كـتـاب ألموقع
الحوار الوطني// قرار المسعود
- المجموعة: قرار المسعود
- تم إنشاءه بتاريخ الجمعة, 28 آذار/مارس 2025 19:30
- كتب بواسطة: قرار المسعود
- الزيارات: 913
قرار المسعود
الحوار الوطني
قرار المسعود
هل حان الوقت للساسة وأهل الدراية والحكمة والعزيمة في تسيير البلاد وتطورها، في ما وصل إليه تطلع المجتمع بأن يكون مفهوم الحوار له فعالية ومردودية للدفع نحو العصرنة والتقدم؟. في إعتقادي أن ما أدلى به الرئيس للصحافة في اللقاء الدوري الأخير، يؤكد أن الحوار ينبغي أن يكون مقرونا ومحتوما وأن يتمركز حول البرامج والتصورات المستمدة من تطلعات المجتمع لا على التصور الشخصي والمصلحة الضيقة، لتكون للمواطن نظرة شامة وعلم وقناعة على شؤون البلاد العامة.
ويصبح من هنا الدفاع عن البرامج المقدمة معلما راسخا في تقاليد مبادئ الناخب ليدافع عنها بقناعة وثبات، ومن ثمة تصبح تعددية التصور أو الأراء الإديولوجية لبنة للبلاد من اجل ترسيخ الاستقرار والطمأنة وترسيخ الأمن في ربوع الوطن والتقدم المزدهر. أما إذا كان يراد به مجرد لقاء لعرض العضلات الإشهارية الممزوجة بالعبارات الجذابة والخالية من فائدة المجتمع وخير البلاد وإستقرارها فتأجيله أحسن حتى يظهر للمواطن الخيط الأبيض الصاطع.
الصراع يجب أن يكون بتقديم البرامج المدروسة للمواطن بمنهاج علمي وتجريبي في التسيير وإقناعه، لا مجرد رخصة في المحفظة والظهور أعلاميا في المناسبات. إن التحول والظرف والمشهد السياسي في العالم يوحي بأخذ الخطى الثابة وجعل لكل حركة حساب مدروس بطريقة التشاور الواسع في كل المسائل وعلى كل الأصعدة. ما تسير به السفينة منذ ديسمبر ألفين و تسعة عشر، يرضي العاقل ويطمئنه على البلد، وكما ألح عليه الرئيس يجب التطرق لإظهار الهفوات والسلبيات بطريق الحكمة حتى نساعد في رصيد الجزائر المنتصرة لا لننفر ونساهم في البلبلة.
من جهته يجب على المواطن أن يقارن أحواله المعيشية والأمنية بمحيطه الخارجي ويكون له موقف جازم مبني على واقعه الميداني، لا على تصورات مبنية على الخيال وعدم التحقق ويدلي بها صراحة ضد كل متلاعب بشؤؤنه ولو كان ذا قربى، فهو اللبنة الأساسية لوجود دولة لا تتزعزع ولا تتأثر بالسلبيات والمؤمرات مهما كان حجمها ومدبرها.
فالحس المدني متكون من العلم والمتابع لشؤؤن البلاد في إعتقادي يعتبر الركيزة الأولى التي تكفي عن كل معارضة وبرامج إديولوجية وتوضح للمسير الطريقة المثلة التي تفيد العباد والبلاد. وتهيء المجتمع الراقي والمحصن من كل اختراقات خارجية ومصائد داخلية بكل حكمة ودراية. فهل نحن بحاجة اليوم إلى حوار ناضج أم إلى تظافر الجهود للتخلص من التأخر الذي وصلت إليه بلادنا ما دامت الفرصة مواتية. أعتقد مرة أخرى أن الحوار قد تم رسمه نهائيا في أول نفمبر اربعة وخمسون ومنهاجه أتم في باندونغ وتجسد في سبتمبر 1961 ببلغراد بصربيا.
المتواجون الان
518 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع