كـتـاب ألموقع
اَلذِّئْبْ- قِصَّةٌ قَصِيرةْ// د. محسن عبد المعطي عبد ربه
- المجموعة: محسن عبد المعطي عبد ربه
- تم إنشاءه بتاريخ الجمعة, 29 أيلول/سبتمبر 2023 20:09
- كتب بواسطة: د. محسن عبد المعطي عبد ربه
- الزيارات: 978
د. محسن عبد المعطي عبد ربه
اَلذِّئْبْ- قِصَّةٌ قَصِيرةْ
أ د. محسن عبد المعطي محمد عبد ربه
شاعر وناقد وروائي مصري
ذَاتَ يَوْمٍ اسْتَيْقَظَتْ هِنْدُ مِنْ نَوْمِهَا مَفْزُوعَةً وَهِيَ تَصْرُخُ وَ تَبْكِي بِصَوْتٍ مُرْتَفِعٍ وَتَصِيحُ" لَا لَا لَا تَأْكُلْنِي" هَرْوَلَتِ الْأُمُّ إِلَى حُجْرَةِ هِنْدَ وَقَالَتْ: "مَالَكِ يَا حَبِيبَتِي" أَخَذَتْ هِنْدُ أَنْفَاسَهَا وَقَالَتْ: "اَلذِّئْبُ يَا أُمِّي" قَالَتِ الْأُمُّ: "مَالَكِ يَا هِنْدُ وَاَلذِّئْبُ" قَالَتْ هِنْدُ: رَأَيْتُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ ذِئْباً مُتَوَحِّشاً يَأْكُلُ كُلَّ مَا يُقَابِلُهُ مِنَ الْأَغْنَامِ وَكُنْتُ عَلَى مَسَافَةٍ بَعِيدَةٍ, وَلَكِنَّنِي كُنْتُ فِي حَالَةِ رُعْبٍ شَدِيدٍ مِنْهُ فَصِحْتُ: لَا تَأْكُلْنِي أَيُّهَا اَلذِّئْبُ لَا تَأْكُلْنِي أَيُّهَا اَلذِّئْبُ لَا لَا لَا تَأْكُلْنِي" قَالَتِ الْأُمُّ:" خَيْرٌ يَا بُنَيَّتِي وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى السَّلَامَةِ
إِنَّ هَذَا اَلذِّئْبَ يَا بُنَيَّتِي هُوَ الشَّيْطَانُ ,وَتِلْكَ الْأَغْنَامُ :اَلْفَتَيَاتُ اللَّاتِي يَتَّبِعْنَ الشَّيْطَانَ بِاقْتِرَافِ الْمَعَاصِي وَالتَّكَاسُلِ عَنْ أَدَاءِ الصَّلَاةِ وَقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ وَالسَّعْيِ لِلنَّجَاحِ , فَيَكُنَّ فَرِيسَةً لِلشَّيْطَانِ يَلْتَهِمُهُنَّ وَيَقْضِي عَلَيْهِنَّ فَيُصْبِحْنَ غَيْرَ صَالِحَاتٍ فِي الدُّنْيَا وَ غَيْرَ فَائِزَاتٍ فِي الْآخِرَةِ, وَبُعْدُكِ عَنْهُ يَا ابْنَتِي فَضْلٌ كَبِيرٌ مِنَ اللَّهِ فَأَنْتِ بِنْتٌ جَيِّدَةٌ تَفْعَلِينَ الْأَعْمَالَ الْجَمِيلَةَ الَّتِي يَدُلُّكِ قَلْبُكِ عَلَيْهَا وَلَكِنْ تَنْقُصُكِ أَشْيَاءٌ كَثِيرَةٌ" قَالَتْ هِنْدُ- بِلَهْفَةٍ- : وَمَا هَذِهِ الْأَشْيَاءٌ يَا أُمِّي؟!!! قَالَتِ الْأُمُّ:" تَنْقُصُكِ صِلَتُكِ بِاللَّهِ" قَالَتْ هِنْدُ: " وَكَيْفَ أُوَثِّقُ صِلَتِي بِاللَّهِ يَا مَامَا؟!!! قَالَتِ الْأُمُّ: "عِنْدَمَا يُرِيدُ الْإِنْسَانُ شَيْئاً مِنْ مَسْئُولٍ كَبِيرٍ أَلَا يَسْعَى لِمُقَابَلَتِهِ؟!!!" قَالَتْ هِنْدُ: "نَعَمْ" قَالَتِ الْأُمُّ: "وَلِمَاذَا لَا تُقَابِلِينَ اللَّهَ يَا هِنْدُ وَتَطْلُبِينَ مِنْهُ مَا تُرِيدِينَ؟!!!" قَالَتْ هِنْدُ- مُتَعَجِّبَةً: "وَكَيْفَ أُقَابِلُ اللَّهَ يَا أُمِّي؟!!! قَالَتِ الْأُمُّ: "تَسْتَطِيعِينَ مُقَابَلَتَهُ خَمْسَ مَرَّاتٍ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ" قَالَتْ هِنْدُ:" فَهِمْتُ يَا أُمِّي, تَقْصِدِينَ: يَجِبُ أَنْ أَحْرِصَ عَلَى لِقَاءِ اللَّهِ فِي الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ وَأَشْكُو لَهُ كُلَّ مَا يَهُمُّنِي وَأَدْعُوهُ لِيُزِيلَ حُزْنِي وَقَلَقِي وَيُحَقِّقَ أَمَلِي وَيَدْفَعَ عَنِّي كُلَّ مَكْرُوهٍ" قَالَتِ الْأُمُّ: "بَارَكَ اللَّهُ فِيكِ يَا حَبِيبَتِي وَ بَارَكَ فِي عَقْلِكِ وَعَلَيْكِ بِقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ فَهُوَ كَلَامُ اللَّهِ الَّذِي يَجْعَلُكِ قَرِيبَةً مِنْهُ وَمُسْتَجَابَةَ الدُّعَاءِ أَمَّا هَذَا الشَّيْطَانُ اللَّعِينُ الَّذِي رَأَيْتِهِ فِي الْمَنَامِ فِي صُورَةِ ذِئْبٍ فَهُوَ كَمَا قَالَ اللَّهُ – عَزَّ وَجَلَّ- {ْإِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ }النحل99
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
المتواجون الان
566 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع