اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

قراراتنا ليست انتصاراً للحق بل إكراه بالباطل// عادل نعمان

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

قراراتنا ليست انتصاراً للحق بل إكراه بالباطل

عادل نعمان

مصر

 عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

أوبر وكريم شركتان فى مصر ودول كثيرة، توفران وسيلة مواصلات لائقة وآمنة وبقيمة محددة سلفاً، دون ابتزاز أو إسفاف، يأمن فيها المواطن على نفسه وعلى أبنائه فى انتقالهم بحرية وأمان والتزام من المدرسة أو النادى، سواء كان بسياراتهم، أو بسيارات مواطنين يتوقون لزيادة دخولهم بأسلوب شريف ومتحضر، فلما انصرف بعض الناس عن التاكسى الأبيض ثار أصحابه وأغلقوا الطرق وشلوا حركة المواصلات، وطالبوا الدولة بالتصدى لمحاولة قطع أرزاقهم كما يدعون، ولم تنتبه الدولة وأصحاب التاكسى إلى أن الدافع الرئيسى الذى دفع المواطنين إلى استخدام هذه الوسيلة المناسبة كبديل عنهم هو عيب فيهم وميزة فى الشركات الأخرى، وأن الأرزاق التى يخافون من قطعها هم أنفسهم السبب فى قطعها وليس غيرهم، نتيجة سوء معاملتهم، وحتى لو نجحوا فى ابتزاز الدولة لوقف نشاط الشركات المنافسة فليس انتصاراً لحق، ولكنه إكراه للدولة بالباطل، الأعجب وللأسف أن الدولة استجابت للباطل وسارع رجال المرور إلى التربص بسيارات الشركتين ومطاردتهما فى الشوارع من أمناء الشرطة، الذين يستخدمون نفس البلطجة وابتزاز الدولة بالإكراه وبالباطل أيضاً، وطالت المطاردة ركابهما معاً، دون النظر لعواقب هذا الأمر وتداعياته، صور الابتزاز واحدة ومتفق عليها بين كل الأطراف التى تمارسها، وتنتقل حرفياً من فصيل إلى آخر، وتؤدى إلى نفس النتائج، ويعلمون أن الدولة تستجيب إما طوعاً أو كرهاً لابتزازهم، منها حبس المثقفين فى السجون، وحبس الأطفال المسيحيين الأربعة بتهمة ازدراء الأديان، وهو دليل على أن دولتنا السلفية تستجيب لبلطجة السلفيين وابتزازهم فى تخويف وإرهاب أصحاب الفكر والرأى والتجديد والتنوير، ولا يهم الدولة نظرة العالم والمنظمات الحقوقية العالمية فى تصنيفها دولة تحارب حرية الفكر والرأى والعقيدة والإبداع، وتقف مع السلفيين فى خندق واحد مناهضة للحرية، ومؤيدة لها على الإغلاق والتهميش والمطاردة والتربص لزلات اللسان.ومنها أيضاً استجابة الدولة لابتزاز طالبات مدرسة ثانوية ببنى مزار وبتوجيه من قيادات مديرية التعليم بالمحافظة واستبعدوا من إدارة المدرسة ناظرة مسيحية كان قد صدر لها قرار بترقيتها.

 

ثمة شبه كبير وطعم ومذاق واحد بين كل أمور البلطجة السابقة وما حدث للمستشار أحمد الزند وزير العدل، الذى كانت له مواجهة صريحة مع الإخوان والإرهاب، ولم تغفر له مواقفه زلة لسانه كما قال، وإذا كان ما قاله المستشار الزند ازدراء أديان يستوجب المساءلة، فيستوجب الأمر إذاً مساءلة الملايين من المصريين فى شوارعنا وبيوتنا يقولون ما زل به لسانه، جهاراً نهاراً على مسمع من خلق الله، ومع ذلك فالرجل ردها واعتذر عنها لحظتها، على الرغم من أن الكلمة لم تكن معرفة لنبى بعينه بل كانت لنبى كل الأديان وكان أولى لكل أصحاب الأديان السماوية حق مساءلته عن ازدراء أنبيائهم، واشتعلت حرب البلطجة والابتزاز على الرجل، وخضعت دولتنا الهشة لابتزاز ميليشيات «فيس بوك» الذى أصبح الغرفة التى تدار منها مصر، وتستجيب الدولة للأسف وهى تعلم علم اليقين أنها موجهة توجيهاً إما مغرضاً أو جاهلاً، ولو كان الرجل قد أقيل فى غير ذلك لكان أولى وأشرف من زلة اللسان بكثير، فلا يصح أن يحاسب عن زلة لسانه بل كان الأوجب إقالته حين استخدم فى كثير فائض قوته، فى تهديد خصومه حتى لو كانوا من الإخوان، أو توعده الصحفيين بالحبس إذا صدر عليهم حكم، وفى هذا توجيه للقضاء واستباق للحكم، أو مبالغته فى النيل من آلاف الإخوان ثمناً لشهادة جندى من الجيش أو الشرطة بأيديهم، وهو وزير عدل بين كل الأطراف المتخاصمين وحتى المتقاتلين منهم، فميزان العدل فى يديه يساوى به بين الجميع، وللأسف لم تقم الدنيا فى تصريحاته المخالفة للقانون والدستور، التى لا يقبل فيها الاعتذار، بل قامت الدنيا فى زلة لسان يقبل فيها الاعتذار، ورضخت الدولة وابتزها أصحاب الهوى وأقيل الرجل من منصبه بالباطل وليس بالحق، كيف لدولة عاقلة رشيدة يكون معيار الحكم على المسئول زلة لسانه وليس عمله، أو ما يحشده أصحاب الهوى والغرض من بلطجة وعنصرية، أو من يحملون زوراً وبهتاناً لواء الدفاع عن الدين وهم عنه ببعيد.

 

كل الطرق إلى بلادى قد أصابها الضعف والوهن، يجول فيها ويصول كل قطاع الطرق، يختبئون خلف الأطلال، يتصيدون كل من خرج أو دخل، يتربصون لكل قول أو فعل، ويزينون للناس سوء أفعالهم وأعمالهم ويحاسبون الناس على جرم يتزينون بفعله ليل نهار، تسمعهم فى شكواهم فيرق لهم جناحك، وتحكم لهم وهم شهود زور، يسرعون ويهرولون الخطى إلى المساجد وتحسب لهم التقوى ألف حساب ويتركونها على الأبواب، يرفعون أيديهم فى الصلاة يطلبون الستر ويفضحون غيرهم، يتباهون بالشرف ويخلعونه على الأعتاب.

 

من ذا الذى يحرك الأيدى التى تغدر بنا وتزيح عنا رفقة الطريق؟ من ذا الذى يشوه كل صور الجمال فى لوحاتنا برسم مشوه قبيح؟ من ذا الذى يترك المخطئ يتمادى فى غيه دون لوم أو تنبيه من أول الطريق حتى يصبح العبء علينا وعليه ثقيلاً؟ من ذا الذى يستجيب لبلطجة هؤلاء وكأنها على هواه حتى ينفض من حولنا الجميع؟ هل تأكل الثورات أبناءها بالباطل، أم نسكت على الباطل حتى يظن أهله أنهم على الحق؟

 

 

"الوطن" المصرية

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.