اخر الاخبار:
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

نقطة نظام.. يا داخلية// عادل نعمان

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

نقطة نظام.. يا داخلية

عادل نعمان

مصر

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

أصبحت على يقين أن الأمن السياسى، وتأمين النظام وحمايته والحفاظ على بقائه يأتى فى مقدمة واهتمامات وأولويات وزارة الداخلية، ويأتى فى مؤخرة اهتماماتها تحقيق الأمن الجنائى، والاقتصادى، وتأمين حياة الناس ومقدراتهم وممتلكاتهم من عتاة الإجرام الذين يسيطرون على الشارع المصرى فى تحد سافر للقانون، وحوادث السرقة بالإكراه ليلاً ونهاراً على الطرق العمومية والفرعية فى تعدٍ سافل على الأعراف، وحالات التحرش الجنسى المهين والمذل لنسائنا فى سفالة ووضاعة دون رادع أو وازع، وحوادث المرور المدمرة، حتى أصبحنا نحتل المراكز الأولى على مستوى العالم فى حوادث الطرق وعدد القتلى والمصابين، وتحتل مدننا مركزاً متقدماً فى فوضى الشوارع والتلوث البيئى والسمعى والبصرى وحالات التحرش الجنسى، وأصبح للأسف معيار نجاح الوزير على المستوى الرسمى هو نجاحه فى تأمين وحماية النظام السياسى بمظاهره وأشكاله المتنوعة، فى شل دور المعارضة، وتهميش دور الأحزاب واختراقها حتى تتطاحن وتتقاتل وتنهار من الداخل، والسيطرة على الإعلام وتهميشه، وشراء الإعلام الخاص منه برجال أعمال النظام وتسييسه، واختراق الأحزاب الدينية وتوجيهها، كل ذلك دون اكتراث بما يواجه الشعب من كوارث أو محن أو مصائب، أو مهما تزايدت معدلات الجريمة وتنوعت، أو انتشرت مساحتها جغرافياً، أو ضمت إلى صفوفها عناصر كانت بعيدة عن حقل الإجرام، وهى معدلات تربك كافة الدول وتجعلها تعيد حساباتها فى الاختيار والمعالجة، وليس هذا للإنصاف وليد فترتنا هذه فقط، بل هو إرث توارثته وزارة الداخلية منذ أكثر من نصف قرن، وكنا نظن وبعض الظن إثم، أن ثورتين قام الشعب بهما دمر فيهما البناء القديم العتيق، ودك أسوار الظلم والفساد، وبدأ طريق النضال ضد المحسوبية ومحاربة الرشوة والفساد، وإقامة الحكم على أسس من الاختيار السليم من العلم والخبرة والكفاءة، فإذا به يطل علينا مرة أخرى بخراباته وأطلاله ووحشته كما هو بوجهه القبيح، دون تجميل أو تغيير فى تحد سافر وبصور فساد وفوضى ومحسوبية وسوء اختيار أردأ مما كانت عليه بل أكثر رداءة ووحشة، ويا ريتك يا أبوزيد ما غزيت ويا ريتك يا شعب ما قمت بثورتين!! هل غاب عن فكر وزارة الداخلية أن فوضى الشوارع وانتهاك القانون يأتى فى مقدمة الدراسات الاقتصادية للمستثمرين وجذب رؤوس الأموال جنباً إلى جنب مع العائد المادى، وعامل رئيسى فى القرار؟ ومحل اعتبار رئيسى فى جذب السائح؟ هل غاب عن فكرهم أن البلطجة والتعدى على حق المواطن والدولة والسيطرة على الشارع من قبل الخارجين على القانون تعوق خطط التنمية وتهز وتصدع ثقة الشعب فى نظامه وحكامه؟ إذا كانت لا تعلم فتلك الكارثة. وزارة الداخلية لن تلتفت إلى هذه الكوارث إلا إذا أصدر الرئيس تعليماته وتوجيهاته بضبط الشارع كما تعودنا، وحتى لو تحقق هذا الرجاء لن يستمر طويلاً وسيعود سيرته الأولى، ولن يصدرها إلا إذا نقل له مستشاروه بأمانة حجم الكارثة والخسائر البشرية والمادية والاقتصادية وحجم الفاقد من الناتج القومى، الذى يفوق الدعم بالمليارات، وليتهم يتعجلون الأمر حتى نستطيع أن ننقذ ما يمكن إنقاذه، إلا إذا كان مستشارو الرئيس لا يريدون أن ينغصوا عليه، ويريدون أن يمر يومه بسلام كما عوّد المستشارون السابقون حكامنا، فأضاعوهم وأضاعونا.

 

إن ما يواجهه الناس من الإهمال والاستهتار والتخلى من رجال الشرطة فى الأقسام والمراكز، إلى جانب المعاملة السيئة والاستخفاف والاستهانة، التى يُقابل بها المواطن فى حالة الشكوى، أمر أصبح ظاهرة ليست فردية بل ممنهجة وتدعو للقلق والخوف على مصير الناس، ويصبح حافزاً ومشجعاً للخارجين على القانون على ارتكاب الجريمة وتكرارها دون خوف وبجرأة ووقاحة جهاراً نهاراً، وعلى مشهد من الجميع ومرأى من عيونهم دون خجل أو حياء بل بفخر وزهو، فمن أمن العقاب أساء الأدب، وليست هذه إساءة للأدب فقط، بل أصبحت فجراً وعهراً فى ارتكاب الجريمة، فلو أضفنا إلى هذا سهولة ويسر وأمان لانضمام قوافل جديدة لعالم الجريمة غير مسجلة فى ظل بطالة مزمنة يصبح الأمر أكثر خطورة مما نتصور.

 

أما عن فوضى المرور فالحديث عنه موصول ولا ينقطع، سيل القتلى يومياً ما زال قائماً، ومسلسل الكوارث ما زال مستمراً، ولا أدرى هل يقرأ السيد الوزير صحف الصباح ليعرف عدد المآسى والمصائب يومياً؟ وهل أزعجه حجم الكارثة وعدد القتلى المروع؟ وهل طلب تقريراً عن حجم الخسائر التى نواجهها؟ ومدى تأثير هذه الكوارث على الاستثمار؟ وكيفية وقف هذا السيل وهذا الانهيار؟ لا أظن أن الدولة تحترم رعاياها وتحافظ عليهم، أو كنا يوماً جزءاً من معادلة أى نظام ولا حساباته، ولو فكروا للحظة واحدة لعرفوا أن أساس الانطلاق والتقدم هو نقطة نظام وانضباط، فالفوضى والتسيب والفساد تبدد ثروات الشعوب مهما كان حجم ثرواتها، والانضباط والالتزام يبنيها مهما كانت قلة ثرواتها، إن بداية التطور والنمو هى ثقة الشعب فى نظامه، وأول سطر فى الكتاب هو النظام والانضباط ومحاربة الفساد، كل هذا يأتى فى المقدمة بعدها أغمض عينيك وتوكل على الله.

 

كلمة أخيرة، الدولة فى نظر المواطن كما هى فى نظر المستثمر كما هى فى نظر السائح تبدأ من نقطة نظام، فإذا غابت غاب كل هؤلاء عنها.

 

"الوطن"  المصرية

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.