اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

مهرجان حب اسلامي// يونس كوكي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

مهرجان حب اسلامي

يونس كوكي

مشيكان

 ايلول  2015  

 

قبل كل شئ انا شخصيا لست مع اي مبالغة في اطلاق مشاعر تبدو استفزازية اي كانت وضد الاخر المختلف، وانما الاعتدال والحوار والحجة بالحجة هي السمة المقبولة لدى جميع المتابعين لقضية او راي ما، وكما تطرح على بساط البحث، والان نرى امثلة و نماذج على الشاشة الصغيرة تكاد تكون على مدار الساعة ومتيسر ومتوفر من ادوات الاعلام المرئية والمقرؤة والمسموعة .

والذي نحن بصدده ما جرى في الاسابيع الماضية بمنطقة (سترلنغ هايس) في مشيكان الولايات المتحدة الامريكية لمحاولة بعض الاخوة المسلمين لبناء مركز اسلامي وجامع كبير ومباني اضافية عالية ومرفقات كبيرة ايضا في منطقة مكتضة بالسكان والمصانع والشركات وغالبية سكانها من غير المسلمين، حيث حسب ما ورد من ان الموقعين الذين ارادوا بناء هذا المرفق الكبير اقل من مائة وخمسون شخصا من سكنة المنطقة ومعظمهم من ذوي الدخل المحدود، والسؤال هنا من اين لهذا العدد القليل ان يقوم ببناء هكذا مرفق وتكلفته ستبلغ عدة ملايين من الدولارات؟ ان لم تكن من مصادر غير مباشرة وغير معروفة؟ ولماذا في هذه المنطقة بالذات؟ وليكن هكذا مبنى شاخصا ودالا كما في بلداننا السابقة يقيمونها مقبل او مجاور للكنائس، تحديا واستفزازا لمشاعر الاف الناس الذين هربوا من العراق وغيره وليذكرهم كيف كانت مثل هذه المنابر وبمكبرات الصوت تشتمهم ليل نهار بدعوى الصلاة الى الله ويصفونهم بالكفرة والضاليين وعليهم ان يدفعوا الجزية وهم صاغرون واذلاء اهل الذمة وخطباءهنا في ديترويت وعلى الراديو ومن الشيعة ويقولون ان انجيلكم محرف وتكفرن بقولكم ان المسيح ابن الله. فهل هذه حجة  ليمعن المسلمون بقتل المسيحيين وبعنف ولقرون؟

شئ يبعث الاسى والاسف في نفوس هذا الشعب الذي هرب من مجتمع بغالبيته يدن بالولاء لهكذا خط ويعتبره من الثوابت ومنذ ما يقارب اربعة عشر قرنا مضت، واجداد الكلدان وبقية المسيحيين قتلوا وشردوا من ديارهم واغتصبت نسائهم واجبروا على الاسلام قسرا خلال تلك القرون الماضية وبفترات متباينة حسب الظروف ومزاج الحاكم، اما من بقي لم يبقى الا منة وليدفعوا الجزية ليرضوا المتسلطين عليهم من المسلمين بقوانينهم وشرائعهم الخاصة بهم ويريدوا ان يفرضوها بالقوة على كل العالم، وها هي القاعدة واخواتها وداعش خير دليل ما يقومون به من قطع الرؤؤس وشريعة الغاب وما تشريدهم لمسيحيي الموصل وسهل نينوى وهتك الايزيديين في منطقة سنجار، فهذه الدلائل لا يمكن انكارها.

فكيف يخرج (شيخ قزويني) في خطبة الجمعة في ديربورن  يتهجم على الكلدان ومسيحيي العراق ويصفهم بجبناء ولا فرق بينهم وبين قاتليهم داعش؟ وهو ينائ بنفسه ومذهبه عن تلك الاعمال بحجة ان الشيعة ليسوا هم من يقوموا بذلك.

لكن التاريخ يسجل كل شئ ولن نذهب بعيدا والى بداية التغيير الذي حصل بعد ازالة الشاه في ايران التقيت برجل هارب مع ابنته من ايران في المانيا سنة 1980 فسالته من باب الفضول، هل اعتدى الثوار عليكم اي انتم المسيحيون؟ فاجاب لم يقع اعتداء مباشر على مساكننا، لكن الخميني اصدر فتوى (ان لا يمكن للنصراني ان يعمل في اي مادة غذائية او مشروبات وتمسها يده ليتناولها المسلم)  فبالله عليكم من كان سيشتري القميص من المسيحي؟ او من يذهب الى طبيب مسيحي؟ او اي تعامل اخر؟ وهذا حصل في العراق قبل 2003 اصلا ولكن بصمت  .

