اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

السودان بين المطرقة والسندان!// محمد حمد

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

محمد حمد

 

السودان بين المطرقة والسندان!

محمد حمد

 

قدرُ السودان ومنذ عشرات السنين أن يحكمه العسكر. ويخوضون فيما بينهم صراع الإخوة الأعداء. ويتبادلون الأدوار والمواقع والرايات كلّما لاح في الافق بصيص امل لحكم مدني قابل للإستقرار والاستمرار. وكل عام او عامين يجد الشعب السوداني نفسه مرغما على تقديم الضحايا الابرياء على مسرح العمليات الذي تقوم أطراف متعدّدة بالتحضير "الجيد" له ورسم ملامح فصوله الدامية.

 

ومن المؤسف جدا القول إن بعض الدول العربية لا تستقيم أمورها ولا تقوم لها قائمة الاّ بوجود ديكتاتور يحكمها بالحديد والنار. والغريب، ولاشيء غريب في عالم السياسة والمصالح الضيّقة، ان طرفي الحرب في السودان خرجا من رحم نفس المؤسسة العسكرية، وهم بالتالي امتداد لنفس العقلية والثقافة التي تؤمن بالقوة والسيطرة وطاعة الشعب العمياء لهم. وبغض النظر عن الخسائر. البشرية والاقتصادية والفوضى التي ترافق كل حرب، سوف يستمر عساكر السودان في الاقتتال حتى خراب البلد لسنوات طويلة.

 

وكما يحصل عادة في الحروب العبثية، ان كل طرف يدّعي أنه يقاتل من اجل مصلحة الوطن وفي خدمة الشعب واعلاء شانه. ويتهم الطرف الآخر بما لا يُحصى من التُهم الجاهزة. والنتيجة التي يراها العالم، هي خمسة آلاف بين قتيل وجريح. وآلاف اخرى تركت مدنها وبلداتها هرباً من الموت الذي يزحف نحوهم من جميع الجهات. فضلا عن تدمير وتخريب الكثير من البنى التحتية ذات الأهمية القصوى للمواطنين، جراء القصف المتبادل بين طرفي الصراع. إضافة الى حالة الفوضى والذعر التي عمّت في البلاد وجعلت الدول الاخرى "تتضامن" فيما بينها من اجل اجلاء الرعايا والدبلوماسيين التابعين لها.

 

فما الذي كسبه يا ترى الشعب السوداني؟ وهل كان حقًا بحاجة ماسّة الى حرب بين قواته العسكرية؟ ام ان هناك ايادي، قريبة وبعيدة، بدأت في خلط الاوراق وبثّ سموم الفرقة والاقتتال بين ابناء البلد الواحد؟

 

ان كل حرب، وفي اي مكان، تقف وراءها الولايات المتحدة الامريكية. وتسعى بكل السُبل لاطالت امدها والاستفادة الى اقصى حد ممكن من نتائجها الكارثية على الآخرين، من اجل تحقيق مصالحها الانانية ورفد صناعة السلاح، التي تعتبر العمود الفقري للنظام الراسمالي، بالمزيد من اسباب ومقوّمات البقاء والاستمرار في تكديس الاموال على اشلاء آلاف البشر.

 

وتشير الكثير من المصادر الى ان امريكا وبشكل غير معلن، تقوم  بدعم الجنرال حميدتي قائد قوات "الدعم السريع" رغم مساعيها الحثيثة (ظاهريا)  كما يقول وزير خارجيتها بلينكن، الى وقف القتال ووضع حد لهذا النزاع والاتيان بحكومة مدنية في السودان.

 

ان مساعي امريكا في جميع الحروب والنزاعات المسلحة تفضي دائما الى تعقيد الامور وتأزّم الاوضاع والتصعيد على اكثر من جهة. لان هدفها الاول والاخير هو تطبيق الشعار الاستعماري العريق "فرق تسد" لتكون لها الحرية الكاملة في تحريك الدمى التي تتقاتل فيما بينها على خرائب الوطن.

 

ان استمرار اي حرب وفي اي مكان في العالم فيه جوانب "ايجابية" هائلة لنظام امريكا الامبريالي. ان هذا النظام، كما اثبتت تجارب الخمسين سنة الاخيرة، لا يمكنه العيش بسلام ابدا دون حرب هنا او نزاع مسلح هناك. وكلمة "السلام" لا وجود لها في قاموس امريكا، الدولة التي ضربت رقما قياسيا في حروبها العدوانية ضد الدول والشعوب الاخرى..

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.