اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

رايحة فين يا بلدى؟// عادل نعمان

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

رايحة فين يا بلدى؟

عادل نعمان

مصر

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

استوقفنا رجل بسيط المظهر، حلو الحديث، رقيق التساؤل. سألنا سؤالاً حيرنى أنا ورفاقى، ممن يطلقون عليهم فى مقاهى السياسة «خبراء سياسة»، البلد رايحة على فين يا أساتذة؟. فى جلستنا حاولنا البحث له عن إجابة شافية ورأى واحد يغنيه عن سؤال الغير. البلد رايحة على فين؟ هل نستطيع؟

قال أولنا: البلد رايحة إلى خير أفضل مما كانت. استعجال الخير أمر ليس فى محله. الهدم فى عشرات السنين يحتاج إلى بعضها للبناء. الارتباك الذى تعيشه دولتنا وخضوعها لابتزاز أبنائها عن سوء نية أو حسنها، أمر مربك، لكنه لن يدوم، نحتاج إلى قليل من الوقت حتى يشتد ساعدها وتستقيم عزيمتها، عندها ستقف الدولة شامخة تملى إرادة الأمة على الجميع، وتغلب مصالح الشعب على كل صور الابتزاز. التجاوزات التى تعكر صفو الطريق، وتشتت وحدته أمر مقبول أثناء التحولات الثورية، ستزول فى القريب. كل ثورات العالم لها ضحاياها وتداعياتها وتجارها والمفسدون فيها، مع الحراك الثورى سيزول كل هؤلاء ويمكث الصالح فى الأرض حتماً. سأقول لصاحب السؤال اطمئن نحن على طريق الخير.

قال ثانينا: هذا كلام إعلام المستفيدين من الثورات، وأصحاب اللون الرمادى والعاجزين عن تحقيق أحلام الشعوب فى الحرية والعدالة والمساواة فى أبسط صورها. البلد رايحة إلى أسوأ مما كانت فيه. فنحن لسنا كما كنا، بل أسوأ كثيراً. والكتاب يُقرأ من عنوانه. شباب الثورتين فى السجون. العقلاء والمفكرون والإصلاحيون تركوها. الانتهازيون يجنون ثمار الثورتين. رجال الأعمال الذين نهبوا ثرواتها يلتفون من بعيد حول الرئيس. النظام فى وادٍ والشعب فى آخر. مشروعات عملاقة ليس أوانها، لا يمكن أن يفكر الأب فى بناء قصر منيف فى وادٍ، وبيته متهالك مهدّد بالانهيار على أبنائه فى وادٍ آخر. الصحة والتعليم والثقافة وغيرها من احتياجات الناس التى تأتى فى المقدمة أَولى من كل هذا.. الاختيارات الفاشلة والهشة والفاسدة غالبة فى قرارات التغيير. التغيير الفاشل الفاسد دون رؤية أو تخطيط، نتائجه مزيد من الفشل ومزيد من الفساد. لا تهمنى النتائج بقدر ما يهمنى حُسن اختيار الطريق. سأقول لصاحب السؤال لا تطمئن، نحن فى طريق أسوأ مما كنا.

قال ثالثنا: الطريق إلى الصالح أو إلى السيئ يحكمه قرار الرئيس وليس نواياه. فليس الطريق هو الأفضل، وليس كل الركب على الحق، وليس رئيسنا على علم بنوايا أصحاب الطريق والمسير. ولن يغنيه يوماً عدم علمه. فسلطانه أوسع فى المعرفة، ولا عذر له أنه لم يمده بطول البلاد وعرضها. ألم يسمع يوماً أن فى السجون مظلوماً واحداً يستوجب استدعاء وزيره ليسأله، فربما قد أخفى عنه دون سؤال. أولم يسمع معترضاً عن أوان مشروعاته وأولوياتها فيستدعى الخبراء المؤيدين والمعترضين، فينجلى الأمر أمامنا، فربما أسرف أحدهم فى الآمال. الطريق ووعورته يحتاج إلى صدق الصاحب وبطانة الحق والرأى الرشيد، عندها سيكون الطريق هو الأفضل، وكل ركابه على الحق..

 

قررنا الثلاثة أن نخرج على الرجل فى موعده بالإجابة، ولما كان الاتفاق عليها أمراً صعباً، قلنا فليُسمعه كل منا إجابته وعليه حسن الاختيار.. أولنا رمى الإجابة ومضى إلى حال سبيله. والثانى قالها وانتظر يسمع رأى صاحبنا. والثالث، وهو أنا، قلت له إجابتى، استوقفنى وقال لى معك حق، الأمر بيد الرئيس، لكن لا يكفينا منه حسن النوايا، بل حسن الأداء، وأوانه، وحسن الاختيار. وأزيدك وحسن القرب. قلت له ماذا تقصد بحسن القرب؟ أجابنى: حسن الجوار. هناك الكثيرون يحاولون الفوز بجواره، ويتمدّدون من حوله، يواكبونه فى سفراته وترحاله، محسوبون عليه!! قلت لصاحبى لماذا سألتنا وعندك ما عندنا، بل أكثر منه. قال: كنت أظن أن عندكم ما هو أفضل منى.

ثلاثتنا بين متفائل مفرط فى تفاؤله، مؤيد على طول الخط، قد يكون خائفاً من البديل وسوء العواقب. وثانينا مفرط فى التشاؤم قد يُخفى عنا تعاطفه مع الإخوان، أو هو منهم، وربما أمنيته فى الفشل غالبة عليه. والثالث الذى يرى أن الأمر بين بين، أو بين منزلتين، أو قل بين كفتين، كلتاهما فى يد الرئيس حتى الآن. فإما أن يميل بالميزان ناحية الصواب، أو يتركه للغير يميلون به ناحية الخطأ. ما زلنا فى أول الطريق وبداياته. إذا أحسن الرئيس الجوار والاختيار وسأل أهل الخبرة عن درب الطريق كانت الأمة فى طريق الخير. يا رب يسمع.

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.