اخر الاخبار:
طقس العراق.. فرص أمطار بعد منتصف أيلول - الأربعاء, 10 أيلول/سبتمبر 2025 19:18
شرطة الكرخ تصدر توضيحا بشأن "انفجار السيدية" - الأربعاء, 10 أيلول/سبتمبر 2025 19:14
حصيلة جديدة لعملية "السعادة والرشاد" في بغداد - الثلاثاء, 09 أيلول/سبتمبر 2025 19:03
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

ترجل الشيوعي باقر ابراهيم الموسوي عن صهوة جواده، بعيدا عن الوطن// محمد جواد فارس

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

محمد جواد فارس

 

ترجل الفارس الوطني الشيوعي باقر ابراهيم الموسوي (ابو خولة)

عن صهوة جواده، بعيدا عن الوطن

محمد جواد فارس

طبيب وكاتب

 

 شيوعيون

قلت أجلهم

حمر ابعزمهم الشعوب تحرر قالو: شيوعيون

قلت أزاهر بأريجها هذي الدنيا تتعطر

قالو : وهم عملاء

قلت : تأمركت لسن

وأضحت للدولار  توجر

ياسائلي٠٠٠ لا تستهبل أمورنا

حتى يظللنا اللواء الأحمر

ياواهن القدمين دربك هين

أما أنا دربي أشق وأعسر

شتان بينهما ٠٠٠ فدرب عامر

ترنو له الدنيا ودرب مقفر

أفديه من درب تقصر طوله

بالبذل والعزم الذي يتسعر

تمشي وامشي والليالي بيننا

ستريك من يهوي ومن سيظفر

                                 للشاعر الشيوعي الفلسطيني

                                         توفيق زياد

ولد باقر ابراهيم في مدينة الكوفة في 22 تموز عام 1932 , بدأ نشاطه السياسي في سن مبكر وفي عام وثبة كانون المجيدة  1948 أنتسب  إلى الحزب الشيوعي العراقي، وبسبب مشاركته في العمل الوطني ، ومن أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان، تعرض لاعتقالات لعدة مرات ، وسجن مرتين الأولى، لمدة ثلاث سنوات عام 1952, والثانية لمدة عامين في سنة 1957 , ولكن أطلق سراحه من السجن إثر قيام ثورة 14 تموز 1958. وتبوء بعد الثورة مركز عضو لجنة مركزية في تموز عام 1959 وعضوية المكتب السياسي عام 1962 بقيادة سلام عادل, ومسؤول عن التنظيم المركزي للحزب منذ عام 1961 ولغاية 1984، وكان قد عمل سابقا في منطقة الفرات الأوسط, والتي كانت تنظيماتها في المدن الحلة وكربلاء والنجف والديوانية والسماوة، وعندما انعقد المؤتمر الرابع في كردستان عام1985 في قرية (زويكة) في محافظة اربيل وكان لديه ملاحظات على عمل الحزب في السياسة والتنظيم والايديلوجيا تتعلق بأسلوب وطرق النضال ضد الدكتاتورية والقمع الحكومي، بالموقف من الديمقراطية وحرية الرأي داخل الحزب والموقف من القضايا الوطنية التي واجهت العراق.

وكنت اسمع عنه انه رجل المهمات الصعبة في إعادة التنظيم عندما تحدث اعتقالات في صفوف  التنظيم وكما حدث في انقلاب شباط عام 1963 قام  مع الرفاق زكي خيري وعدنان عباس ومحمد الخضري بالعمل بأعادة الرفاق المنقطعين عن التنظيمات في الأرياف والمدن.

سمعت بأسمه عندما كنت صغير السن وفي العاشرة من عمري، في مدينة الحلة وفي محلة المهدية وفيها بيتنا عام 1957 تم كبس وكر للشيوعيين وهم باقر ابراهيم وحسين سلطان وعدنان عباس واخرين من الرفاق وأصحاب الدار، من قبل جهاز أمن الفرات الأوسط في الحلة بقيادة أنور ثامر وهذه المرة الأولى اسمع بأسمه.

 

