كـتـاب ألموقع

من النازحين الى نعيمِ الفاسدين // لطيف پولا

• 

تقييم المستخدم:  / 0

سيئجيد 

المجموعة: لطيف ﭘـولا

تم إنشاءه بتاريخ الخميس, 15 كانون2/يناير 2015 20:16

كتب بواسطة: لطيف پولا

الزيارات: 1421

اقرأ ايضا للكاتب

من النازحين الى نعيمِ الفاسدين

لطيف پولا

أمــسـيــتَ  نازحا  يا  ولدي

ومــأساتــك  نعيما  للمُفسد ِ

تعاني من تبعاتِ الفـَقرِ والذلِّ

تـَحَمَّلْ لسعاتِ الجوعِ والبردِ !

وأنتَ عِــراقـيٌّ ومِن أثرى بَلدِ

فوق  ثــَراهُ حقولٌ  وأنهارُ

ومِـن تحتها ثرواتٌ بلا عددِ

أجتاحها جرادٌ وقطاعُ الطرق ِ

سرقوها لتبقى نازحا بلا  غـَد ِ

بلا  بيتٍ  بلا دفءٍ  بلا أمَل ِ

فجعلوك   نازحٌ  يا ولــدي

ومــأساتـُـكَ  نعيمٌ  للمُــفـسدِ

ها هي الثعالبُ تسطوا في وضحِ النهار ِ

قناعها ريـشِ  الحمائمِ  ومخالبِ  الأسدِ

و خفافيشُ الليلِ  تحت الأنوارِ  تقتنص ُ

والشعبُ يعرفها من شكلها الأســودِ

تخطفُ وتخنقُ  ولا  مِـن  مُـنجدِ

والنواطيرُ حيارى لا سلاحٌ في اليد ِ

ليجعلوك   نازحا  يا ولــدي

ومـــأساتــك ثـَـراءً  للمُــفـسد ِ

والكلُّ يحتجُّ على الشاشاتِ وفي الجرائدِ

ومأساتــكَ  تنتقلُ من مشهدٍ الى مَشهدِ

من تأليف الأشرافِ وإنتاجِ العميلِ المُفسد ِ

يفتكُ في المجتمعِ  كــفايروسٍ في الكبدِ

ولم  يعد  الفاسدُ   يخشـى  مِـن  أحدِ

فسيدُهُ  السلطانُ  له   خيرُ  سـَـنـَدِ

وملياراتـُه  تـفعـلُ  فعلَ   المُـهَـنـَّـدِ

ليجعلَ الأطفالَ يقضونَ  دونَ  لحدِ

في خيمةٍ , بلا سريرٍ  بلا   مَهــدِ

وجروحُهم أفواهُ  تصرخُ  بلا  ضـَمـَـدِ

بوجهِ مَن سَبـَّـبَ دمارا معجونا بالنـَكدِ

فـجــعلوك  نازحــا  يا ولـدي

ومــأساتــك  ثراءً   للمُفسدِ

تلك قراهم ينعبُ  فيها غرابُ البين ِ

حُرِّمَت على العصافيرِ والطيورِ الغِردِ

ليتركوا الأطفالَ  الأبرياءَ المساكين

تحت رحمةِ  هذا العُــبابِ  كالزبَدِ

والقروشُ  تولغُ بالدماءِ  وتمرحُ

 والعالم لا يُحركهُ ما يجري في بلدي

فهل مات الضميرُ أم مصابٌ بالرَمدِ ؟!

وقومٌ  يتبعوا الفاسدَ كالـتـقيٍّ  المُرشدِ

لا خيرَ فيهم  من الآن  والى  الأبدِ

طــالــما  جعلــوكَ   يا  ولــدي

ضحيةً   لكلِ   دجالٍ   مُــفسدِ

• < السابق
• التالي >