اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يــــــا دارُ !// لطيف پولا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 يــــــا دارُ !

لطيف پولا

 

البيت والأرض والأهل والتاريخ والذكريات هي حياة المرء ,وهي الغذاء والهواء والشراب. وقد عَمَدَ أعداء الحياة انتزاع كل هذه الاشياء من أبناء شعبنا وعبر عشرات القرون. إذ  كان سيفهم يحصدُ رقابَـنا, وفأسهم تهوى على جذورنا مما سبب فناءنا بإبادات جماعية او بإجارنا على الهروب ,او بالصهر والقهر والإستعباد .وها هي قرانا وبلداتنا وبيوتنا تبكي أبنائها الذين رحلوا في سهل نينوى وفي طول البلاد وعرضها. ومن هذا الواقع المأساوي إستوحيت قصيدتي لتغدو لسان حال كل من اُجبر على ترك  ارضه وبيته وذكرياته, كما قال لي أحد الأصدقاء المبتلين بالهجرة بعد قراءته لهذه القصيدة.

 

اليكِ أيتها البيوت قصيدتي  ...

لطيف پولا

الى البيوتِ الخاويةِ إلا من الصمتِ القاتلِ ,الى النوافذِ التي تنتظرُ أحبَّتَها, الى الابوابِ المقفلةِ على ذكرياتٍ لا تُـمحى ,الى العتباتِ المحترقةِ شوقا لأهلِها ,الى الغرفِ التي تلبسُ الكئابة َ حِدادا على الذينَ رحلوا ,الى الاشجارِ التي احرقها الهجيرُ ليدبَّ فيها الجفافُ ,لا من غيثٍ ولا من قطرٍ, ولم يبق على اعوادِ اغصانِها الا بقايا اعشاشٍ تلعبُ بها الريحُ, فلا من زقزقاتٍ تُـنعشها,ولا من سمارٍ تُـطربُها,اليك ايتها البيوت قصيدتي هذه .

 

يــــــا دارُ !

لطيف پولا

 

يا دارُ إن أجبرنا على فراقِـِـكِ قـَــــدَرُ   

                 سيبقى قلبي فيكِ مع الاطيارِ ينتظرُ

يسْـتـَذكِرُ صاحبا خــطً ههنا أحلامــــَه    

                   وينشدُ شعرَه بين الأوراق مُـبـعـثرُ

على الجدران ِ رسمٌ من خيالاتِ الطفولةِ

                  وكلُ ما في الدار ِ مِن أشياءٍ له أثرُ

 أقلامٌ ,قراطيسٌ، صورٌ، كتبٌ وعودُ      

                 رحل َ صاحبـُها وكم اثكلها السَفـَرُ؟!

لتهفوَ القوافي الى أعشاشِ القصائدِ       

                ترقصُ على لحنٍ كأنّ في فعلـِه  خمرُ

أياما قد أرهقَ كلّ لياليها الـعـمـلُ        

                ستذكرُ الأشجارُ لمّا يعانقها الـفجـرُ

ويندهشُ الطيرُ من صمتٍ ما تعوّدَه ُ     

                 ويسالُ ما الخبرُ؟  لا نايٌ ولا  وترُ ؟

أين ذلك العزفُ وَوَشوَشاتُ العصافيرِ؟  

                شدّت على الرحيلِ ِ لما أسْقـَمَها الضَجَرُ

سيذكرني الربعُ إذا من هنا يوما  مرّوا  

                 وحينــما يــطلعُ مع مـوعدِنا الـقـــمـرُ

سيخيبُ ظـنـُه لا تجعلوهُ ينـــتــظرُ        

 

                قـولوا له: وداعاً لم يعد ههنا سـَمَـــرُ!  

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.