اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

عاصفة سياسية في أمريكا بعد الإعلان عن مقابلة تاكر كارلسون مع الرئيس الروسي// حسين الديك

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الديك

 

عرض صفحة الكاتب 

عاصفة سياسية في أمريكا بعد الإعلان عن مقابلة

تاكر كارلسون مع الرئيس الروسي

حسين الديك

الخبير بالشأن الأمريكي

 

إن تأثير الدبلوماسية الرقمية الشعبية في العالم أصبح تأثيراً قوياً عابراً للحدود والمجتمعات والثقافات، فقد تفوقت الدبلوماسية الرقمية الشعبية ممثلة بمنصات التواصل الاجتماعي على وسائل الإعلام التقليدية والتي تحكمها الكثير من الاعتبارات السياسية  والرسمية والقانونية والشخصية أحيانا، وجاءت مقابلة تاكر كارلسون مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كحالة معبرة عن مدى قوة وتفوق الديمقراطية الشعبية الرقمية على الروايات الإعلامية الحكومية الرسمية وخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية، وتجلي ذلك في مدى الحراك الإعلامي والسياسي الذي واكب هذه المقابلة في الولايات المتحدة الأمريكية والعالم باسره قبل نشرها وبعد أن تم بثها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

فلقد تصدرت مقابلة الصحفي الأمريكي اليميني مقدم البرامج في قناة فوكس نيوز سابقا تاكر كالسون مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عناوين الصحف ووكالات الأنباء والمؤسسات الإعلامية الأمريكية، المحسوبة على الجمهوريين وعلى الديمقراطيين والمستقلة أيضا، فقد اصبح هناك إجماع في وسائل الإعلام الأمريكية على نقاش تفاصيل والتعليق والتعقيب على تلك المقابلة حتى قبل بثها والاطلاع على تفاصيلها، ولم يقتصر الأمر على الولايات المتحدة الأمريكية فقط، بل تجاوز ذلك  إلى الإعلام الغربي في دول الاتحاد الأوربي وبريطانيا أيضا، وقد تم مهاجمة الصحفي تاكر كارلسون وانتقاده باشد العبارات والانتقادات النابية من قبل وسائل الإعلام الأوروبية بسبب قيامه بهذه المقابلة.

إن ردود الفعل على تلك المقابلة تكشف الكثير من الحقائق التي لا بد لنا من التطرق اليها وفي مقدمتها قيم الحرية واللبرالية التي تدعي الولايات المتحدة الأمريكية و دول الاتحاد الأوروبي بأنها قيم متأصلة في تلك الدول  لكل مواطن وخاصة حرية التعبير وحرية الصحافة، بل أن دساتير تلك الدول تنص بشكل واضح وصريح على تلك الحريات، فلماذا اذاً هذه العاصفة الإعلامية والهجوم الشرس من وسائل الإعلام والسياسيين على هذا الصحفي ؟؟ ماهي الاعتبارات السياسية التي تريد إيصالها تلك الصحف والمؤسسات الإعلامية والشخصيات السياسية من وراء الهجوم على تلك المقابلة وانتقادها وانتقاد من نظمها؟ فقبل بث المقابلة تعرضت لهجوم شيطاني وتم شيطنة هذا الصحفي من قبل سياسيين أمريكيين كبار أمثال هيلري كلينتون، حتى أن البيت الأبيض تدخل وعلق على هذه المقابلة قبل بثها، والكثير من الجهات طالبت بعدم بث تلك المقابلة؟؟ لكن أين هي الحريات اذا؟ حرية الخطاب، حرية الراي والتعبير تصدرت الديمقراطية الأمريكية النموذج الغربي الذي يحتذي به في إرساء قواعد الحرية الفردية والعمل السياسي والمواطنة والمساواة الكاملة في الحقوق والواجبات استنادا الى مبدا سيادة القانون وسمو الدستور الأمريكي فوق كل الاعتبارات.

يعتبر الصحفي تاكر كارلسون من الصحفيين المقربين من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب ولذلك اعتبرت الكثير من الأوساط الإعلامية والسياسية والنخب الأمريكية أن تلك المقابلة جاءت كنوع ن الدعاية الانتخابية  لترمب الذي يتنافس مع بادين في انتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر المقبل، ومن جانب آخر ساهمت في تسليط الضور على شخصية الرئيس الروسي فلاديمير  بوتين وحضوره في الحيز العام الأمريكي وخاصة بعد سنوات الحرب الروسية الأوكرانية، والتي ركز فيها الإعلام التقليدي الأمريكي على  أن الرئيس بوتين وجيشه يقوم باحتلال دولة عضو في الأمم المتحدة وينتهك سيادتها ، وأن الولايات المتحدة الأمريكية تدعم شعباً وحكومةً تريد الحرية والاستقلال، ولذلك فان الدعم الأمريكي المقدم لأوكرانيا هو دفاعاً عن القيم الديمقراطية وقيم الحرية والعدالة لشعب مستضعف وهو الشعب الأوكراني، ولكن الجانب الآخر من الحقيقية وهو الرواية الروسية لم يتم تقديمها للرأي العالم الأمريكي بسبب سيطرة النخب الإعلامية على المشهد في الإعلام الأمريكي  التقليدي المحسوب على النخب السياسية والاقتصادية والثقافية الأمريكية والتي تنظر الى روسيا كعدو تاريخي تقليدي يجب محاربته.

 لذلك تسببت تلك المقابلة بعاصفة قوية في المشهد السياسي والإعلامي الأمريكي وقد حشدت ملايين المشاهدات حتى قبل بثها والإعلان عن تفاصليها، اذ صرح تاكر كالرلسون أن من حق الأمريكيين معرفة كل شيء عن الحرب التي تمولها الإدارة الأمريكية من جيوب دافعي الضرائب الأمريكيين، ولأن أغلبية المجتمع الأمريكي ليس على علم بهذه الحرب التي تعيد تشكيل العالم من جديد، فالمقابلة التي استمرت اكثر من ساعتين تناولت قضايا هامة للمواطن الأمريكي والتي يجب أن يكون على علم ودراية بها وفق القواعد والأسس الدستورية في الولايات المتحدة الأمريكية.

 

كان لإجراء هذه المقابلة ونشرها تأثير كبير في الراي العام الأمريكي أدى الى عاصفة سياسية وإعلامية كبيرة في ظل حالة الاستقطاب السياسي الحاد في واشنطن والتي تتجلى في تصريحات الرئيس جوزيف بايدن وتصريحات الرئيس السابق دونالد ترمب وفي تصرفات حكام الولايات وخاصة ولاية تكساس معقل الحزب الجمهوري و ولاية كاليفورنيا معقل الحزب الديمقراطي تبين وبشكل لا لبس فيه الدرجة الكبيرة من التجاذبات السياسية وحالة الاحتقان الشديد السائدة اليوم في الولايات المتحدة الأمريكية وقد يكون ذلك مؤشراً خطيراً على النظام السياسي الأمريكي برمته، في ظل تصاعد الخطاب الشعبوي في سنة انتخابية عاصفة توصف بانها انتخابات العجائب في هذا العام.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.