كـتـاب ألموقع
كتاب طبطبة الأحزاب (1من5)// مصطفى منيغ
- المجموعة: مصطفى منيغ
- تم إنشاءه بتاريخ الأربعاء, 30 تموز/يوليو 2025 20:37
- كتب بواسطة: مصطفى منيغ
- الزيارات: 720
مصطفى منيغ
كتاب طبطبة الأحزاب (1من5)
مصطفى منيغ
تطوان : المغرب
دكاكين مختصة بعضها في تجارة السياسة الحزبية، سلع شاخت داخلها تتصاعد منها روائح رطوبة تبعد أنوف الشباب من استنشاقها حفاظا على نطقهم "لا" بالعربية، الصادرة عن حبال صوتية، متعوِّدة على النبرة الأمازيغية، العارفة بأصول الأشياء إن كانت من أصالتها الطبيعية، غير الممزوجة مهما كانت النسبة بالافتراءات السياسية الرسمية، المؤسِّسَة لتلك الدكاكين في المجمل لتكون مصعدا في عمارة آيلة للانهيار متى لحقتها تلك الظرفية، القادر مَن فيها على ترجمة الفهم لوعيٍ حقيقي والأخير لموقفٍ حازم فالتصرف لمعانقة مسؤولية الحرية، الفارضة أسلوباً من التأطير السياسي المحصن بأحزاب شرطها الأساسي جعلها ذكية، تناور عن نضال مدروس منتجة لمتطلبات استمرارها المادية، المستقلة حتى بأدواتها المعنوية، الفارضة بتحالف وطيد مع القانون كلمتها مهما كانت المطالب الاختيارية، النائية عن ضغط فئة حاكمة تسعى لتكرار تَمَلُّك أعناق قابلة للجر صوب أسواق المواسم الانتخابية، لتُباع بالمزاد السري لهؤلاء النائمين طيلة الجلسات البرلمانية، ولولا الحاجة لأصواتهم لتمرير الميزانية، لتُركوا مع سباتهم العميق يحلمون بالزيادة في أجورهم الخيالية، المقتطعة من طرف سياسة الدكاكين اغلبها من عرق الشعب الدافع للضرائب عن حسن نية، لتبدَّد على المساهمين في إقبار الطموحات الجماهيرية، الراغبة في إفراز الذئاب المرتدين جلابيب الحِراب مخططة برموز بعض الأحزاب الماضية ، حيث الوزارة الوصية لمد يد التسول عن خدماتها هكذا دون حياء والواقع يرنو ضاحكا عليهم لدرجة السخرية،.
... هناك أحزاب لها في الجدية بعض من مردودية، لكن مع تزاحم تلك الدكاكين المتربعة وسط الساحة السياسية الحزبية بالمغرب جعل دورها خافتاً مهما كانت القضايا مصيرية، وللشعب المغربي العظيم حفظه الله ورعاه الحق في الحكم على الوقائع الأولوية ، ومنها العزوف عن المشاركة ريثما يُشَطَّبُ في الموضوع على الطفيلي من تلك الأحزاب بقوة القانون وليس بالإبقاء عليها حروف علة بصلاحية من زمان منتهية.
... في هذا الإطار عملت على الاتصال المباشر بعدد من رجال السياسة الحزبية ونسائها بالمملكة المغربية، منهم الأستاذ المصطفى قصاب الذي انتقلت لغاية القرية/ المدينة "حَدْ السْوَالِم" للالتقاء به حسب رغبته التي التزمت بها وبكل أريحية. يمكن القول عن "حد السوالم" هذه أنها المدينة القرية، وإن كانت من أغنى المواقع اقتصادياً بقربها من العاصمة الاقتصادية للمملكة المغربية مدينة الدار البيضاء، لكن الأكيد اعتبارها من أوسخ المدن المغربية، علما أن بها من المصانع ما قد يجعلها أحسن مما هي عليه عشرات المرات، وهذا نداء موجه بالمناسبة إلي المسؤولين عساهم الانتباه لهذا الموقع، حيث قيل لي أن هناك إهمال مقصود يشمل هذه الناحية الحيوية التي لها من الأطر والإمكانات ما يؤهلها لتكون قطبا اقتصاديا هاماً. الأستاذ المصطفي قصاب يُعتبر من أحد رجالات المغرب المعروفين بتواجدهم المستمر على الساحات الإعلامية والثقافية عموما وبالتالي السياسية بنسبة أكثر، التحق بحزب الأمل حيث عينه الأمين العام منسقا جهوياً لجهة الدار البيضاء سطات، وهي جهة لها وزنها المميز مهما كان المجال اقتصاديا ثقافيا سياسيا. طلبت منه التعريف بنفسه عن نفسه فأجاب:
اسمي قصاب المصطفى من مواليد مدينة الدار البيضاء، أنهيت جميع الأسلاك التعليمية لغاية تمكني من درجة أستاذ تربوي إعلامي، حيث كان لي حضور كمسؤرل بجريدتي "الحركة" لسان حال حزب الحركة الشعبية و "الميثاق الوطني" التابعة لحزب الأحرار، متحملا آخر المطاف نشر جريدة خاصة بالمعاقين تحمل عنوان "صوت المُعاق، رياضي سابق بالاتحاد البيضاوي وفرق أخرى، أما انتمائي للجمعيات فقد شمل العديد منها.
سألته عن أحوال الأحزاب السياسية آنياً وموقفه منها انطلاقاً من تجربته الطويلة داخل بعضها . فأجاب:
- أؤكد لك الأستاذ مصطفى منيغ، أنها تعيش أزمات داخلية، وصلت لحد الانشقاق، أو تأسيس جمعيات ضد القيادة الماسكة بزمام الأمور، وهذا يَظْهَر بما يُظهِر، عدم وجود الديمقراطية حتى داخل الأحزاب، وان فشلها وعدم قدرتها على تأطير المواطنين، بالرغم من كونه الدور الذي خُلقت من اجله، وفشلها في المجال السياسي يجعلها تعيش حالة غير طبيعية لإرساء نظام ديمقراطي حقيقي. وهذا كله ناتج عن انفلات وانقلابات داخلية، وعدم استطاعتها الانفتاح على المجتمع، اللهم داخل المناسبات الانتخابية، ومن هنا يتجلى عدم القدرة على تدليل الاختلاف، فقط تعميق الهوة بين المواطنين والأحزاب السياسية، التي فوتت فرصاً حقيقية على المغرب للانتقال للديمقراطية الحقيقية الصحيحة، التي خُلقت من اجلها الأحزاب، الظاهر أنها تحولت إلى قنوات انتخابية، لا هم لها سوى مصالحها، بل توارَت خجلاً أمام ما يقع في المغرب من غلاء المعيشة وارتفاع البطالة وسوء التعليم وانعدام الصحة، كما ان هيمنة بعض العائلات على المناصب العليا في البلاد وتقسيم الثروات فيما بينها وكأن الأمر "كعكة"تُقسَّم بين هذه العائلات التي لا هم لها سوى الربح والاغتناء السَّريع، وهذا يخجلني . (يتبع)
مصطفى منيغ
المتواجون الان
478 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع