اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

لا تنتخبوا المتأسلمين للأسباب الآتية// عادل نعمان

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

لا تنتخبوا المتأسلمين للأسباب الآتية

عادل نعمان

كاتب وإعلامي مصر

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

سألت شيخاً متديناً تقياً وورعاً: ماذا لو كان المرشحان لمجلس النواب أحدهما متأسلم والآخر فاسد، هل أقاطع الانتخابات؟ أجابنى شيخنا دون أن يعتدل فى جلسته ودون أن يفتح «البخارى» أو «مسلم» وأفتانى: إن كان الأمر كذلك ولم تجد غيرهما فلا حرج عليك أن تختار الفاسد، وهذا أخف الضررين. هذه فتواهم نتجرعها من مئات السنين فلا حرج أن نذيقهم بعضاً مما عملوا.

نعم يا سيدى، ولكن لماذا لا أنتخب السلفيين أو المتأسلمين؟ قال شيخنا: سأجيبك للمرة الأخيرة. ولقد قلت لك مراراً ولم تتعلم، ولُدغت من ذات الجُحر مئات المرات. هذه فرصتك الأخيرة. حذار أن تقع فى شباكهم.

أولاً: الإسلامويون يكذبون وينافقون، فهم لا يؤمنون بالديمقراطية لأنها كفر بواح، وجبت التوبة ممن مارسها مرشحاً كان أو ناخباً. حكمها كالدم والميتة ولحم الخنزير يأكلها من أشرف على الهلاك، فإذا أكلوها ووصلوا إلى سدة الحكم كشروا عن أنيابهم المفترسة وغرسوا أظافرهم فى لحم العباد، ومثّلوا بهم كما يمثل الدواعش بأهلنا فى العراق. شرعُ هؤلاء يبيح لهم هذا. المعاريض والتقية وسيلتهما ومندوحتهما للكذب والنفاق. الرسول رخّص للمسلمين الكذب فترة الاستضعاف هروباً من بطش أعدائهم. وحين اشتد عودهم فى المدينة نُسخ ذلك بآيات السيف، ولا يحق للمسلم الكذب بعدها. ابن الخطاب عمر يُبطل العمل بنص قرآنى واضح، وهو المؤلفة قلوبهم فى الزكاة، وحجته: أصبحنا أهل قوة ولسنا أهل ضعف ولم نعد بحاجة إليهم، فكيف بعد القوة يجيز السلفيون لأنفسهم الكذب على أنهم أهل ضعف؟ من يكذب عليك فى الوسيلة يكذب عليك عند الهدف.

ثانياً: الإسلامويون ليسوا أهل سياسة وليسوا أهل حكم، فالدين ثابت والسياسة فن الممكن. الدين أحكامه راسخة (توقيفية) والسياسة تتحرك مع المصلحة، تحكمها برجماتية مرنة طيّعة تخرج وتدخل من كل الأبواب. الدين لا يحكم فى الأمور إلا بحلالها وحرامها، أما السياسة فالربح والخسارة والمصلحة والمواءمات أساس اتخاذ القرار. الدين لا يقف على الحياد، إما مع أو ضد، والسياسة تكون «مع» فى الصباح، و«ضد» فى المساء، وعلى الحياد عند الظهيرة. الدين لا يعترف بالأديان الأخرى ويحاربها ويضيق عليها الطريق حتى تسلك أضيقه، والسياسة تقف على مسافة واحدة من كل الأديان. الدين يفرق بين المواطنين على أساس العقيدة، والسياسة تلتزم بالقانون الذى لا يميز بين المواطنين على أساس عرقى أو طائفى، والجميع لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات. فكيف يكون المواطن فى بلده من الدرجة الثانية على أساس دينه ومعتقده ونأمن على الوطن من حرب طائفية لا محالة.