عندما كنت في معتقل شرطة الخيالة في منطقة  الويسية  في  الحلة، وسبب الاعتقال هو طلب أمن الحلة ببراءة من الحزب الشيوعي العراقي ولكني رفضت  ورغم تعرضي للتعذيب، وفي مركز شرطة الخيالة في الويسية، التقيت مع خالد الذكر عضو اللجنة المركزية محمد حسن مبارك وكذلك جبار عباس معروف وهو من مجموعة القيادة المركزية، وكان محمد حسن مبارك هو الأقرب لباقر ابراهيم  في العمل التنظيمي للفرات الأوسط، حدثنا عن صفات المناضل القائد باقر ابراهيم  الشخصية والعمل التنظيمي والفكري له، اشادة بخصاله الشخصية ودماثة أخلاقه وتعامله مع الرفاق التعامل الرفاقي، وشاءت الظروف أن التقيه بعد تعرضه لحادث سيارة  مؤسف، وادخل إلى مشفى في ركن الدين في دمشق، وبعدها توطدت  العلاقة بيننا بزيارات عائلية، ونقاشات حول المؤتمر الرابع وما تمخض عنه من طرد لقيادي في الحزب وكوادر مهمة من ذوي الخبرة في العمل الحزبي. وكان الفقيد يفكر دائما حول كيفية إنقاذ الشعب العراقي المحاصر من قبل الولايات المتحدة الامريكية والغرب، لا غذاء ولا دواء، ويموت الكثير من أطفال وشيوخ  بسبب هذا الحصار، وعندما ذهبنا إلى ليبيا بدعوة من الحكومة الليبية عام 1997 بوفد من الشيوعيين والديمقراطيين [ باقر ابراهيم وخالد السلام وعدنان عباس وعلي الشيخ حسين وزوجته ومحمد جواد فارس] لعب باقر ابراهيم دورا مهما وكلمني بأعداد قائمة للأدوية التي تحتاجها المستشفيات وطالب بإرسال مواد غذائية إلى الوطن وفعلا جرت الاستجابة من لدن السلطات الليبية وارسلت.

 

كان باقر ابراهيم الموسوي امميا في توجهاته الفكرية ونشاطه في المشاركة في مؤتمرات الأحزاب الشيوعية والعمالية العالمية، وإلقاء كلمات بأسم اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، ولقاءات بقادة شيوعيين مثل قائد حزب تودا الإيراني (رضا رادمنش) وقيادة الحزب الشيوعي المنغولي في منغوليا الشعبية وعدد اخر من قيادات الاحزاب الشيوعية والعمالية العالمية.

وكان لباقر إبراهيم موقف من القضية المركزية للأمة العربية وهي قضية فلسطين ومقاومتها الوطنية من أجل تحرير الأرض الفلسطنية من رجس الكيان الصهيوني، وكنت ارافقه في اللقاءات مع قيادات فلسطينية حيث جرى لقاء مع الأمين العام  للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (أبو علي مصطفى) وكان الحديث حول الوضع في العراق في ظل النظام الدكتاتوري وتحدث ابو علي مصطفى حول الوضع الفلسطيني وانتفاضة  الشعب الفلسطيني واشاد باقر ابراهيم (أبو خولة) بنضال أبطال الحجارة بتحديهم  لجيش الاحتلال، وقد شارك في اللقاء د٠ ماهر الطاهر عضو المكتب السياسي للجبهة.

و عندما التقينا بالامين العام للجبهة الديمقراطية (نايف حواتمة) إشار في البدء بالمساعدة التي تقدمها الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ، للشيوعيين العراقيين في مجالات متعددة ومن جانبه تحدث نايف حواتمة عن نضال الجبهة داخل الأرض المحتلة والمشاركة في الانتفاضة، وكان باقر إبراهيم متفائلا بأن النصر سيكون للمقاومة الوطنية الفلسطنية، وسينتهي الاستيطان كما انتهى في الجزائر على يد جبهة التحرير الوطني الجزائرية وكما انتهى في جنوب افريقيا على يد الحركة الوطنية بقيادة نلسن مانديلا، اليوم نجد أن توقعاتك في ما يجري على يد المقاومة بدء من طوفان الاقصى 7 اكتوبر 2023 واستمرار المقاومة في غزة والضفة، وحفزت الشعوب في العالم من أجل التضامن والحرية لفلسطين، واثمرت في اعتراف أغلب حكومات العالم بمقعد فلسطين في الأمم المتحدة واعتراف أيرلندا والنروج وإسبانيا في دولة فلسطين.

 

كنت عربيا بمواقفك في المؤتمر القومي العربي هذا المؤتمر الذي يضم مثقفين عرب من كل البلدان العربية ومن مختلف الاتجاهات الفكرية ومقره مدينة بيروت، وكان لك دور مشهود، قدمت لعضويته في عدد من الشيوعيين ومنهم الدكتور  نظمي العبيدي والدكتور منذر الاعظمي والدكتور كاظم الموسوي وصباح الشاهر  والدكتور محمد جواد فارس. وتسنى لهؤلاء الشيوعيين طرح ارائهم في داخل المؤتمر ولعبوا دورا في قراراته،   

اما في المجال الفكري والتنظيمي: كنت دائما تفكر على أهمية أن تقوية تنظيم الحزب والحركة الوطنية، وكنت تعد النشرة الداخلية (مناضل الحزب) بأمور تنشط  العمل التنظيمي وتعزز قوى الحزب بعناصر من منشأ الطبقة العاملة وكذلك الفلاحين والمثقفين الثوريين، وتحذر من عملية الاندساس من العناصر الانتهازية والوصولية، وكنت تعمل بطريقة الحرص والتخفي في أحلك الظروف التي مر بها الحزب، وما العمل الذي أقدمت عليه، في وضع خارطة طريق بعد انقلاب شباط وبدء الهجمة الشرسة على تنظيمات الحزب، كانت الخطة وانت في ريف الفرات الأوسط، تتضمن البحث عن الهيئات الحزبية التي تقطعت بها السبل على إثر الضربة التي المت بالحزب من القيادة والكوادر والقواعد، وعملت فعلا انت وبعض الرفاق المتواجدين بالقرب منك، بربط هذه التنظيمات بالحزب، واستحقيت بحق كما أسموك (رجل المهمات الصعبة).

