اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• الفلم الذي اساء الى الاسلام لم يحصل إلا على اساءة!

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

يوحنا بيداويد

الفلم الذي اساء الى الاسلام لم يحصل إلا على اساءة!

منذ اكثر من اسبوع والعالم مشغولبقضية الفلم المسيء للاسلام والنبي محمد الذي جرح مشاعر ملايين المسلمين في العالمحول الصور القذرة التي ظهرت في مقاطع الفلم. هذا الفلم الذي لاقى شجب من كافةالقادة الروحانيين المسيحيين قبل رجال الدين المسلمين لاسيما الفاتيكان والكنيسةالقبطية والكلدانية .

كما ادانه السياسيين البارزين ورؤساء الاحزاب من ابناءشعبنا المسيحي ، بالاضافة الى المقالات الكثيرة التي كتبها الكتاب في الوسائلالاعلام والمواقع الالكترونية ،اوالادانات التي جاءت عن طريق مقابلات محطاتالتلفزيونية والراديو.

ان ما عمله هذا الفلم بالحق بعيد جدا عن اخلاق اي مجتمعانساني متحضر، ومؤمن بالقيم الانسانية والديانات السماوية، التي دوما تحرص فيتعاليمها على التاخي والمحبة والتعاون والتسامح. ان احوج ما تكون اليه شعوب العالماليوم هو التفاهم والتعاون، من اجل حماية حياة الانسان على هذا الكوكب الجميل الذيهيأه الله تعالى للبشر مع اثمن هدية، هي خلقنا لنعيش عليه واعطائنا الوجود منالعدم. ان الله سبحانه تعالى اكرم الانسان من دون الخلائق بفضائل ونعم، لكن معالاسف الكثير منا لا يدركها ولا يعرف، انه بدونها لا معنى لحياته في هذا الوجود بلسيعيش مثل بهائم!.

كل انسان له حق في هذا الوجود ما دام الله هو خالقه، وما داملا يختلف عن غيره بأي شيء، كل انسان له كرامته وقيمه، له مشاعره الخاصة التي تحركعواطفه برؤية لوحة جميلة مثلا او سماعه قطعة موسيقية نادرة، سماعه كلمات قصيدة ذاتذكريات لها وقع خاص في حياته. الانسان الحقيقي يجب ان يكون مجموعة احاسيس ومشاعر،الانسان الحقيقي لا بد ان يحب الجمال والموسيقى ، لانهما من صفات الكمال التييمتلكها الله سبحانه وحده. كذلك لكل انسان حقيقي مقدساته و رموزه التي عن طريقهايعرف الله ويتصل به او يتحدث اليه عن طريق صلاته!!

ان الاسلام والمسيحيينواليهود، يؤمون بالله الواحد، لذا يجب ان نحترم قوانينه، ارادته اواعماله ونتائجهافي هذا العالم، انه لا زال يخلق، لازال يراقب ويعمل معنا ومن خلالنا في بناء هذاالعالم، خلالنا حينما نسلم له ارادتنا، نعمل اعمال التي ترضيه والتي هي الخيردائما، بعيدة عن الاخلال في الطبيعة التي خلقها، مبنية على منطق العقل، ففكر او عقلالانسان ليس جامد مثل صخرة (لانه مجموعة احاسيس) ، ولا يمكن يتوقف العقل منالتفكير حتى اخر لحظة من الحياة، وهذا ما كان يعنيه الفيلسوف الفرنسي الكبير رينهديكارت في عبارته المشهورة " انا افكر، فإذن انا موجود" . ثم استنتج منها " لانناموجودين، اذن الله موجود " . هذه كانت خلاصة فكر احد اعظم الفلاسفة والرياضيين فيتاريخ قاطبة ، واحد مؤسسي حركة العصر التنوير في العصر الحديث (1)، لاننا نفكرونعمل لكي نعيش،إذن نحن في حالة صيرورة وتغير مستمرة، إذن الله يراقبنا ويراقباعمالنا كم هي بإتجاه ارادته. هل جعلنا انفسنا ادوات في يده لعمل الصالحاتوالخير؟!!

الله هو الخالق الجميع، وهذا مبدا تعترف و مسلم به كل الدياناتالسماوية، فإذن هل من المعقول الله يخلق شيء لايريده او لا غاية له فيه. إذن للهغلية في وجود كل واحد منا ،إذن الله اعطى الحق لكل انسان في الوجود. لكن لكل واحدشيء خاص به ، يختلف عن غيره في اللون والشكل والطول وقابليات الذهن والعملوالمشاعر التي كلها من عمل الله فينا والا كانت الحياة جامدة وغير معقولةّ!، لهذايجب ان نحترم واحد الاخر، لان الله يريدنا او خلقنا هكذا، الله اعطنا العقل كي ينورطريقنا في عملية اتخاذ القرار الصحيح والصائب المرشد له ،الذي يوافق او يواكب اويوازي فكره (اعني الله) او ارادته.

ان علومنا وثقافتنا ومبادئنا ونواميسناودساتيرنا كل منتوجات ونشاطات عقلنا كلها ناقصة وربما ردئية وشرسرة احيانا، غيركاملة ولن تبلغ الكمال في اي لحظة، لهذا يجب ان نكون يقضين على مسار الذي يريدهالله منا، نعم مسارنا الى الله يتعرج ويصعد وينزل لا نعرف احينا لماذا؟!، لاننا بشرلم ولن نستطيع ان نعرف ذلك، ولن نعرف اراته الكاملة او التامة، لان لله في خلقهشؤون.!!

انا بدوري ايضا ادين هذا الفلم الذي لا يعبر سوى عن قرف فكر مخرجه ومنوراءه، بلا شك يريد يخلق فتنة بين الاسلام والمسيحيين في كل مكان من العالم. املناانلا يكن الا سبباً لجعل الانسانية جمعاه ان تستيقظ على الخطر المحدق لمصيرالجميع، ان يكون سبباُ لزيادة احترام المقدسات والقيم والرموز الدينية الخاصة بكلواحد حتى وان كانت غير مقبولة عند الاخر.

انا احي غبطة البطريرك عمانوئيل الثانيدلي بطريرك الكنيسة الكلدانية لاصداره ادانة واضحة باسم الكنيسة الكلدانية وجميعالمسيحيين في العراق، كما احي سيادة المطران لويس ساكو و المطران بشار وردة الذينادانوا الفلم بأشد العبارات. ونتمنى ان نجد حوارا بناء لبناء الجسور وازالة الفواصلوالحواجز التي تحدث عنها الاب الدكتور يوسف مي مقابلتنا له قبل عرض لقطات هذا الفلموالموجودة بين الانسانية وديانتها وفلسفاتها المختلفة كما يجب ان يحترم ابناءالديانات السماوية احدهم الاخر ويحترموا رموزهم فلا مجال اساء الى مقدسات دينالاسلامي ونبيهم ولا مجال للاساء للدين المسيحي على اساس انه كفارايضا.

...........................

1- اعظم انجاز فكري اوجده يكارت كان فيهذه العبارة التي اوجد فيها الارتباط بل البرهان بين المادية والروحانية بمنطق لايقبل الجدل .

بقلم يوحنا بيداويد

ملبورن- استراليا

20 ايلول 2012

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.