 

ثالثاً: الإسلامويون ليس لهم خطة علمية للمستقبل للنهوض بالأمة أو الاندماج مع حضارات العالم، بل كل همهم الصدام الدائم مع العلم والحضارات الأخرى، والعودة بنا إلى الماضى تحت دعاوى (عمومية اللفظ) فيعيشون خارج الزمان. فتاوى رضاعة الكبير، أو زواج الرضيعة، وتحصيل الجزية، والبحث عن تنمية موارد الدولة عن طريق غزو الدول وسبى النساء والغلمان، وفتح أسواق النخاسة لبيع العبيد، وبدلاً من فتح بورصة للأوراق المالية لتداول الأسهم والسندات نفتح بورصة لبيع النساء، وتحدد أسعارهن على أساس ما تزنه المرأة من لحم ومن أنوثة، ومدى حسنها وجمالها وزرقة عينيها. تارك الصلاة يُستتاب ويُقتل. قتال الكافرين فرض عين على كل مسلم. جواز سرقة أموال غير المسلمين والاستعانة بها على الجهاد، وغيره كثير لم يعد صالحاً بل متصادم مع البشرية. وهذا ما أخشاه عليكم، أن تعيشوا فى الظلام وتصطدموا مع العالم. ولا أدرى كيف يتركك العالم تغزوه وتسبى أولاده وتبيعهم فى سوق النخاسة؟ أى هبل وخبل هذا. فكيف تسمح أنت وغيرك لهؤلاء بأن يمارسوا العمل النيابى بما فيه من مهام تستوجب الأخذ بالعلم والتعاون مع العالم وهم فى صدام دائم معهما؟

رابعاً: الإسلامويون عيونهم ليست على الوطن، فهو حفنة من التراب النجس كما يقولون. وجهتهم هى الوهابية ممولهم وأسيادهم. المواطنة عندهم زواج غير شرعى كزواج المسلمة من المسيحى. للمرأة عندهم أكلها وشرابها مقابل الاستمتاع بها وقضاء شهوة الرجال، فإذا كبرت أو مرضت وتعذّر عليها إمتاع الرجل سقط حقها فى الأكل والشراب والعلاج والكفن (وغير هذا كثير). ستقول ليس فى حديثهم هذا الآن، فالمرأة والمسيحيون على قوائمهم. قلت لك كل هذا ميتة ولحم خنزير وتقية ومعاريض حتى إذا وصلوا ستسمعون وتعيشون العذاب كما يعيشه أهل الخلافة الآن.

رابعاً: الإسلامويون يرشون الناخبين، ولعن الله الراشى والمرتشى، واعلم أن من يشتريك حين تستيقظ صباحاً يبيعك حين تنام مساء. ومن دفع فيك جنيهاً واحداً حصّله من جيبك آلافاً. إياك أن تقول إنهم يستخدمون وسيلة غيرهم وهم أصحاب حق مثلهم. أقول لك: مسموح منهم إذا كان شعارهم ليس شعاراً إسلامياً، أما لو كان هدفهم إعلاء كلمة الله ومنهجهم منهج الله فلا طريق إلى الله سوى الصدق والشرف. إن الله لا يقبل إلا طيباً.

أخيراً: لماذا فضلت الفاسد على هؤلاء؟ أجيبك: الفاسد ليس فيه كل ما سبق، ويمكن تقويمه، أما هؤلاء فلا تقويم ولا إصلاح يُرجى منهم، وأخيراً فساده فساد مال، وهؤلاء فسادهم فساد عقل وتخلف أمة.

فى جعبتى الكثير، لكنى أقول لك: راجع تاريخهم جيداً. لقد باعوا مبارك لصالح الإخوان، وباعوا الإخوان لصالح المناصب والمكاسب، أيّدوا الدستور فى العلن وقاطعوه فى الخفاء، أيّدوا السيسى جهرا وأبطلوا أصواتهم سراً. لا تنخدع فيهم، يتحدثون معكم الآن لغة ناعمة هادئة رقيقة، لكنهم إذا تمكنوا منكم يسومونكم سوء العذاب. يا مغيث أغثنا منهم

 

 

"الوطن" المصرية

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.