 

وبعد فرط عقد الجبهة الوطنية القومية التقدمية، كنت تدير عمل الرفاق بعد أن خرج عدد من أعضاء اللجنة المركزية والمكتب السياسي، كانت سلطة البعث تعتقل الرفاق وتنتزع الاعترافات منهم بإستخدام التعذيب، واخذ منهم تعهد بالتوقيع على المادة 200 والتي فيها نصوص مذلة بما فيها حكم الإعدام، خرجت اخر الرفاق وذهبت إلى الجبل في كردستان وذلك تنفيذا لقرار الحزب بتشكيل قوات الأنصار المسلحة لخوض حرب العصابات، وكانت معك شريكة حياتك (ام خولة)  وهي كانت نصيرة، هناك لازلت تفكر ان الحزب يجب أن يكون في الداخل وفعلا نظمت الأمور مع رفاق في مكتب اطلقتم عليه: تنظيم الداخل. واريد الان ان  انقل من مذكراتك الواردة في كتابك [ مذكرات باقر ابراهيم والصادرة عن دار الطليعة - بيروت ] ٠ ماجاء في مداخلتك في المؤتمر الرابع للحزب الشيوعي العراقي مايلي؛ أن الشعور بالمسؤولية تجاه الحزب، هو حافزي الوحيد في تقديم الملاحظات المستمرة حول القضايا السياسية والتنظيمية، وكذلك الرغبة المخلصة في تصحيح أوضاع الحزب وتوطيد مواقعه وتعزيز وحدته، وليس بهدف تسجيل المواقف الذي اعتبره حالة لا تتناسب ومسؤولية الشيوعي اتجاه حزبه وإلى جانب قناعتي بصواب الأفكار والمقترحات التي كنت أقدمها لهيئتي الحزبية، فإنني لم أكن خلال هذه الفترة منزها عن الخطأ، الأمر الذي دفعني إلى انتقاد نفسي أمام الرفاق في اللجنة المركزية. و يكتب أيضا:

وبودي  أن أذكر نقاشات جرت عام 1961، حول الأفكار التي ناقشناها في لجنة التنظيم المركزي التي كنت اتولى مسؤوليتها انذاك، حول المقترحات بشأن حملة عامة لتطوير الحزب، وقد ختم الرفيق سلام عادل رفضه لحملة التطهير بقوله؛ أن كل رفيق تنتزعونه الان من الحزب بدون حق، كما تقلعون شعرة من عيوني.

وهذا هو شعوري اليوم إزاء الحرص على كادر الحزب وأعضاء الحزب.

 

وكم جاء في مذكراتك أود أن انقل هذا النص: أن أفضل من يستطيع الكتابة عن تاريخ الحزب بصورة موضوعية هم الذين تأثروا بنبض الحزب، ليس سياسيا وفكريا فحسب، بل نفسيا وعاطفيا كذلك. وعلى الرغم من أن المذكرات تتحدث عن بعض المحطات والوقفات، كما أسميتها، فأنها تقع ضمن مسيرة كاملة لعدة عقود من نضال الشيوعيين.

 

اني أدرك أن تكريس الجهد الرئيسي لمن يقدر على الكتابة، يجب أن يتجه نحو معالجة قضايا الحياة الراهنة والجديد فيها بالدرجة الأساسية. وقد سعيت في فترة حرماني من تكريم جهدي لتلك الجوانب المعاصرة ، للحصول على خلاصة مفيدة لي وللاخرين عند تسجيل ذكرياتي عن أحداث الماضي.

وإذا كانت هذه المسيرة غير واضحة النتائج عند البعض أو تعبر عن الاخفاقات والتعثر فقط عند آخرين، فهي عندي مسيرة الجهد البشري المضني والخلاق الذي حقق للشعب والوطن، رغم العثرات والجمود والخيبات، الإسهام بأهم المنجزات التي حققها نضال الوطنيين والثوريين كلهم، على مدى عدة أجيال، منذ قيام الدولة العراقية الحديثة حتى اليوم.  انتهى الاقتباس.

 

 وللفقيد باقر ابراهيم ماكتبه: 1- مذكرات باقر ابراهيم اصدار دار الطليعة  2- الوطنية الجديدة بين الاستبداد والخيانة 3- العراق جديد الحركة وتجديد الطلائع  4- صفحات من النضال (على طريق التصحيح والتجديد والوحدة).

لك المجد والخلود وطنيا شيوعيا ومخلصا لشعبك ووطنك وحزبك الشيوعي العراقي.

 

                                                    طبيب وكاتب

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.