كـتـاب ألموقع

«أولاند»: إرهاب خارجى بتواطؤ داخلى.. أخجلتنا!// عادل نعمان

• 

تقييم المستخدم:  / 0

سيئجيد 

المجموعة: عادل نعمان

تم إنشاءه بتاريخ الجمعة, 20 تشرين2/نوفمبر 2015 10:47

كتب بواسطة: عادل نعمان

الزيارات: 1778

الموقع الفرعي للكاتب

«أولاند»: إرهاب خارجى بتواطؤ داخلى.. أخجلتنا!

عادل نعمان

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

صدقت يا سيد أولاند (رئيس فرنسا) فى قولك عن غزوة باريس: «ما حصل عمل حربى، ارتكبه (داعش)، دبّروه خارج البلاد، تم تنفيذه بتواطؤ داخلى»، قلت ما نخشى قوله، وصرّحت بما نعرفه عن أنفسنا وما نخفيه عن الناس، وأصبت كبد الحقيقة التى تعوّدنا على إنكارها. كشفنا أكبادنا لتلقى طعنات الغدر حتى من أبنائنا. كشفت عن وجهك بجرأة، لتصارح شعبك، وأخفينا، وما زلنا، وجوهنا استحياءً وخجلاً. أعلنت لشعبك الحقيقة منذ اللحظة الأولى، وماطلنا وسوّفنا وأنكرناها.

«تواطؤ داخلى من بنى جلدتك».. نعم، أحييك على شجاعتك. لم تتستر على تواطؤ أو فساد أو إهمال. نحن يا سيد أولاند فى بلادنا ندافع عن المتواطئين والفاسدين والمهملين، حتى لا يطال الحساب كبار المسئولين، فأمن صغارهم العقاب، واستشرى الإرهاب وحصد أرواح الأبرياء والمظلومين. يا سيد أولاند: أنت صح وإحنا غلط. أنت تضع يدك على الوجيعة ونحن نداريها عن طبيبنا المعالج. أنت تكشف عن الخطأ لتصحيح المعوج، ونحن نغطيه بأيدينا، ليزداد اعوجاجاً. أنت تصدم شعبك بحقيقته حتى يفيق وينتبه، ونحن نُقسم أننا شعب برىء وعظيم وأعرق شعوب الأرض قاطبة، وليس منا فاسد أو متواطئ أو مرتشٍ، حتى صدّق الفاسد نفسه أنه شريف وأمين، واقتنع المهمل المتكاسل بأنه المنتبه والملتزم الأوحد. شعبك يوافقك ويؤيدك على إجراءاتك الصارمة من سحب جنسية المتآمرين، واعتقالات ومداهمات لمنازل المتورطين واعتقال أسر المطلوبين، إذا كان أبناؤهم من الهاربين أو الفارين، دون اكتراث أو اهتمام بجماعات حقوقية. تحكمك مصلحة وأمن وطنك. ونحن ترتعش أيدينا وتتهدد بعد كل حادث إرهابى يحصد العشرات، خوفاً من اتهام العالم بخرق حقوق الإنسان، ورعباً من دكاكينه الحقوقية، فتكرر بذات الوجوه وذات الأسماء. تعلن صراحة، دون خجل أن الأسلحة التى استخدمها الإرهابيون فى الغزوة تم تهريبها من مخازن أسلحة دولتك، ونحن ما زلنا نرفض فكرة أن مرتشياً فاسداً ساعد أو عاون أحد الإرهابيين فى نقل قنبلة داخل الطائرة الروسية المنكوبة. نعم هناك تواطؤ داخلى عندنا مهما كانت نتيجة التحقيق فى سقوط الطائرة، سواء كان سقوطها عملاً إرهابياً أو غير إرهابى. هذا التواطؤ هو الإهمال والتسيُّب فى مطاراتنا، فإن لم يكن ما سبق إرهاباً سيكون القادم هو الإرهاب بعينه والأسوأ منه. كل العمليات الإرهابية فى كل دول العالم لا تتم إلا بتواطؤ داخلى. الإهمال والفوضى أشد منه بأساً ودماراً، وهو القاسم الأكبر فى تنفيذ معظم العمليات الإرهابية داخل مصر. أكمنة وزارة الداخلية الثابتة فى طول البلاد وعرضها. حراسة المنشآت الحيوية والمطارات والبنوك والوزارات والمحاكم والمسارح والكنائس المهدّدة ليل نهار والمتاحف والمعابد والأماكن السياحية والأقسام والمراكز، تتجلى فيها كل صور الفوضى والعشوائية والملل والإهمال. يتفوق فى صورته ورداءته التى نراها على التواطؤ والخيانة فى أقذر وأبشع صورها. المجاملات على حساب الحقيقة وصدق التعامل بأمانة مع كل الحوادث، وعلى حساب من مات وقُتل غدراً، يدعو إلى الخجل من أنفسنا واليأس من الإصلاح. وزير الطيران المدنى يقوم بترقية السيد اللواء مدير مطار شرم الشيخ وينقله إلى ديوان عام الوزارة دون تحقيق داخلى فى الأمر أو انتظار نتائج التحقيق؟ وكأن مسئولية ما حدث ليست فى عهدته، وأرواح من ماتوا ليست فى رقبته. هل يمكن أن يتصور عاقل أن يُقال محافظ الإسكندرية عن إهمال ليس مسئولاً عنه كله، ويُترك محافظ جنوب سيناء الذى وقعت الكارثة فى عهده، وهو المسئول الأول عنها؟.. ألم يكن أجدى لدولة تحترم نفسها وصادقة مع شعبها وقف كل قيادات المحافظة والمطار لحين الانتهاء من التحقيقات الداخلية، حتى نطمئن إلى نزاهة الإجراءات وعرض الحقيقة كاملة على الشعب؟ ألم يكن من الإنصاف إقالة السادة اللواءات السبعة، رؤساء أحياء الإسكندرية بعد أحداث السيول والدمار التى لحقتها، كما أقالوا محافظها؟. قولوا لنا كيف تديرون دولتنا؟، فهى ليست عزبة جاءت من نصيبكم. تقيلون المدنيين ويظل السادة اللواءات فى أماكنهم، وهم شركاء فى الخطأ، إن لم يكونوا على قمته. أنت يا سيد أولاند تحترم شعبك وغيرك لا يحترمنا. اطلبوا من العالم المساعدة دون كبر زائف وافتحوا الباب للشركات الدولية المتخصصة فى إدارة أمن الموانئ والمطارات، فلستم أهلاً لذلك، وليس عيباً.

لك الله يا مصر من الفاسدين والمهملين، فهم والمتواطئون سواء.

• < السابق
• التالي >