كـتـاب ألموقع
شهادات من التاريخ (الشهادة الثامنة) -//- لطيف ﭙـولا
لطيف ﭙـولا
شهادات من التاريخ
(الشهادة الثامنة)
7 –الملك حمورابي يأمر بكري مشاريع الري ..النص (الى سين ... يقول حمورابي إجمع من حولك الناس الذين لهم حقول قريبة من الترعة من اجل كريها . واريد منكم ان تنهوا العمل خلال شهر واحد ..) انتهى النص القصير ذات الفعل العظيم ...اجل هكذا تكون الملوك العظيمة في مدة شهر واحد يجب ان يُنهى العمل !!!... أيدري حمورابي أن دجلة والفرات وكل فروعهما والتـُرع المتفرعة منهما تشكو الطمى والظمأ والجفاف والنفايات منذ ستة وعشرين قرنا ؟؟!!!..كان الملك يتابع بنفسه ويبعث ويطلب ويأمر بتنظيف مشاريع الري لانه حريص على منجزات اجداده وعلى وطنه الذي شيد بدم ملايين من ابناء شعبه ، وحريص على وارداته الزراعية التي ادهشت هيرودوتس المؤرخ اليوناني وهو يطوف العالم القديم .ولم يكن حال شعبنا كما هو عليه اليوم فهو يستورد البطاطا من ايران والالبان من اليونان وتركيا والبرتقال من سوريا والتفاح من تركيا والخيار من السعودية والباذنجان من الاردن ..فقط ازدهرت عندنا زراعة الارهاب بدل كل ذلك !!.. اما الاشياء المُصَنـًعة فحدث ولا حرج من الابرة حتى الطيارة فهي مستوردة !... ومن اجل ان لانصنع ولا نفكر بالتكنولوجيا قطعوا عنا اللكهرباء الى امد غير مُسمًى ! لا بل حرمت على ابناء الرافدين وبشريعة مخفية !!! ..اصبح لدينا سراج ومن دون نفط !! ..لي مقترح ان يوقد السراج بزيت حبة الخضراء ، وان فقدت هي الاخرى من السوق ، كما كان يفعل اجدادنا قبل الاف من السنين ..إذ تعصر حبة الخضراء في معصرة تسمى بزارة ويوضع العصير في سراج كان يدعى بيسوس !! ما أحوجنا اليوم اليكما يابيسوس !!! ويا بزارة !!.. ولما اصابنا الجفاف والمحل بعد ان شحت وانحسرت الامطار لعدة سنوات ، وبجانبنا نهر بندوايا والبحيرة الكبيرة التي على جهته الشرقية( لم نعرف لها اسم لحد الان بعد اسمها السابق !!) كتبت مقالة ( بحيرة ونهر لا يسقيان سهل ؟؟) تناولت فيها اهمية هذا النهر وهذه البحيرة في حل مشكلة الزراعة في سهل نينوى . إذ كان الاشوريون قد اقاموا مشاريع ري على نفس النهر قبل الاف من السنين يخترق السهول الفسيحة . ولاهمية ذلك المشروع اصبح اسطورة لحد هذا اليوم على السنة ابناء شعبنا تنتقل من جيل الى جيل ولا زالت بقايا ترعها وخنادقها موجودة في حقول القوش ..واليوم رغم توفر التكنولوجيا الحديثة التي بإمكانها ايصال الماء من الجبال حتى الموصل لتغرق المنطقة بمحاصيلنا الزراعية من الفاكهة والخضر ومن هذه التربة المقدسة قبل ان تتحول الى صحراء ..لم يكن هنالك من يسمع ليرد بالايجاب على مقالتي ذهبت مع اخواتها ادراج الرياح ! !! لان حمورابي تحت التراب !! فلا حياة ولا حياء لمن تنادي ! ليت الله يقتل كل من يعادي شعبه ووطنه !! والشعب مغلوب على امره يبحث عن رغيف خبز بين برك دماء ابنائه .. وانهاره وترعه جفت وطمرتها النفايات البشرية .. الاراضي الخصبة يغزوها التصحر بسبب هذا الانسان الذي ادمن على الكسل ويخشى العمل او يراه انتئقاصا من مقامه الفارغ ..
المتواجون الان
457 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع