراضهم أو مهندس يحدث ويجدد البلاد أوقائمقام ووجيه يتصدى لحلحلة مشاكل العباد الصغيرة والكبيرة بتفاني ونكران ذات ، أكثر مما كانوا سيسعدون لوقيل لهم ان ابنكم غنيا أو صاحب ثروة .

القليلين منا من توفرت لهم فرصة أن تنطبق عليهم هذه الأمثال (( فوجدوا ، ونالوا العلا )) وفق هذه الأعتبارات ، وذلك بسبب وبحكم (( الأرجوحة )) التي (( نتأرجح )) بها جميعا صعودا ونزولا ، وبحكم ماتخلفه علينا التقلبات و (( عجلات )) الزمن المربوطة بحلقات متصلة تمتد الى ماهو أبعد كثيرا مما كان يتمناه أبي وأبيك وأمي وأمك . هذه (( الأراجيح والدواليب )) التي أدخلتنا في (( اللامفهوم )) ! وفي دوامات العجز والمتاهة .

هذه الأنحناءا والأنكسارات والتقوسات والتقلبات في الأوقات والأزمان هي التي فرضت علينا (( للأسف )) مفاهيمها وفلسفاتها وأمثالها و (( حكمتها العجيبة )) ! وقوانينها .

فقد أصبح اليوم (( الرجل )) ذو الأهمية والشأن والقيمة والأعتبار هو من : (( يخلي بالسلة رقي )) أو من (( يجيب نقش )) أو هو البطل الذي (( مئة قلبة ولاغلبة )) .

رأينا كم من مجد ومكافح وعصامي وساهر ودارس ومتعلم وصاحب شهادة لم يتمكنوا من تحقيق أبسط الغايات التي تليق بهم ، وكم من مثابر وجاد وعامل بكد ومثابرة ، يتعب على نشاطه ومشروعه وخطوته ، و(( فجأة )) تنقلب به المقادير والموازين و(( ينكفيء الفوق تحت والتحت فوق )) .

ورأينا عبر الأزمان ، وسنظل نرى ، كم من خامل وكسول وجاهل لم (( يجد )) أو يكافح كما يجب لكنه قد (( وجد )) ، وكم من امعة وقميء لم يسهر الليالي ولكنه تبوأ أماكن في العلا ، وكم من لص ومنحرف قد واتته فرصة في ظروف منحرفة أو وقعت تحت يده غنيمة ما فتحول بقدرة قادر الى وجيه وكبير يتصدر ركب ما ، ويتحدث عن العدالة والمباديء والقيم والأعراف ويلمع للناس تأريخه المجيد ، و(( يعينه ))  الناس على تجميل وتعظيم صورته لغايات في نفوسهم .

ستستمر هذه السلسلة بالتكرار في ظل مايحصل ، وسيستمر آباؤنا وأمهاتنا يرددون ان من جد وجد ومن طلب العلا سهر الليالي ، لأنهم لن يتخلون عن نشيدهم وحلمهم (( بالعدالة الأجتماعية )) التي يتوجب أن تتحقق ، وهذه العدالة هي (( جزء )) وحلقة من حلقات منظومة كاملة وعادلة من النظم والقوانين والوعي والدساتير التي يجب تحقيقها .

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.