اين مسيحيي ايران؟ حيث لم يبقى غير انفار قليلة و ذليلة ابقوهم للضحك على الذقون امام من يصدقونهم هذه مهزلة لا يمكن قبولها لانها سمجة.

اما في العراق قبل التغيير حيث الكل كان في سجن رهيب ولما كسرت ابواب ذلك السجن الكل اطلق العنان لنفسه في شريعة اقبح من شريعة الغاب فبدات مسلسلات الاعتداء على المسيحيين من البصرة ابتداء بحرق النادي الاثوري وكنيسة للارمن وتدريجيا الى ان وصل المد الاهوج الى بغداد حيث الصيد الوفير كان مايقارب السبعمائة الف 700000 مسيحي والان لا يوجد غير بضعة الاف مرعوبين ومن الذين لا حول ولا قوة لديهم ولا يعرفون ماذا سيحل بهم، ولان الاحداث لا زالت طرية ولم تتوقف بدات بتفجير الكنائس ومحلات المسيحيين وخطفهم وقتلهم حتى بعد دفع الاتاوات، فتفجير ست كنائس في يوم واحد ووقت واحد، هل كان مهرجان حب اذن؟ يا كاتب العنوان في جريدة صدى الوطن، من ان الذين تجمهروا قبالة مبنى بلدية سترلنغ هايس لتبيان نتيجة ما ستؤؤل اليه لجنة التخطيط انه مهرجان كراهية. فهل مجزرة كنيسة سيدة النجاة عام 2010 كان مهرجان حب يا سيد قزويني؟ وهل قتل المطران فرج رحو والكهنة وقطع رؤؤسهم من الفولكلور العربي الاسلامي؟ وهل حرق محلات المسيحيين في الشمال من زاخو الى دهوك (نوهدرا) مهرجان انساني اذن؟ وهل طرد مسيحيي الموصل وسهل نينوى والاف العوائل لا زالت مشردة في الشمال هو مهرجان حب ورقص بهيج ؟

صاحب صدى الوطن وشيخ قزويني يرونها مهرجان كراهية في تجمع بضع مئات من المتالمين من صراع المسلمين فيما بينهم لاستهدافهم بدون اي ذنب، ما ذنب مليون مسيحي تشرد من العراق وهم في بلد اباءهم واجدادهم لالاف السنين قبل ان يصبحوا مسيحيين وقبل ان يغزوهم العرب المسلمين، لا بل يخرج  بين الفينة واخرى احد المعتوهين ليصفهم في بلدهم بالجالية، ورئيس الوزراء صاحب شهادة الدكتوراه الجاهل يصف تدمير اخوته من داعش للاثار الاشورية في نينوى بالاثار الاسلامية، اذا كانوا بهذا الغباء  فمسيحيي بيث نهرين من العراق وسوريا والدول الاخرى لديهم من الذكاء ان يميزوا مثل هذه الترهات قبل ان ينطقوا بها. وثمة اشياء اخرى واسئلة تفرض نفسها، والدول الغربية والاوربية غارقون في نرجسيتهم ودساتيرهم وتسامحهم المفرط تجاه الاخرين ناسين كيف سقطت بيزنطة والقسطنطينية وبايديهم وهاهي اوربا تسقط شيئا فشيئا. اليس المفروض من حكومات هذه الدول لان تسال الوافدين وبعد ان يترسخوا يبداون بطلبات لانشاء مثل المراكز الدينية ان يسالوهم عن منهجهم ماذا سيعلمون الاطفال بها؟ لتبيان ماذا سيكونون في المستقبل كتعليمهم ان اليهود والنصارى انجاس ومغضوب عليهم وضالين وان المسلمين اسياد ولهم الحق في غزوهم، فالارهابيون لما قاموا باعملهم الشنيعة ومنذ الحادي عشر من ايلول 2001 وما تلاها في عدة اماكن اليس من التنشئة الاولى بحشو ادمغتهم بالكراهية تجاه الاخر بدل الحب والتسامح ومساعدة الاخرين. ولهذه الاسباب وغيرها هرب المسيحيون من بلدانهم نحو الغرب وليس لاسباب اخرى اما المسلمين يتقاطرون وكما نرى في السنين الاخيرة وهذه الايام على الغرب لحياة افضل من بلدانهم وشرائعهم  تاركين غنى السعودية والخليج وليادوا جزء من ايمانهم  بفتح روما  .

 

يونس كوكي     مشيكان ايلول  2015 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.