كـتـاب ألموقع

عن المرأة في فلسطين اكتب// د. سمير محمد ايوب

• 

تقييم المستخدم:  / 0

سيئجيد 

المجموعة: سمير محمد ايوب

تم إنشاءه بتاريخ الثلاثاء, 22 أيار 2018 11:33

كتب بواسطة: د. سمير محمد ايوب

الزيارات: 2460

الموقع الفرعي للكاتب

عن المرأة في فلسطين اكتب

د. سمير محمد ايوب

                                                            الاردن

عن المرأة فوق ثراها، وفي أكنافها أقول ......

إضاءة على المشهد في فلسطين

إنها، ككل النشميات الماجدات، في حرائر أمة العرب. سيدةٌ متميزةٌ. يخجل من شموخ صمودها جُلُّ الذكور، وكثيرُ الرجال، ما عدا بيادق الإنكسار، المُطَأطِئين من المتصهينين من الحكام. فهم متخمون بِذُلِّهِم وعارهم، بعد أن قايضوا أرضا وعرضا، بقلقٍ يكتوون به صبح مساء.

أنحني وأقبل مع يَدِ أمي، يدَ كُلِّ إمرأة صامدة صابرة في فلسطين، وفي أكناف بيت المقدس، يد الكادحة، المناضلة، زوجة الشهيد وأمه، والجريح والأسير, والاسيرة والجريحة والشهيدة.

في معظم بلاد العالم التي إكتوت بظلم إحتلال، إنتشرت الحانات والمواخير. وامتلآت بنساء البلد المحتل، ليرفهن عن جنود الإحتلال.

إلا أنت يا أم الطهر، فمنذ البدء، لم تقدمي نفسك، ككل ماجدة حرة في كل مناحي الوطن العربي، إلا مقاتلة متربصة بالعدو، جريحة أو شهيدة، أو أسيرة. عَصَرَتْكِ المِحَنْ. وإنهالت عليكِ المَعاول. فلم تنعصري، ولم تنكسري، ولم ترضخي.

يا أمِّنا، يا إبنتنا، يا أختنا، يا حبيبتنا ، نَسِيَكِ كثيرون في هذا الزمن الحائر، بعد إستبدلوا المصالح بالملامح. يا صابرة، يا أعز من كل أموالهم، تراب الوطن الذي يعفر وجهك، أجمل وأنبل من كل مساحيق المناصب والمكاسب، والألقاب والرتب. جلبابك المثقوب، لا أدري من ثقبه، أهي رصاصات العدو على وجهك، أم رصاص الشقيق على ظهرك؟

جُعتِ فَرَضيتِ بالكفاف. وتَعَرَّيْتِ فإكتَسَيْتِ بالعفاف. فوق الأسطح تراقبين وطنك. وفي باحاته تصفعين وجه عدوك. وتحت الأنقاض تحتضنين طفلك. وفي كل الجبهات، تقاتلين وتُؤسرين وتستشهدين.

يا خنساوات العصر، كل أحرار أمة العرب ينادوكن، يقبلون منكن الجباه التي ما هانت، والسواعد القوية التي ما وهنت، والتراب الطاهر تحت نعالكن. يا بنات عمورية في فلسطين، حيا على السلاح ، فهو زينة حرائر العرب. حيا على الفلاح، فمفاتيح فلسطين بايدي الاحرار منكن.

كل فلسطين لنا. لن نختزلها بالقدس، ولا بالأقصى مع أهمية رمزيتهما. وقطعا لن نختزل صراعنا مع معسكر الأعداء، بنقل سفارة عاهرة، فكل حبة تراب في فلسطين لنا، من البحر إلى أول الماء في النهر. وسنبقى وراء العدو في كل مكان.

الأردن – 12/1/2013

• < السابق
• التالي >