اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

الاغتيال السياسى من الجن حتى باب المسجد// عادل نعمان

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

الاغتيال السياسى من الجن حتى باب المسجد

عادل نعمان

مصر

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

(قتلته الجن وهو يبول على حجر تسكنه، فخرج سهم إلى قلبه أرداه قتيلاً)، هكذا قالت كتب التراث عن مقتل سعد بن عبادة سيد الخزرج، الجن هللت لقتله، وأنشدت شعرها: (قَتَلْنَا سَيِّدَ الْخَزْرَجِ سَعْدَ بن عبادة، رميناه بسهمين فلم نخط فؤاده) يتباهى الجن أنه لم يخطئ قلبه من رمحين، ومن غيرك أيها الجن يصيب الهدفا، فلم تكن بحاجة إلى رمحين لقتله، وصاحبنا الضعيف المسكين تراه ولا يراك، وكان يكفيه منك صرخة واحدة حتى يحفر قبره بنفسه راضياً. توهمت العرب أن سعداً أرق مضاجع الجن، وأهان مقامها السامى، وحط من قدرها حين بال عليها، فقتلوه، ولم نسمع أن الجن قتلت غير سعد ممن يبولون على الحجر من مئات السنين، اللهم إذا كانت الجن قد اتخذت هذا الحجر مأوى لها، وهو الذى بال عليه سعداً، وكان حظ سعد تعساً دون كل من بال على حجر!!. الجن تغتال المعارضين وتبيد الخارجين، ولا تفتك بالظالمين، وتهلك من ينقض بيعته، كثير من العرب لم تصدق هذه الرواية الغريبة واعتبرت أن مقتل سعد بن عبادة أول حادث اغتيال سياسى فى الإسلام، وكان التخلص منه لضرورة فرضتها أصول الحكم. والقصة باختصار أن سعداً أول من بايع النبى محمداً من أهل المدينة فى بيعة العقبة الكبرى، وأول من عاون المهاجرين حين حطت أقدامهم أرضها، ففتح بيوت قومه لهم، واقتسموا لقمة العيش والمال والبيت، وأعان محمداً هو وقبيلته وساعدوه وناصروه، ولما مات النبى محمداً وانتقل إلى ربه، بايعه أهله من الخزرج خليفة وحاكماً، على أنه أولى من المهاجرين، فهو سيد الخزرج، والمدينة أصلهم وموطنهم، ولا يصح أن يتولى أمرهم بعد الرسول غريب عنهم، إلا أن ما حدث فى سقيفة بنى ساعدة معلوم للمسلمين، فقد رفض سعد بيعة أبى بكر، ومن بعده رفض بيعة عمر، وترك المدينة فى عهده ورحل إلى أخواله فى الشام، وقتل كما قالوا. الكثير لا يقرون بهذا، ولا يعترفون بقتل الجن له ويقرون أن يداً اغتالته.

 

الاغتيال فى تاريخنا مندوحة، وطريق سهل وميسور للتخلص من الخصوم، يكفى فيه النية والعزيمة وخنجر مسموم وانتظار الضحية إما على حجر يبول عليه، ويكون موته خرافة من خرافات أساطيرنا الواهية، أو انتظاره على باب المسجد ويكون موته شرعاً وحلالاً ويؤجر قاتله. لا فرق بين قتيل الجن أو قتيل الفتوى، فكلاهما خرافة يصعب تصديقها، فلا الجن بقاتلة سعداً ولا الله بقاتل عبده. القتل لا يمنع القاتل من الصلاة، تقول كتب السيرة إن الخوارج الذين قرروا قتل على بن أبى طالب ومعاوية بن أبى سفيان وعمرو بن العاص، اعتكفوا شهراً فى المسجد الحرام بمكة، وأدوا العمرة وطافوا حول الكعبة أشواطها السبعة، وافترقوا على عهد الله لتنفيذ مهمة قتل الثلاثة عند صلاة الفجر، فريق اتجه إلى الكوفة، مقر الخليفة على بن أبى طالب، وفريق اتجه إلى الشام، مقر الخليفة معاوية بن أبى سفيان، وتابعه عمرو بن العاص. سقط الخليفة الأول فى الفخ، فحين أمّ الناس للصلاة، وكبر «الله أكبر» تكبيرة الصلاة، كبّر القتلة: «الله أكبر» تكبيرة الذبح الحرام. ونجا الخليفة الثانى ولم يقع فى الفخ هو وتابعه عمرو. قالت العرب: أخبرت الجن معاوية وتابعه عمرو بموعد قتلهما فتخلفا عن صلاة الفجر، ولم تخبر الجن علياً بمقتله!!. وقال بعضهم أصابتهما الجن بمرض لليلة واحدة فتخلفا عن الصلاة ونجوا من الموت، ولم تصب علياً بمرضهما. على باب المسجد فى مدينة أكتوبر كان لقاء الشيخ على جمعة مع الاغتيال، شيخنا الجليل لم يصبه الدور، أو أخطأته رماح الجن، أو صفقة بين خنجر على، وجن بن عبادة لم تتم، أو تكبيرة للخوارج لم تقم لها صلاة. يا شيخنا ما زالوا فى انتظارك على باب المسجد، أو على حجر تسكنه الجن فى طريقك إليه، ما زالت رصاصة الشيخ الذهبى وفرج فودة فى جيوبهم، وما زال خنجر محفوظ فى غمدهم. لا فرق بين الإنس والجن، فكلاهما يستخدم نفس السلاح فمرسلهما واحد، تراث يخشى من البول على حجر. يا شيخنا لست ببعيد عن الشيخ الذهبى، فلم يحمل سلاحاً وحمل قلماً، جادلهم بالحسنى، فقتلوه، فلما قالوا: (من لم ينضم إليهم ويبايع زعيمهم خليفة للمسلمين، فهو كافر حتى ولو كان هذا المسلم يؤدى كل ما عليه من طاعات ويتجنب المعاصى والآثام). وحين رد عليهم (المجمع عليه من أهل الإسلام أن الذى يعصم ماله ودمه بالشهادتين فهو المسلم، وأن من قال لا إله إلا الله وكان فى قلبه مثقال ذرة من خير ليس مشركاً، ولا كافراً) اختطفوه من بيته، وقتلوه فإذا كان ما قاله أسهل وأخف عن قولك عنهم وقتلوه، فما بالك بمن قال عنهم (خوارج العصر، وإنهم شر الخلق والخليقة رغم أنهم من حملة القرآن، وطوبى لمن قتلهم وقتلوه، هؤلاء يُدعون لكتاب الله وليسوا منه، رايتهم سيفان بينهما كتاب الله، وليسوا منه فى شىء، وهى جماعة مارقة سرقت جماعة المسلمين) فلا تنتظر منهم أو من الجن خيراً. أرأيت يا شيخنا، كيف أنهم فى التراث يقتلون من يقول له لا، ويقتلون من يقول عنه نعم!!. دعها يا شيخنا تسير وحين يتغلب عليك أحدهما جناً أو فتوى، فلا تبتئس. سلمت حين قلت له نعم، وسلمنا حين قلنا له لا!! وخاب مسعاهم، والسلامة لمن قال نعم، ولمن قال لا.

 

 

"الوطن" المصرية

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.